سياسية

هل يصمد السلام الهش بجنوب السودان؟


منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في دولة جنوب السودان الشهر الماضي بدأت الأخبار عن المناوشات المسلحة وأحداث العنف على نطاق البلاد تتواتر وتثير المخاوف بأن جنوب السودان لن يستطيع الحفاظ على السلام حتى الانتخابات العامة 2018.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها من عاصمة جنوب السودان إن رئيس البلاد سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار ربما يستأنفان صراعهما المسلح للسيطرة على الحزب الذي يجمعهما معا -وهو حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان- بعد أن خرجا من حرب أهلية دامت عامين وحصدت أرواح عشرات الآلاف وشردت أكثر من مليونين من السكان.

وأوردت الصحيفة صورة للأوضاع المزرية للتدهور الاقتصادي وفقدان الشعور بالأمن، مشيرة إلى أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ مجموعهم نحو 12 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، وأن كثيرين يموتون بالمستشفيات جراء النقص الحاد في الأدوية، وأن إنتاج النفط يبلغ أقل من نصف إنتاجه قبل الحرب الأهلية عام 2013 جراء الدمار الذي لحق بالآبار.

الأولوية للأمن
وفي عبارة توحي بأن الوضع الأمني بالبلاد ليس على ما يرام قال وزير الإعلام مايكل ماكوي للصحيفة لا يمكن الحديث عن تحسين الوضع الاقتصادي الآن لأن السلام والأمن أساس كل شيء، وعلق التقرير بأن النخبة السياسية في البلاد لا تبذل أي جهد لتحسين الاقتصاد وأن ما يشغلها هو الصراع على السلطة.

وأضاف التقرير أن حكومة جنوب السودان ظلت منذ نشوء هذه الدولة قبل خمس سنوات تسيرها المصالح الشخصية بدلا من السياسات والآن انتهت إلى أنها لا تستطيع حتى دفع مرتبات تكنوقراطييها الأكثر تمرسا، وأوردت الصحيفة أن رئيس هيئة الضرائب قال لها إنه لم يحصل على راتبه لأكثر من شهرين، وأن مكتبه يتعرض لانقطاع الكهرباء وأن موظفيه يعملون في الظلام أحيانا كثيرة.

ورغم الفقر والوضع المتدهور، قالت الصحيفة إن النخبة السياسية لم تستطع إلا تشكيل حكومة يبلغ عدد وزاراتها ثلاثين، عشر منها لمجموعة مشار بما فيها وزارتا الداخلية والتنقيب والنفط، وذلك في إشارة إلى صعوبة تسوية الصراعات بين أفراد هذه النخبة.

ومع ذلك نسب التقرير إلى السياسي البارز لام أكول -لديه حزب مستقل- والذي يتولى حاليا منصب وزير الزراعة قوله إنه لا ينفي أن كثيرا من المشاكل داخل الحكومة كانت شخصية “لكن هناك العديد من مراكز القوة في الحكومة الحالية، الأمر الذي يضمن عدم وجود مركز واحد يسيطر على كل شيء”.

الجزيرة نت


تعليق واحد

  1. هؤلاء جنرالات الحركه الشعبيه بلا أفق سياسى الله يكون فى عون شعب الجنوب والقادم أصعب