مقالات متنوعة

ناصر بابكر : أجمل أيام المريخ


* لم ولن يكون أمر المريخ في يوم من الأيام مسئولية المجلس الذي يدير شؤونه سواء عبر الإنتخاب أو التعيين فقط وإنما مسئولية جماعية وتضامنية تحتاج لقدر كبير من التعاون والتكاتف والعمل المشترك بين مختلف القطاعات للمساهمة في الإرتقاء بالنادي يوماً تلو الآخر والوصول به لمصاف الأندية التي تنافس على الألقاب القارية بصورة منتظمة.
* واقع النادي خلال الفترة الفائتة لم يكن يسر أحداً من محبيه وإن كان يعجب أعداءه وبشدة والواقع الحالي حصاد زرع سنوات من الفرقة والشتات بذرت بذرة تحويل النادي لشيع وأحزاب كل يريد الانتصار للرأي والذات والتأكيد على أن رؤيته هي الصواب وما سواها تحوم حوله الشكوك.. فكانت أهم أسباب تراجع ومعاناة المريخ وعجزه أن يكون في المرتبة والمكانة التي يستحقها قبل سوء النهج سواء الإداري او الإعلامي أو الجماهيري سوء النفوس وسوء الظن بالآخرين ومساعي الإنتصار للذات التي لا تتوقف التي حولت اختلافات الرأي لخلافات واختلاف الرؤي حول كيفية ادارة النادي الكبير لصراعات دفع المريخ ثمنها باهظاً ووجدها المتربصين بالزعيم فرصة ليتكالبوا عليه أملاً في إضعافه وتمزيقه إلى أشلاء لمنح الغريم التقليدي فرصة للعودة لسكة البطولات المحلية بعد أن فاز الهلال ببطولة يتيمة في آخر ثلاث سنوات مقابل فوز المريخ بخمس بطولات.
* ولأن المريخ رجل صالح ولأن بذرة الخير والإخاء والحب الموجودة في هذا الكيان غير موجودة في غيره من الأندية.. كان من الطبيعي أن يخرج أقوي من ضربة اجتهد من خططوا لها في أمانة الرياضة بالمؤتمر الوطني ووزارة الشباب والرياضة أن تأتي قاتلة وقاضية تؤدي لتدميره لكن كيدهم بإذن واحد أحد سيرتد إليهم في نحرهم وستكون مخططاتهم تلك ومساعيهم سبباً رئيسياً في إستعادة المريخ لكل ما خسره في السنوات الماضية من قيم ومبادئ ميزته عن سواه على مدار تاريخه.
* من يسلط الضوء على واقع فريق كرة القدم بالمريخ من غياب للطاقم الفني وللأجانب وللكثير من اللاعبين ومن مشاكل للمستحقات وإصابات يعتقد أن النادي الكبير يمر بأسوأ فترة في تاريخه هذه الأيام.. لكن تسليط الضوء على الروح التي دبت في مختلف القطاعات الحمراء خلال أيام الأزمة الحالية والإحساس بالمسؤولية تجاه الكيان والتسامي فوق أي مرارات والإلتقاء من أجل الدفاع عن الراية الحمراء يتأكد له أن المريخ يعيش هذه الأيام بالذات واحدة من أفضل فتراته في التاريخ لأن أهله وضعوا أيديهم أخيراً على الداء الذي أعاق حركة الزعيم كثيراً في العقود الأخيرة وشرعوا فعلياً في تجهيز الترياق الذي يقي الجسد الأحمر من المعاناة وبالتالي فإننا الآن والآن فقط يمكننا القول وبملء الفم بأن المريخ بدأ يسير في الطريق الصحيح ودشن الخطوة الأولي في رحلة الوصول للمجد وبناء الكيان على أساس سليم.
* البعض يمكن أن يسأل كيف لي القول أن المريخ يعيش أفضل فتراته رغم واقع كرة القدم الذي أشرت إليه ورغم الحال الإداري الذي يعلمه الجميع ولهؤلاء أجيب أن إصلاح النفوس وصلاح النوايا مقدم على إصلاح الحال الإداري والفني لإن شتي أنواع الإصلاحات يقوم بها (الإنسان) وبالتالي فإن إعادة إحياء القيم والمبادئ الإنسانية السليمة وإحياء القيم والمبادئ العظيمة التي اتسم بها إنسان المريخ في حقب ماضيي يبقي الخطوة الأهم والأعظم وما يليها في الشأن الإداري والفني مقدور عليه.. ومن وجهة نظري الشخصية فأن وحدة أهل المريخ وإتفاقهم على العمل يد واحدة من أجل الكيان وإعادة الإحترام المتبادل والإخاء والود وجلسات النقاش المفتوحة والمباشرة في الهم المريخي إنجاز أقيم وأهم حتي من الفوز بالممتاز أو كأس السودان فالبطولات تستمر عاماً تلو العام ومن يضع الأساس المتين لكيانه يبقي مرشحاً للفوز بها سنوات طويلة حتي لو فقدها عاماً او إثنين في سبيل البناء السليم للإنسان أولاً قبل البناء الإداري والفني.
* الحراك المريخي الحالي يجب أن يستمر وأن يشمل كل أهل القبيلة الحمراء دون إقصاء لأي عاشق للأحمر ومثلما تجاوز كثيرون المرارات من أجل الكيان فإن أعضاء التحالف المريخي مطالبون بالإنضمام لركب وحدة البيت المريخي لأنها الأساس الذي سيسهل من مهمة التوصل لصيغة مثلي حول الكيفية التي يدار بها النادي الكبير مستقبلاً وصولاً لصياغة نظام يكون أشبه بـ(الدستور المريخي) الذي يحدد بكل الدقة الكيفية التي يجب أن يدار بها النادي ويكون ذاك الدستور بمثابة خارطة طريق لعمل كل المجالس القادمة مع ضرورة إتفاق وتعاهد كل رموز وأقطاب النادي على دعم أي مجلس يتولي الشؤون مستقبلاً ومساعدته على إنجاز أعماله بالدعم المادي والمعنوي مع ضرورة أن يؤمن ويدرك ويتوافق الجميع على أن النقد والتبصير بالعيوب والأخطاء يعد نوعاً من أنواع الدعم المطلوب وبشدة لتصحيح المسيرة سيما وأنه لا يوجد تجربة إنسانية تخلو من أخطاء والمؤمن مرآة أخيه وهي القاعدة التي يفترض أن ينظر بها كل مريخي للرأي الآخر بعيداً عن الإسفاف والتجريح والإقصاء والتصنيفات التي تضر ولا تنفع.
* المطلوب حالياً من كل المشاركين في الحراك الحالي أن يبادروا وسريعاً بالمساهمة في حل المشاكل التي تحاصر فريق كرة القدم هذه الأيام وشخصيا أتمني أتمني أن يكون كل من تواجدوا في دار الرئيس السابق جمال الوالي مطلع هذا الإسبوع ومن تواجدوا بالأمس في منزل عضو المجلس السابق محمد الريح سنهوري حضوراً في نادي المريخ يوم الرابع من يونيو للمشاركة في النفرة الثالثة لتكون تلك الأمسية بمثابة تلاحم إداري جماهيري ويكون بمثابة ضربة البداية لتكاتف كل الإداريين (سابقين ولاحقين) مع المجلس الذي يتولي شؤون الإدارة ليكون هذا الامر بمثابة ديدن للجميع حاضرا ومستقبلاً.
* قوتنا في وحدتنا.