مقالات متنوعة

هشام أحمد المصطفى (أبو هيام) : غرب كردفان.. خطوات في الإتجاه الصحيح


ولاية غرب كردفان وحاضرتها الفولة أو “رجل الفولة” كما يحلو لأهلها تمثل إحدى الولايات الاستراتيجية ذات المستقبل الكبير لما تتمتع به من موارد مختلفة من بترول وأراضي زراعية عذراء وقطاع واسع من الثروة الحيوانية والغابية وغيرها من ثروات باطن الأرض التي لم يتم البت فيها بعد. وتتسارع خطى التنمية والخدمات بالولاية يوما بعد يوم فتشهد الولاية الحدودية مع دولة الجنوب حراكا اقتصاديا كبيرا في أسواقها، بجانب التلاحم والترابط الاجتماعي الذي تمتاز به المنطقة ككل، وهو ما جعلها في مقدمة الولايات التي يشار لهاب البنان فيما يخص تعاضد نسيجها الاجتماعي ومكونها الثقافي والتماسك بين مختلف السكان المحليين.

ولاية المستقبل
ولا يخفى على متابع ما شهدته ولاية غرب كردفان من تطور ونماء إبان حقبة واليها الحالي الأمير أبو القاسم الأمين بركة، فقد شهدت رئاسة الولاية ومحلياتها ووحداتها الادارية استقرار وتوسعا في شتى الخدمات التنموية في عصر الأمير، بالإضافة لافتتاح حزمة كبيرة من المشروعات في مجالات الصحة والتعليم وتحسين خدمات المياه والبني التحتية. وهو ما جعل أصوات المواطنين تعلوا دعما وسندا للوالي ومؤازرته من أجل استكمال ما بدأ من مسيرة التنمية لتحقيق مزيدا من التنمية والرقي للولاية المنتجة للبترول. ومما لاشك فيه أن الولاية التي تحد دولة جنوب السودان تستقبل أعدادا مقدرة من اللاجئين من الدولة المستعرة نتيجة للحرب والصراعات التي تدور هناك، الأمر الذي فاقم من مسئوليات القائمين على أمر الولاية في توفير الحد الأدنى من الخدمات لهؤلاء الوافدين فضلا عن توفير الكشوفات الصحية الاحترازية تجنبا لانتشار الأمراض التي قد تنتقل عبر الحدود مع حركة الوافدين المتزايدة، وتبذل حكومة الولاية جهدا متزايدا في هذا الاتجاه في محاولة لحماية المواطنين المحليين من واجب مسئولياتها.
مجالس المدينة
وبحسب مواطنين من الولاية المعنية استنطقتهم الصحيفة فإن ما تقوم به سلطات الولاية لا يمكن انكاره ففي حقل الخدمات الصحية احرزت الولاية تقدما ملحوظا طالب السكان باستكماله حتى يتم الخياط بالحرير وكذا الحال في المجالات الأخرى كما أشرنا من قبل. وسيطرت قضية الصراعات القبلية الأخيرة على مجالس المدينة ولا تزال تجد حظا واسعا من التداول والنقاش، ولا يتم ذكر القضية إلا وتصاحبها الحكمة البالغة لوالي الولاية والتي نجحت في نزع فتيل الأزمة والسيطرة على الأمور وحسم التفلتات بقدر المستطاع. ويتقدم جهد الولاية جهدا مركزيا كثيفا يستهدف النماء والتطوير ودعم انسان الولاية وتعزيز الاستقرار في المجالات المختلفة عبر جمع السلاح م أيدي المواطنين، وفي هذا السياق أكد وزير ديوان الحكم الاتحادي ممثل رئاسة الجمهورية دكتور فيصل حسن إبراهيم الذي زار منطقة النهود التابعة للولاية مؤخرا، أكد تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير بجمع السلاح من القبائل المتنازعة فيما بينها وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون. جاء ذلك خلال مخاطبته بمناطق الصراع القبلي بمحلية النهود بولاية غرب كردفان بين قبيلتي الجمعانية وأولاد صبيح من افخاذ قبيلة حمر على خلفية الصراع الذي وقع بينهما وأدى لمقتل أكثر من أربعين شخصا من الطرفين، ووجه الوزير حكومة الولاية بجمع السلاح من الطرفين المتنازعين وإلقاء القبض على كل شخص ذو صلة بالاحداث تمهيدا لتقديمه لمحاكمة عادلة وقطع بعدم وجود كبير على القانون أو تفريط في الأمن، ونادى كافة الأطراف بمساعدة القوات النظامية على فرض الأمن وتعهد بأن لا يتم الصلح إلا بعض القبض على المجرمين. ووجد حديث الوزير الذي لم يخلو من الشفافية استحسانا واسعا من قبل المواطنين الذين أكدوا بالعمل معا مع حكومة الولاية من أجل توفير الأمن والاستقرار ومحاربة الصراعات التي لا تزيد الولاية بل تحد من تقدمها.
اعادة ترتيب الأوضاع
ولقيت جهود والي الولاية الأمير أبو القاسم الأمين بركة اشادة من الحكومة الاتحادية ورئاسة الجمهورية قبل المواطنين بالولاية، وذلك نتيجة لتجربته المتفردة في الادارة الأهلية الأمر الذي عزز ودعم من علاقته بجماهير الولاية في كافة المحافل العامة والخاصة. وجعلته من ذوي الخبرة في التعامل مع الأزمات بالاضافة لعلاقة وثيقة مع رئاسة الجمهورية والحكومة الاتحادية عامة. في وقت أشاد فيه وزير الحكم الاتحادي دكتور فيصل بالمجهود المتعاظم الذي قام به والي غرب كردفان في إعادة ترتيب الأوضاع واعادتها إلى مجراها الصحيح، مؤكدا أن الأمور والأحوال عادت لطبيعتها بفضل جهد حكومة الولاية ومواطنيها وشدد على ضرورة حفظ الأمن والجنوح للسلم.
ولعل العمل المتزايد الذي تشهده ولاية غرب كردفان لا ينفصل عن دور الوالي الشاب الأمير أبو القاسم بحكم نشاطه وتجربته المتراكمة في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار بين مكونات المنطقة، ويعد الوالي أحد الشباب الطموحين على تطوير الولاية والغيورين على أمن واستقرار السودان أجمع وليس غرب كردفان وحدها وهو ما انعكس على حرصه في تقدم الولاية وتبين ذلك الأمر في ازدهارها خلال وقت وجيز تقلد فيه شئون ولاية غرب كردفان ذات المستقبل المشرق.