صلاح حبيب

يحالون للمعاش وهم في قمة عطائهم!!


صدر كشف بإحالة عدد من الضباط بالشرطة للمعاش فيما تمت ترقية آخرين إلى رتب مختلفة، فرقة ولواءات وعمداء، وحسب ما ذكر الخبر المنسوب للشرطة فإن الترقيات والإحالة للمعاش إجراء روتيني يتم كل فترة، لكن ظني أن الدولة يجب أن تعيد النظر في عملية الإحالة للمعاش إن كان قد وصل منسوب الشرطة أو القوات المسلحة أو الطبيب أو أية مهنة أخرى لسن المعاش، فالدولة تصرف على منسوبيها المال والتأهيل والتدريب، فليس من المنطق أن ينال الضابط بالشرطة أو الجيش تلك التدريبات، ثم يحال إلى التعاقد، ينبغي أن تستفيد الدولة منه بدلاً عن ذلك، فإعادة النظر في القوانين مهم جداً حتى تستفيد الدولة ممن قامت بتدريبهم وتأهيلهم طوال تلك الفترة.
في الخدمة المدنية صدر قرار من مجلس الوزراء برفع سن المعاش إلى خمسة وستين عاماً، لا أدري هل القرار لكل الوحدات الوظيفية أم قاصر على المعلمين وأساتذة الجامعات في ظل الظروف التي نعيشها وعدم توفر وظائف للشباب، وتكون سن المعاش وهي الستين عاماً أقرب لمن يحصل على وظيفة وقد اقترب من الأربعين عاماً.
فعطاء الإنسان يفترض ألا يقاس بسن محددة، فالذين تتم إحالتهم للمعاش من ضباط الشرطة هم في قمة النشاط والعطاء، ولن يصدق أحد أن هذا الضابط الذي تمت إحالته للمعاش قد بلغ تلك السن والتي يفترض أن تكون سن العطاء والخبرة، وليس سن الانزواء، هنالك مهن يفترض ألا يحال الإنسان فيها إلى المعاش إلا إذا قل عطاؤه أو أصيب بمرض أقعده تماماً عن العمل، خاصة ممن صرفت الدولة عليهم تأهيلاً وتدريباً، وهناك بعض الشخصيات تمت إحالتها للتقاعد وهم في قمة العطاء، فلماذا لا نجعل هؤلاء مثل أو نساويهم بالسياسيين الذين تجاوزت أعمارهم السبعين والثمانين وما زالوا متشبثين بالعمل السياسي أو النقابي؟ لماذا لا نترك هؤلاء يعملون ويقدمون خبراتهم للأجيال بدلاً عن استفادة بعض الدول أو القطاع الخاص من خبراتهم؟!
فالأطباء والقانونيون يفترض أن يظل هؤلاء في الخدمة حتى يترجلوا عنها بأنفسهم بدلاً عن إحالتهم للتقاعد، فهناك ضباط في الشرطة أو القوات المسلحة أو النظامية الأخرى تمت إحالتهم وهم في رتب رفيعة، الآن إذا قال لك هذا الشخص أنا الفريق فلان أو اللواء فلان، وقد مرت على إحالته للتقاعد عشرات السنين لن تصدق إذ ما زالوا في قمة عطائهم ونشاطهم، لذا يجب أن تراجع القوانين أو تمد فترة الترقيات، إن كانت الرتبة الواحدة تحتاج إلى أربع سنوات يمكن أن تصبح ثماني أو عشراً للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم.