مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : سايق الفيات


قبل فترة لبيت ومعي زملاء صحفيون دعوة عشاء بمنزل سفير من دولة آسيوية
عند مدخل المنزل بالخرطوم بحري. وجدنا السفير وأعضاء سفارته في استقبالنا ..
لفت انتباهي طباعة أسمائنا. داخل الصالون و كانت (ملصقة) في الحائط ،همس في أذني أحد الزملاء (هسع العوارة دي لزومها شنو)
انخرطنا في السهرة وكان عنوانها سؤال وحيد من السفير ماهو رأينا في منتجات بلاده ، ولماذا تراجعت في سوقنا المحلي.. قلنا ما عندنا، وقلت له أنا (سياراتكم) كرهتنا.. كنت اتكلم عن نفسي فالسيارة القادمة من بلاده (مشتني علي عجل الحديد) تقبل كلامنا والسرور يملأ حياته و (يبقي زادا)
خرجنا للشارع ، وبدينا (القطيعة) والتي كانت عبارة عن إعجاب بأداء السفير الذي يتقصي الأسباب التي تدفع باقتصاد بلاده للأمام.. غدا الخميس سيغني السفير الإيطالي في الخرطوم(فابريزو لوبيسا) أغنية (يا سائق الفيات)
الأغنية لا زالت تحتل مكانا متوهجا عند الأذن السودانية، تتعدد الروايات حول قصتها ولكنها تتفق جميعا حول سرور والذي كان يقود سيارة (فيات)وكان في معيته أمين نابري وزين العابدين كوكو وتحركوا من سنار الي سنجه عن طريق الرماش. وهناك انضم اليهم الشاعر الكبير إبراهيم العبادي والفنان الأمين برهان، ووسط هذه الاحتفاليه جاءت هذه الأغنية والتي (ولدت) لتبقي في الذاكره بما حملته من مضامين جماليه وعاطفية وانسانية وسياحية لا زالت حية، كأنها كتبت أمس لا في القرن الماضي
شئ من ذاك العبق طاف بيننا ونحن جلوس في مكتبي ومتحلقين حول الفنان الصاعد بجدارة (حسن محجوب)،ومتميز أقولها رغم أنف أستاذنا الكبير مؤمن الغالي الذي يقف في خط مخالف لأغنية الحقيبة، وحسن محجوب رغم أنه من الجيل الحالي فقد تمسك بأغنيه الحقيبة واعتبر – عكس مؤمن الغالي- أن رسالتها لم تنته وتأثيرها كبير بكلماتها وألحانها ومضامينها ورسالتها الوطنية والتربوية،وحقق بأدائه المتميز نجاحات لمسها بنفسه في كثير من المنتديات والمشاركات والحفلات ، داخل وخارج السودان ويضرب المثل بالتجاوب الكبير الذي وجده من الجمهور الأماراتي والذي تجاوب مع أغاني الحقيبة بصورة ملفتة مقارنة مع الأغنيات الحديثة.
شاهدنا مع حسن وزميله الشاعر المهاجر بالأمارات عبده بخيت وزميلنا معاويه محمد علي و (زهرات آخر لحظه) مقطع فيديو لبروفة مشتركه مع السفير الايطالي والذي سيغني بسودانيه مطعمة بالإيطاليه أغنيه يا سائق الفيات.
السفير بهذه الخطوة سيكون قد قطع شوطا كبيرا ونجح في تمثيل بلاده خير تمثيل.. رغم أن الرجل لم يمض علي قدومه للبلاد أكثر من عام كما عرفت ،ومع ذلك ترفع له القبعات والتحايا وهو يسوق الفيات بمهارة في شوارع الخرطوم .
يا السايق الفيات عج بى و أخد سندة
بى الدرب التحت تجاه ربوع هندة
أوصيك قبل تبدا
سيرك داك طريقك سابق الربدة
منك بعيد جبدة
حى هندة المراد عج بى ربوع عبدة.