صلاح الدين عووضة

الحب القاتل !!


*وهو قاتل بالمعنى الحرفي للكلمة..
*ونبدأ بمقدمات نراها ضرورية عن الحب هذا..
*أطلب من شخص في الشارع أن يصف لك موقع بيتٍ ما..
*سوف يستهلك أكثر من ثلاثمئة كلمة وصفاً للبيت الذي تنشده..
*ثم تُفاجأ – إن عثرت عليه – أن الوصف أسهل من الذي قال بكثير..
*أطلب من طالب أن يكتب لك موضوع إنشاء عن الإجازة الصيفية..
*سوف يملأ لك صفحتين (فلسكاب) في زمن يتجاوز نصف الساعة..
*ثم لن تجد بين ثنايا الكلام الكثير هذا سوى شذرات عن (أصل الموضوع)..
*أطلب من إحدى قريباتك رأيها في واحدة تعرفها تنوى الارتباط بها..
*سوف تحكي لك من تأريخ حياتها ما يتقاصر دونه- طولاً- تأريخ المهدية..
*ثم لن تخرج من كل الكلام هذا بما يعينك على اتخاذ القرار المناسب..
*أطلب من شخصيات قومية وسياسية وقانونية وضع دستور دائم للبلاد..
*سوف يُصيغون من الكلام ما يعادل مئتي ضعف الذي في دستور أمريكا..
*ثم لن يُحترم معشار احترام الأمريكان لدستورهم (المختصر جداً)..
*أطلب من مسؤول حكومي إلقاء كلمة افتتاحية في مناسبة ما..
*سيضيع أغلب الزمن في كلام من أجل الكلام فقط..
*أطلب من مذيع تقديم برنامج فيه ضيوف اشتهروا – كعادتنا – بالثرثرة..
*سوف ينقضي نصف زمن البرنامج في التعريف بالضيوف والبرنامج..
*ثم لا يبقى – من بعد الغناء- سوى ربع الزمن ليتقاتل عليه الضيوف..
*أطلب من زوجتك أن تروي لك تفاصيل حدثٍ ما كنت غائباً عنه..
*سوف تبدأ بنفسها شرحاً لكيف أن قلبها كان (حاسس) منذ البارحة..
*ثم حين تبلغ قلب الحدث تكون أنت (حاسس) بطعنة في قلبك..
*أطلب من مُستكتب- بضم الميم- أن يكتب لك مقالاً صحفياً في قضيةٍ ما..
*سوف يكتب لك ما يعادل مساحة (5) مقالات في صحيفة (الشرق الأوسط)..
*ثم حين تستبعد الحشو (الفارغ) تجد أن القضية نصيبها سطران..
*وهكذا نحن أبناء سودان زماننا هذا نعشق الكلام جداً..
*ومع ظهور (الموبايل) استفحلت حالة العشق المرضية هذه بشكل خطير..
*وشركات الاتصال تستثمر في حبنا هذا بمنتهى الذكاء..
*فالكل في حالة كلام لا ينقطع والهواتف على الآذان..
*والآن ثبت- علمياً وعملياً- علاقة الجوال بمرض السرطان..
*وانتشرت السرطانات في بلادنا على نحو مخيف في السنوات الأخيرة..
*وربما تكون هي سنوات انتشار الهواتف النقالة..
*ورغم ذلك لن نتخلى عن (حبنا) هذا أبداً..
*ولن نستخدم السماعات (العازلة)..
*فهو الحب (القاتل !!!).


تعليق واحد

  1. اصلا ما كان عندك موهبة
    بل حاولت ان تجيد المهنة لظنون ( هلوست ) بك … أكثرت فيها من ( البطبطة ) و التراشق وادعاء المعرفة
    فانكشف الأمر و نضب المعين
    فصرت خسارة على من استجلبوك
    وهاهم يفكرون فى الاستغناء عنك