سياسية

كلقو.. قصة تحرير طال انتظاره


كادت منطقة جبل كلقو على الشمال الشرقي من جبال الأنقسنا، تمثل أسطورة أو هكذا أراد متمردو الحركة الشعبية أن يجعلوها، وهم يطلقون حولها الأساطير، ويروون وينسجون من خيالهم استحالة تحريرها وعودتها إلى حضن الوطن. فقالوا بوجود كائنات تحارب إلى جوارهم، وأخرى من الكجور وخلافه، يسوقون إليهم جنود القوات المسلحة وإخوانهم من القوات النظامية الأخرى والمجاهدين ليجدهم المتمردون لقمة سائغة، وناسين ومتناسين اختلاف العقائد القتالية والقناعات والدوافع التي يقاتل من أجلها كل فريق. فجنود القوات المسلحة ورفاقهم لهم قناعة ويقين بمسؤولياتهم في صون تراب هذا البلد والحفاظ على سلامة مواطنيه وأمنه واستقراره، عكس من يقاتل من أجل أجندة لا يعلمها، ووعد لا يثق فيه بتحول ميزان القتال لصالح قيادتهم العليا حتى يدين السودان لهم. لذا فقد اتخذوا من شياطينهم وكجورهم سنداً أوهموا به البسطاء مثلهم، وروج لهم أعوانهم من الطابور الخامس والخلايا النائمة، لكن قناعة رجال القوات المسلحة بأن ساعة النصر آتية كانت هي الفيصل. الوعد الصادق جاء يوم الأربعاء غرة يونيو المجيد، وكان وعد القوات المسلحة وقسمها الذي أبرته بأن تصوم كلقو هذا العام طاهرة نقية، فكان يوماً أسود على متمردي الحركة الشعبية، فرحت وهللت وكبرت له جماهير ولاية النيل الأزرق في خروج تلقائي ميممين وجوههم شطر قيادة الفرقة الرابعة مشاة، بعد أن جابت قوات الدعم السريع طرقات مدينة الدمازين مدججة بأسلحتها التي تبث الطمأنينة في نفوس المواطنين، وحسان المدينة يزغردن ويهلل رجالها ويطلقون الأوراق المالية على رؤوس الحسان أمام بوابة الفرقة الرابعة مشاة، فكانت استجابة قيادة الولاية برئاسة الأستاذ: حسين يس حمد والي الولاية، ورئيس وأعضاء المجلس التشريعي والحكومة والقيادة العسكرية على مستوى القيادة العامة والقيادة المتقدمة ممثلة في الفريق الرحيمة والفريق برهان ومجموعة من القادة واللواءات والعمداء، من القيادة العامة للقوات المسلحة، وقائد الفرقة الرابعة مشاة اللواء: عزالدين عثمان صاحب العرس. التحرير ضمان الاستقرار جاء خطاب الوالي، معبراً عن الفرحة، شاكراً تدافع أهل الدمازين وانفعالهم الصادق الذي يدل على إسناد القوات المسلحة والوقوف إلى جانبها، مرسلاً رسائل للمخذلين ومروجي الشائعات بأن القوات التي دخلت للولاية جاءت من أجل النيل من إنسانها، مؤكداً متابعة الحكومة لهم ورصد تحركاتهم، وقال سكتنا حينها لأن لنا هدفاً أكبر هو تحرير كلقو، مؤكداً أن التحرير هو ضمان لاستقرار المنطقة الغربية للولاية والمدن السكنية وتوسع الزراعة وانعاش الاقتصاد وعودة المواطنين إلى مناطقهم، مؤكداً ولاء القوات المسلحة للوطن ومسؤولياتها. رسالة للمتمردين وقال الوالي مخاطباً الجماهير إن هذا النصر هدية لجماهير الشعب السوداني ورسالة واضحة للمتمردين ومن شايعهم من مروجي الشائعات، ودلالة على تلاحم الشعب والقوات المسلحة تحقيقاً لشعار جيش واحد شعب واحد. مؤكداً أن التحرير يمثل زيادة الرقعة الزراعية والرعوية، وأن الرعاة والمزارعين هم أكثر الفئات اكتواء وتضرراً من الحركة الشعبية، وعليهم الآن الاستعداد للدخول في الموسم الزراعي لأن الحكومة قد أكملت الاستعدادات، ووفرت المدخلات. ودعا الوالي المتمردين قائلاً: إننا رغم الانتصار ندعوكم للسلام وإلا سوف يأتي بالقوة. شاكراً رئيس الجمهورية ووزير الدفاع للاهتمام بالولاية. تنظيف الحدود من جانبه، أكد اللواء: عز الدين عثمان قدرة القوات المسلحة على بسط الأمن والاستقرار وتنظيف جميع حدود الولاية من التمرد، وسينعم كل بيت في الولاية بالأمن والاستقرار، وإن اللقاء القادم سيكون في يابوس. بطلان الشائعات وعلى جانب الاحتفال، التقت «الإنتباهة» بالمجاهد فائز بلة معتمد محلية قيسان الأمير الميداني للمجاهدين الذي أكد بدوره أن ما ظلت تطلقه الحركة الشعبية عن وجود كجور وغيره، دليل على عدم إيمانها وجهلهم، وليس هنالك أكثر من وعورة المنطقة الجغرافية مما جعل المتمردين يتخذون منها مكاناً لتخزين ما يقومون به من نهب للمشاريع الزراعية والثروة الحيوانية، وقد كانت مناطق خور جداد وبوي والحارة الخامسة، تمثل لهم انطلاقاً لعمليات النهب، وبتحرير هذه المناطق تكون كل جبال الأنقسنا قد استقرت، وكذلك المنطقة الغربية للولاية ومنطقة المدن السكنية مما يعد انطلاقة لتحرير بقية المناطق أولو ويابوس. مؤكداً أن ما تردده الحركة الشعبية عن وجودها في كلقو ما هو إلا كذب وافتراء، بل نحن الموجودين هناك، وعليهم أن يثبتوا العكس. مشاهد مؤثرة مشهد النساء وهن يقطعن المسافات سيراً على الأقدام من أطراف المدينة صوب قيادة الفرقة الرابعة، يتبعهن الأطفال والصبية مهللين ومكبرين، كان مشهداً أكبر من التعبير عنه. وشهدنا ما لم نشهده يوم تحرير فشلا ومعركة الميل أربعين، عندما كانت جزءاً من الوطن ولا هجليج بدلالاتها الاقتصادية، مما يؤكد مدى تأثير الشائعات والخرافات التي روجت لها الحركة الشعبية، وأثبتت القوات المسلحة بطلانها. وجاء يوم الجمعة، تتويجاً للفرح، حيث خرج المصلون من مساجد الدمازين صوب قيادة الفرقة الرابعة. وهكذا توحد كلقو القلوب وتجمع الصف وتجلب السخط على الحركة الشعبية، وتثبت أنها حسناء لا تملك الحركة الشعبية مهرها .

الانتباهة