مقالات متنوعة

جلال الدين محمد ابراهيم : الانتخابات القادمة الكترونية


الكثيرون من المُعارضين تجد لا شغل لهم غير الحديث عن تغيير النظام، بل ويطالبون (بتغيير النظام) والسؤال المهم الذي لا يعرف البعض له إجابة هو:- ما هو النظام!!!؟ ومن هو النظام!!!؟
لو سألت رجل الشارع وقلت له عرف لنا معنى كلمة (النظام) في بلدك أول ما يدور في رأسه هو انه (الحكومة) وهذا خطأ. ان النظام في أية دولة يا سادة عالمياً هو الدستور الذي يرتضيه عامة الشعب وليس الدستور الذي يَفصل من قبل مُمثلين للشعب في البرلمان، فهذا الأخير ليس بنظام دولة بل غالباً يكون نظام حزب يحكم الدولة ويفرد صلاحياته ويفصل القوانين ومؤسسات الدولة على رؤية الحزب، وهذا خطأ أكبر.
إنّ أنظمة الدول في العالم الأول هي عبارة عن دساتير ولوائح قانونية توضع من قبل أهل الاختصاص, مع تنزيل قوانين مفصلة وفقاً للدستور فيها، وتُطرح لعامة الشعب للاستفتاء عليها.
إنّ صاحب السلطة الأول والأخير في أية دولة هو (الشعب) وليس الحكومات وبالتالي أي نظام لا تتم إجازته بالأغلبية النسبية التي تزيد عن ثلاثة أرباع الشعب لا يصلح ان يحكم به شَعب حُر مُستقل!!.
.
أي بلد لا تحترم الدستور ولا تسن القوانين وفقاً لمواد الدستور فهي بلد تسير بتخبط وعدم مؤسسية ولا مرجعية لها مبنية على دولة القانون والمؤسسات، والفصل بين صلاحيات مؤسسات الدولة وصلاحيات الحكومات التنفيذية أمرٌ ثابتٌ في كل الدساتير والقوانين في العالم المتقدم.
إنّ مفتاح التغيير للأنظمة والشعوب الواعية فكرياً هو البرلمان وصياغة واحكام دستور برضاء الشعب بالاستفتاء العام للشعب.
محلياً نرسل بنصيحة في ونقول:- على الأحزاب والقوى السياسية ان تطالب بنظام انتخابات (آلي) إلكتروني يتعمد البصمة فقط والرقم الوطني لفرض الشفافية والحريات، هذا ان كان يهمهم امر الحريات والشفافية وما ينادى به البعض عبر الوسائط الإعلامية، ما لم تكن هذه المُناداة عبارة عن (خزعبلات وتجارة سياسية لمآرب أخرى لا علاقة لها بمطالب الشعب).
وإن كان كذلك تستطيع أن تجد الإجابة عن لماذا تجد البعض يهرول الى خيارات حكومات انتقالية أو سمِّها كما تريد من اجل كرسي وامتيازات لأسماء كرّرت فشلها ولا تزل تريد تكرار الفشل فينا.
فنظام الانتخابات الإلكترونية سوف يكشف للشعب سقوط أسماء ظلت تدور في فلك السياسة السودانية لردح طويل من الزمان ومردودها الشعبي (صفر) وتدعي أنها ذات قاعدة جماهيرية عريضة.
ومن هنا أرسل برسالة للمفوضية القومية للانتخابات، ونص الرسالة هي:- كفانا طباعة أوراق للانتخابات أو الاستفتاءات القادمة، عليكم العمل على إحضار أنظمة عالمية لكل أعمال المفوضية بدلاً عن (ورق وقلم وحبر يُوضع على أصابع الناخبين).
ورسالة لبعض الشخصيات التي تظن أنها مشهورة في عالمنا السياسي أو في كل المجالات في ضروب الحياة أقول لهم:-
إنّ من السهولة في عصرنا هذا ان يصبح الإنسان مشهوراً، فالوسائط مفتوحة ولم يعد إعلام التطبيل حصراً على فئة دون غيرها، ولكن من الصعب جداً ان يكون الانسان ذا تأثير إيجابي في محيطه الضيق حوله، ناهيك أن يكون ذا تأثر إيجابي على شعب في نطاق الوطن العريض. فالشهرة شيء، والتأثير الإيجابي في الآخرين شيء آخر.