مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : وهل كل طفل سيشب متمرداً؟


> بالفعل هي حركات مسلحة سالبة جداً بشيء واحد كاف جداً هو استدراج الاطفال أو خطفهم للتجنيد الاجباري في صفوفها.. والاطفال يحرمون من التعليم وكأن الحرب بين دولتين. > والحرب حتى لو كانت بين دولتين.. فلماذا يستعان فيها بتجنيد الاطفال.. دون الشباب؟ > واهم سؤال ينبغي أن يوجه للحركات المسلحة التي تستقطب الاطفال للتجنيد هو على أي أساس وبأي منهج تنزعهم إلى المعسكرات لتجنيدهم اجبارياً؟ > والسؤال هذا ينبغي أن نقف على اجابته لنعالج على ضوء الحذر منها مشكلة عظيمة ستضر جداً بالنسيج الاجتماعي. > والتمرد إذا كان في اعلامه يتناغم مع اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بالابادة الجماعية والتطهير العرقي.. فهو يساهم في رسم شكل يخدم المؤامرة الأجنبية بمنهجية تجنيد الاطفال اجباريا في صفوفه. > التمرد بصفة عامة يبقى ذا قيمة عنصرية بالدرجة الأولى.. وهذا هو الحافز الذي شجعه على طلب الدعم والتمويل من القوى الأجنبية الدولية «واشنطن» والإقليمية «يوغندا وجنوب السودان وإسرائيل». > وتجنيده للأطفال اجبارياً وحرمانهم من حياة الطفولة الطبيعية التي عاشها قادته مثل خليل وجبريل ومناوي وعبد الواحد والحلو وعقار هو تجنيد قائم على أساس عنصري. > وحينما يخوض الاطفال الحرب مع التمرد ويسقطون قتلى بطبيعة الحال، فإن التمرد يصورهم في الاعلام على أن سقوطهم ناتج عن ابادة جماعية أو تطهير عرقي. > لأن سقوط الأطفال دون أن يكون معهم نساء وشيوخ لا يعني إنه كان وسط احياء.. بل كان في معركة.. وكانوا هم مجندين اجبارياً. > وبتصوير الأمر على أنه ابادة جماعية وتطهير عرقي يكون قادة التمرد قد نجوا من مسؤولية مصير هؤلاء الاطفال أمام ذويهم. > ولكن يبقى تصوير المشهد بأنه ابادة جماعية وتطهير عرقي دليلاً قاطعاً على أن تجنيد الاطفال يتم على أساس عنصري انتقائي. > ولكل هذا دعا أمس الأول السودان مجلس الأمن والسلم الإفريقي إلى ادانة تجنيد المتمردين للاطفال. > وبقي مجلس الأمن والسلم الإفريقي مطالباً الآن الحكومة السودانية كممثلة للدولة بأن يخرج برسالة واضحة برفض وادانة حركات التمرد والجماعات المتطرفة التي تدمر المؤسسات التعليمية. > وطبعاً تدمير المؤسسات التعليمية يمكن ربطه بسهولة بتجنيد الاطفال اجبارياً.. فهم في معسكرات التمرد في عمر الطفولة.. فلماذا تبقى المنشآت التعليمية؟ > وقد أفاد نائب السفير السوداني في أديس أبابا السيد الزين إبراهيم بأن اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي رقم «597» ناقش مدى حماية المنشآت التي تأوي الاطفال.. خاصة المدارس والمستشفيات في ظل النزاعات بواسطة الدول الإفريقية. > ومضاف إلى ذلك التزام الدول بالانضباط بالمواثيق وتطبيقها حمايةً للطفولة. > وعلى الفور أكد نائب السفير على اهمية احترام هذه النداءات واستكمال انضمام الدول للمواثيق والمعاهدات الخاصة بحماية الطفل مثلما فعل السودان. > لكن المشكلة في الثقافة الافريقية تجاه الاطفال في حالة الحروب.. حتى تجاه النساء.. فإن من المؤسف جداً والمؤلم جداً أن النظرة إليهم تكون بمثل النظرة للرجل الشاب القوي الذي لا يحتاج > دور مجلس الأمن الافريقي الفعال إذن هو أن تحرك الدول الافريقية بقوتها.. بعد عجز اليوناميد وفشلها.. لمنع استخدام المتمردين للمنشآت كثكنات عسكرية. > ويكفي للعب هذا الدور دافعاً أن منظمة مؤتمر البحيرات قد صنفت التمرد بأنه مجموعة حركات سالبة. > وهذا ينبغي أن يقدم كاقتراح لمجلس الأمن.. اقتراح بأن هذه الحركات.. سالبة جداً.. ولا هدف موضوعي ومنطقي لها.. وهذا يؤكده استغلال واستضعاف الاطفال.. وهم اكبر ضحاياها.. وهم أبناء الوطن ومسؤولية الجميع. غداً نلتقي بإذن الله.