المثنى احمد سعيد

هل تنقصنا ذلة ..


أي منطق هذا واي اسلوب هذا الذي تتبعه الدولة في تعامل وزاراتها مع الدول الشقيقة او الصديقة ، هل اصبحنا بهذه الدرجة من الصفاقة وعدم الحياء من الشعب .. وزارة تتبع لحكومة بلد ووزيرها يرأسه رئيس البلد كيف تقوم دولة بدفع ايجار مقرها ؟؟ انه مذلة ما بعدها مذلة ..والمصيبة ان الوزارة تصرفت من تلقاء نفسها دون الرجوع لمجلس الوزراء ولا البرلمان وانما وكأنها متجر او مغلق تصرف صاحبه بما يريد ..
صرخنا وهتفنا ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع .. فكيف يكون ذلك ان كنت مقر وزاراتي يدفع ايجارها وربما مرتبات موظفيها شخص اخر .. أي قوة عين سأتحدث بها معه واي ماء وجه يجعلني قادر لا تفاوض في أي شأن .. من اين ستأتيني الشجاعة في المحافل الدولية او الاقليمية لا صوت ضد هذا الذي يدفع لي ايجار وزاراتي ان كان مخطئا ..
وزارة كوزارة الاوقاف ومن المفترض ان تكون اصغر وزارة من حيث التكوين الوظيفي والاداء المهني لان الاوقاف ليست ذاك الحجم الذي يحتاج لوزارة يتكون مبناها من سبعة طوابق وذاك الكم من الادارات .
اسوق لكم مثلا انا اسكن بجوار وزارة الحج السعودية والتي تقوم بخدمة ضيوف الرحمن على نحو غير مسبوق مبناها لا يصل الى سبعة طوابق .. ووازرة الشؤن الاسلامية السعودية والتي لها ايادي شرقا وغربا في انحاء العالم مبناها لا يزيد عن ستة طوابق وبعض الادارات التابعة لها خارجيا وعبارة عن مكاتب فرعية ..
تأتي وازارة الاوقاف السودانية وتؤجر مبني بمبلغ بهذا الحجم ؟ والمصيبة في الامر ان هذه الوزارة مغضوب عليها من الشعب السوداني وسمعتها تحت الصفر وزي الزفت ابتداء من ملف الاوقاف بالسعودية واموالها المنهوبة الى سوء خلق بعض قياديها .
قبل فترة وجيزة تم نقل القصر الجمهوري الى مقره الجديد .. شيء جميل ان يكون هناك تطور لان المباني القديمة لا يوجد بها تمديد شبكات اتصالات وشبكات داخلية للتواصل وانجاز المعاملات حتى نواكب العالم فلا يعقل ان تكون كل الكابلات ممددة خارجيا او على سطح الارض .. اذن بإخلاء القصر القديم توفرت مساحات شاسعة وكافية ان تحتوي اكثر من وزارة كوزارة الاوقاف وكان بالإمكان استقطاع جزء او ركن من القصر ونقل الوزارة اليه ويستعان من العون الاماراتي في شأن اخر وبدل ان يدفع ايجار مبنى لموظفين عطالة كان بالإمكان استغلاله في دعم توليد الطاقة فالمبلغ بالجنيه بالقديم وفي الشهر الواحد فوق الثلاثمائة مليار و في عام واحد يكون رقما فلكيا وغير مقروء للكل 3726000000 جنيه سوداني بالله عليكم لم يصرف مبلغ بهذا الحجم لوزارة سمعتها السرقة وسوء الخلق لقياديها ..
الى جانب هذا وزارة لا نقدر على ايجاد مقر لها ولا نستطيع دفع مصروفاتها ما الطائل من وجودها لان ما ستتحصل عليه من الاوقاف لا يساوي ما يصرف عليها فلم لا تلغى بجرة قلم وتتبع لوزارة اخرى وتحت مسمى هيئة فقط ويكون مديرها بدرجة وكيل وزارة حتى لا يتضخم ويتمدد السقف الاداري .. حتى نتفادى ما يعرف بتعبير اوفر هيد (overheads)
من منكم احبتي يقول لي انه رأى في بلدته او في قريته شيئا يذكره بهذه الوزارة ؟؟؟؟ لا شيء ولا اعتقد ان احدا يعرف لها عملا اصلا ..
الاوقاف في ولاية الخرطوم تم التغول على ممتلكاتها واراضيها حتى وصل الامر وقيل ان اراضي قاعة الصداقة وما حولها اصلا كانت اوقاف ونهبتها الدولة وحولتها لمصلحتها بدل ان يكون لها ريع للمساكين ..
منذ اواخر السبعينات لم نسمع بالليالي التي كانت تقيمها وزارة الاوقاف لإرشاد الناس والتبصير بأمور الدين وتوقف حضور الدعاة والمرشدين من الازهر والذي كان مشهودا وبكثافة في جميع مدن السودان ..اذن هذه الوزارة اصلا عالة على الحكومة وعلى كاهل المواطن الذي يدفع الضرائب لتسيرها ولكن ان يصل بنا الامر ان نكون في وضع تدفع ايجار مقرها دولة اخرى فو الله لعمري انه الخزي والعار ..
اغلقوا وزارة الاوقاف وانزالها لدرجة هيئة واغلاق 90% من مكاتبها لأنها تحتوي على عطالة مقنعة لا طائل منها ..
مصيبة بلادي انه كلما ما فاحت رائحة قذرة من مرفق او وزارة نجد بعد فترة وجيزة رفعت لدرجة اعلى وكأن جواز المرور للقبول من قبل الدولة ودعمها هي السمعة السيئة واللغط السالب في الصحف والوسائط ..
امرك غريب يا بلدي
المثنى احمد سعيد


‫2 تعليقات

  1. في زمن النميري كان الناس جلهم لا يهتمون بامر السياسة كثيرا فكانت الامور ماشه مره شحدة ومرة منحة وقرض ام الأن فالحاكم اظرط والمحكوم اظرط منه

  2. حكامنا ينطبق عليهم قول الحق عز وجل ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)

    حكامنا تسمعهم يهللون ويكبرون ويسبحون ويحفظون عن ظهر قلب أجزاء عديدة من القران الكريم وذخيرة ضخمة من الأحاديث النبوية وكل ذلك فقط لأجل خداع الناس واللعب على معتقداتهم وحبهم لدينهم.. يحدثوننا عن الأمانة وهم ينهبون المليارات ويكدسونها خارج الوطن يحدثوننا عن السلام وحرمة النفس وهم يومياً يقتلون بني جلدتهم عشوائياً كما في المظاهرات التي حصدت أرواح العشرات من صغار طلاب المدارس بطلقات جبانة في ظهورهم .. يحدثوننا عن القناعة ويقرأون علينا قول الحق (وفي السماء رزقكم وما توعدون) صدق الله العظيم ولكنهم يتطاولون في البنيان ويبنون كل يوم قصرا جديدا..
    حكامنا يغيظهم أن يكتب أحداً أو أن يصرخ أحدا منتقداً مثل هذا الذي فعلته الأوقاف دون حياء باستجداء الآخرين كأنما لم يكفها نهبها لأموال اليتامى والمساكين لعشرات سنين الإنقاذ.. وغداً سنسمع ردة فعلهم بعد أن تأخذهم العزة بالإثم ..