منوعات

4 سيدات اقتحمن عالم الجريمة وتفوّقن على الرجال


تدور نقاشات عدة حول طبيعة المرأة والأعمال التي تؤديها مقارنة بالرجل، وعادة ما يُقلل كثيرون من قدرة المرأة على المنافسة، وهو أمر أُثبت خطؤه، بعدما أثبتت المرأة تفوقها على الرجل في أكثر من مجال، مهما بلغت قسوته، ومن بينها الجريمة.

وتشير تقارير إلى أن حالة قتل واحدة ترتكبها امرأة تأتي من بين عشرات حالات قتل يرتكبها الرجال، لكن حينما تقدم المرأة على ارتكاب تلك الجريمة، فإنها ترتكبها بإتقان يلهم صنّاع الفن والدراما.

1- ريا وسكينة
أشهر ثنائي في تاريخ الجريمة في مصر في عشرينيات القرن الماضي، قضية “ريا وسكينة”، قضية شهيرة راح ضحيتها 17 امرأة من الإسكندرية، وهزت الرأي العام بسبب كثرة عدد الضحايا وملابسات الجريمة.

فقد عمدت ريا وسكينة “بدافع الفقر والوضع الاقتصادي السيئ عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى وإعلان الحماية البريطانية على مصر”، إلى جلب النساء من الأسواق، وأغلبهن من المعارف اللائي يرتدين المصوغات الذهبية، إلى البيت الذي تسكن فيه الأختين.
ورغم أن ريا وسكينة لم تشاركا في عملية القتل، بل اقتصر دورهما على اصطياد الضحايا وبيع مصوغاتهن، إلا أنهما حصلتا على لقب “السفاحتين”، لبشاعة الجرم، ولأن عملية القتل كانت تتم أمامهما وبمساعدتهما، ما دفع القاضي إلى الحكم عليهما بالإعدام شنقاً، ونفذ فيهما الحكم يومي 21 و22 ديسمبر/كانون الأول عام 1921، وكانت أولى أحكام الإعدام بحق النساء في مصر.
ورغم بشاعة الجريمة، إلا أنها أغرت صنّاع السينما والدراما والمسرح، فعالجوها بالعديد من الأعمال الفنية، من أهمها: فيلم “ريا وسكينة”عام 1952، تأليف نجيب محفوظ، سيناريو وإخراج صلاح أبو سيف، بطولة نجمة إبراهيم، زوزو حمدي الحكيم وأنور وجدي. وكذلك فيلم “إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة” عام 1955، بطولة إسماعيل يس، نجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم، تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج حمادة عبد الوهاب.

وفي المسرح، كانت المسرحية الشهيرة “ريا وسكينة” عام 1983، بطولة شادية، سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، تأليف بهجت قمر، وإخراج حسين كمال. وفي الدراما، كان مسلسل “ريا وسكينة” عام 2005، المأخوذ عن رواية لصلاح عيسى، سيناريو وحوار مصطفى محرم، إخراج جمال عبد الحميد.
2- ناهد القفاص
“لو كان عايش كنت قتلته مرة تانية”، جملة شهيرة قالتها الفنانة نبيلة عبيد وهي تلعب دور القاتلة الحقيقية ناهد القفاص، في فيلم “المرأة والساطور”، الفيلم الوحيد المأخوذ عن قصة حقيقية، أدت فيه نبيلة عبيد دور ناهد القفاص، وشاركها البطولة الفنان أبو بكر عزت، من تأليف وإخراج سعيد مرزوق.

في أواخر الثمانينيات وقعت جريمة هزت الرأي العام حينها، فقد كانت الجريمة الأولى التي تقتل فيها زوجة زوجها، وتمزق جسده بالساطور، ثم وضعته في أكياس بلاستيكية لتتخلص من جثته.

وقيل حينها إن “القفاص” كانت مطلقة وتعرفت على القتيل الذي اعتاد النصب على السيدات من خلال الزواج منهن والاستيلاء على أموالهن وتعذيبهن، وكانت واحدة ضمن 17 سيدة تزوجها، لم تتحمل فعلته فقتلته.

وهناك رواية أخرى تقول إنه وقع خلاف بين “القفاص” وزوجها على فيلا يمتلكها، وكانت تريده أن يكتبها لها لكنه رفض ذلك، فانتقمت منه بقتله. لكن الثابت في الأمر أن الرأي العام تعاطف معها باعتبارها ضحية قبل أن تكون جانية، ما دفع القاضي إلى الحكم عليها بالمؤبد.

3- أميرة – الإسكندرية
منذ ما يقرب من 3 أعوام، قامت الأم أميرة، المقيمة في مدينة الإسكندرية، بذبح طفليها بسكين،
في حادثة مفجعة خالفت الطبيعة ذاتها، حيث يمكن للمرأة أن تؤذي أي شخص ما عدا أطفالها، ثم نزلت إلى السوق لتشتري احتياجاتها، وعادت إلى المنزل لتتظاهر بأنها اكتشفت الجريمة.

أودعتها النيابة إحدى المصحات العقلية للتأكد من قواها العقلية، بعدما تعمّدت خنق طفلها ذو الـ10 سنوات ثم ذبحته بسكين، وكررت الفعل مع طفلتها ذات الـ7 أعوام، وبالضغط عليها أكدت أنها أراحتهما من أعباء الحياة والمجتمع، وخاصة أنها تعاني ضغوطاً اقتصاديةً ونفسيةً.

لم يتناول أي عمل فني تلك الجريمة بشكل مفصّل، لكن مسلسل “سجن النسا”، من بطولة نيللي كريم، روبي وأحمد داوود، تأليف مريم ناعوم وإخراج كاملة أبو ذكري، عرض واقعة مشابهة بعض الشيء، عن أم تقتل أبناءها وزوجها وتحاول الانتحار، جراء اضطرابات نفسية تعاني منها.

العربي الجديد