مقالات متنوعة

جلال الدين محمد ابراهيم : إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً، وَنَرَاهُ قَرِيباً.




1 زائر 31-05-2016 admin كان كيس السكر وزن عشرة كيلو بسعر (50 جنيهاً) ومستورد وليس كنانة أو محلي، وفجأة يختفي السكر من السوق مع اقتراب شهر رمضان، وبنفس السيناريو الذي حدث في سلعة الغاز، صناعة الندرة ثم تجفيف السوق، ثم إغراق السوق بالسكر ولكن بسعر (90 جنيهاً) لكيس السكر أبو عشرة كيلو.
 ولو الأمر بهذه الكيفية نتوقع كذلك في العيد ارتفاع أسعار الحلويات وارتفاع الأضاحي في عيد الأضحى وارتفاع كل شيء إلاّ القيمة الإنسانية في بلادي تظل في نزول .
هذا الأسلوب ظهر في البلاد مع فكر الحركة الإسلامية في تمرير الأزمات وصناعة (الندرة) في كل شيء وعدم التحضير والتخطيط لأي شيء فقط لجعل الناس في كفاح مُستمر من أجل أن يظل فقط (حياً)، أما الرفاهية
ورغد العيش، تصبح مجرد أضغاث أحلام وكوابيس لا تقترب حتى مجرد اقتراب على البيوت المعروشة بالزنك والخشب (والرواكيب المعروشة بالخيش) والساكنين فيها .
وهذا الجشع في رفع الأسعار بصفة خاصة في رمضان لا يصنعه تاجر مؤمن حقا بالله في شعب من المسلمين على الإطلاق، ولا يصنعه تاجر يعلم بأن الله محاسبه على كل صغيرة وكبيرة وما صنع من ضيقة معيشة في حقوق الناس وينسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :(قَالَ: “اللَّهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ ,وَمَنْ شَقَّ عَلَى أُمَّتِي فَشُقَّ عَلَيْهِ)، لكن الناس في هلع المكاسب للنفس، البعض ينسى أبسط قواعد المعاملة الإسلامية للناس، فنفسه ثم نفسه، ثم نفسه ولذلك يضيق على أمة لا إله إلاّ الله ويدعي بأنّ الله أحل البيع وحرم الربا، ولو بحث في أموال بعض من يضيق على الناس تجد مصدرها من تمويلات بُنوك عليها عُمولات (ربوية) وبالتالي يرفع الأسعار بشكل كبير ليغطي عُمولات التمويل من البنوك، وينسى أن من بني على باطل فهو باطل ولا خير في تجارته ولا ربحه ومع ذلك يشق على العباد في رفع الأسعار بلا فهم وينسب نسبة الأرباح العالية لتفكيره الذكي وهو لا يعلم بأن هنالك حسابا عسيرا ينتظره .
انه (فيلم هندي) تطول مدة عرضه ومع ذلك هو مُكرّر ويطبق على الشعب من جهات لا تخاف عقاب رب العالمين ولا يعني لها أمر الفقراء من المسلمين شيء في الأساس .
 وتخيل معي لدينا مصانع وطنية، وكميات مستوردة أضخم من الإنتاج المحلي والدليل (المعروض) في سوق الخرطوم من المستورد يتفوق عدداً وتوزيعاً في المحلات عن الإنتاج المحلي. (ودا من شنو يا ربي) ولو سألنا أي مسؤول في البلاد (ماذا أعدّت وزارتك من خطط لشهر رمضان) لقال إنهم خططوا وفعلوا كذا، وكذا، ويجيب ليك ملفات ودراسات ومستندات لو فرشتها لغطت صحراء كلهاري، بينما الواقع المنفذ ينكر كل تخطيطهم (تخبطهم) المزعوم بموجب التنفيذ، فنحن شعب رزق اليوم باليوم!!. ودوماً نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً !!.
 وهل يوجد سلعة أكثر طلباً من سلعة السكر في رمضان، فكيف يكونوا قد خططوا من أجل الشعب، وهذا الشعب أعياه التعب والنضال من أجل لقمة العيش الكريمة، لكن ماذا نقول غير ما قاله لنا سبحانه وتعالى: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً).
-


تعليق واحد

  1. اللهم اتفهم واتلف تجارتهم وردهم مديونين خاسرين يا جبار يا منتقم