مقالات متنوعة

سمية علوي : قوّم النفس بالأخلاق تستقم كل الأمور


صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.. هذا رأي أحمد شوقي في قصيدته عن حسن الأخلاق، وهو في نظري العملة الصعبة لكل من يحترم نفسه، ولكل من يبحث عن الفلاح في زمن نكبات الفضائل، إذ لا نجد سوى الرذائل وسوئها، ثم نأتي بعدها بالعويل نندب حظنا وننسى أننا لأنفسنا ظالمون، ذلك أن “كل واحد يلقى فعلو”، وللرذائل تبعات على المال وعلى البنين وعلى الصحة كذلك، فتجد المحيا عابسا وبلون شاحب يعكس الأفعال ويترجم الأخلاق البذيئة.. فالله الله في تربية أبنائكم وفي أخلاقهم بل في أخلاقكم أوّلا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن لم نقوّم النفس بالأخلاق فلن تقوم لنا قائمة، وهنا لن أستحي من القول إنّ تسعين بالمائة من مآسينا الأمنية أو الاقتصادية سببها انعدام التربية والوازع الديني، الذي عادة ما يكون المؤطر والحافظ من أي انزلاق على كل الأصعدة.

أعجب عندما أرى بنات الليل يتكاثرن كالفطريات من دون حسيب ولا رقيب، وأبقى عاجزة عن التفكير حينما ألاحظ هذه الظواهر تنتشر في الشارع وبالجامعة وبالمؤسسات، كيفما كان نوعها، لتسكن الحيرة في نفسي مكان الصورة النبيلة التي كنت أرسمها عن المسلمين وأنا صغيرة.

فعلا صدق أحمد شوقي واختصر القول باعتبار ذهاب الأقوام من ذهاب الأخلاق.. الآن فهمتم سبب تسلّط الظلام علينا، وخلفية تراجعنا إلى أذيال البشر؟!