مقالات متنوعة

شمائل النور : أرفعوا العقوبات السودانية.!!


تدريجياً، ربما لو صادفك أقل مسؤول وطرحت عليه سؤالاً، لماذا لا تتواجد في مكتبك أثناء ساعات العمل، عادي جداً أن تكون إجابته، العقوبات الأمريكية هي السبب في ذلك، باتت هناك نغمة ثابتة أشبه بتوحيد الخطاب الرسمي لتعليق كل أسباب الفشل في “شماعة” العقوبات الأمريكية، ماهو متأثر بها وما هو لا علاقة له بالعقوبات.
نشرت وسائل الإعلام المحلية نقلاً عن مجلة أمريكية تصريحات وزير المعادن أحمد صادق الكاروري، والذي جاء فيها أن أكثر من مليون سوداني يعولون أكثر من خمسة ملايين فرد، يعملون بالتعدين الأهلي. ينتجون 80% من إنتاج الذهب السوداني، مؤكداً تأثير العقوبات الأميركية التي أضرت بالقطاع خاصة التعدين التقليدي، وقال الكاروري إن عقوبات واشنطن المفروضة على السودان منذ تسعينيات القرن الماضي تعد مؤثرة، وعرضت الكثيرين من أبناء الشعب السوداني للضرر بعد أن عمد أكثر من مليون سوداني للعمل في مناطق التعدين الأهلي..وربما يضاهي الضرر الذي ألحقه الكاروري بالشعب السوداني ضرر العقوبات الأمريكية.
شهر يوليو الماضي كان الإعلام المحلي والإقليمي يحتفي بتوقيع عقد “تاريخي” لإنتاج الذهب، أبطاله، الكاروري وشركة روسية، إتضح لاحقاً أنها غير روسية..شهر فبراير المنصرم، كان من المفترض أن تبدأ الشركة الروسية اللاروسية “سيبرين” إنتاجها الموعود، والإنتاج الموعود حسب الوزير هو 46 ألف طن من الذهب السوداني، عطفاً على توفير قرض لحكومة السودان يبلغ (5) مليارات دولار بضمان احتياطي الذهب، العقد التاريخي الذي شهد مراسمه الرئيس بدأت بعد أيام تحوم حوله الشبهات، وأخذت المعلومات نصيبها من الانتشار الذي بدد الحلم السوداني المزعوم، حينها لم يجد الكاروري ما يقوله سوى “لو خدعت الرئيس استحق الإعدام”..تُرى هل يمتلك السيد الوزير أية إجابة عما إذا كانت الشركة بدأت إنتاجها أم ليس بعد، بل هل بإمكانه إطلاع الرأي العام أين يذهب الذهب؟
ليست المرة الأولى التي يُعلن فيها بعض الوزراء عن مفاجآت تحوّل مسار الاقتصاد السوداني الذي ينهار يومياً، ولن تكون الأخيرة، طالما، توقفت عجلات الإنتاج وانطلقت الألسن تعلن المفاجأة تلو الاخرى… الحقيقة ليست في أن الكاروري خدع الرئيس وينبغي تقديمه إلى المشنقة بناء على طلبه، الحقيقة أن الشعب انخدع ولا يزال ينخدع..فلينظر المسؤولون إلى تصريحاتهم كيف تحولت إلى مادة للسخرية من شدة أنها غير معقولة ولا منطقية..ولو أنجزت هذه الحكومة ما يليها بدرجة 50% لكفت الشعب “شرور” العقوبات الأمريكية، هذا الشعب يكفيه رفع العقاب المُسلط عليه من حكوماته..يكفيه فقط قرار برفع العقوبات السودانية، أرفعوا العقوبات السودانية، أما الأمريكية فستُرفع تلقائياً


تعليق واحد