أبرز العناوينرأي ومقالات

الأسباب الحقيقية وراء موقف السودان من سد النهضة


دائما ما كان السودان هو الحليف الطبيعي لمصر في مواجهة إفريقيا وهذا الأمر كان يُغضب الأفارقة كثيرا حتى أنَّ الزعيم السنغالي ليوبد سيدار سنغور قال ذات مرة أن «السودان بدلاً أن يكون أفضل الأفارقة اختار أن يكون أسوأ العرب» عندما قرَّرت السودان الانضمام لجامعة الدول العربية والانحياز للموقف المصري في الساحة الإفريقية على طول الخط. مرَّت 60 سنة على هذه المقولة و يبدو اليوم أن السياسيين السودانيين قد قرروا أن ينحوا بسياسة خارجية مستقلة عن مصر في إفريقيا تقوم على مصالح الدولة السودانية بدلا من اللهاث خلف دعاوى «الأمن القومي العربي».

إثيوبيا: مارد إفريقيا الصاعد الذي تحتاجه السودان
في أواخر عهد الرئيس مبارك، وتحديداً في فترة ما بعد عمرو موسى في الخارجية المصرية، تم إهمال إفريقيا تماماً لصالح قضايا الهلال الخصيب «العراق وفلسطين ولبنان» و قضايا الصِّراع الاستراتيجي مع إيران ونتيجة لهذا تم إخلاء الساحة الإفريقية من مصر ومع نشوء الاتحاد الإفريقي في 2002م برزت أربع دول إفريقية كبرى هي إثيوبيا في الشرق وجنوب إفريقيا في الجنوب ونيجيريا في الغرب والجماهيرية الليبية في الشمال، وكان الجامع الأساسي بين هذه الدول أنها دول إفريقية مستقرة و قوية اقتصاديا وقادرة على القيام بأدوار في حل مشكلات القارة، فكان التدخل الإثيوبي لمكافحة الإرهاب في الصومال وكانت الوساطة الليبية ثم الوساطة النيجيرية في دارفور.

الأفارقة اختاروا أديس أبابا كعاصمة لهم وكان للرئيس الإثيوبي ميليس زيناوي دور في تهدئة الأزمتين السياسيتين في كينيا و زيمبابوي بعد أزمة الانتخابات الرئاسية في البلدين في 2007-2008 م. وبينما كان هذا التعملق الإثيوبي إفريقياً كانت لمصر مواقف رمادية من تلك الأحداث أو لم يكن لها مواقف من الأساس. نتيجة للعلاقة الخاصة بين الرئيس البشير و الرئيس الإثيوبي السابق ميليس زيناوي، استطاعت إثيوبيا استصدار قرار من الاتحاد الإفريقي برفض توقيف عمر البشير و تحريض الأفارقة ضد المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها أداة سياسية، بينما كان موقف مصر من قضية البشير و الجنائية الدولية هو موقف طلب تأجيل توجيه الاتهام للبشير، كونه رئيس دولة. شتَّان إذًا بين موقف إثيوبيا التي أرغمت الدول الإفريقية، حتى الموقَّعة منها على ميثاق روما، باستقبال البشير على أراضيها و كسر قرار المحكمة، وبين مصر التي لم تطلب من الدول العربية نفس الشيء.

يضاف لكل هذا الدور الإثيوبي الإيجابي في حل قضية الخلافات بين السودان و جنوب السودان و يصل هذا الدور الإثيوبي ذروته بإرسال قوات إثيوبية إلى منطقة أبيي المتنازَع عليها كحلٍ مؤقت حتى قيام استفتاء أبيي المؤجل من 2011م .

و مع كل هذا فالعلاقات السودانية الإثيوبية أيضا مهمة في الجانب الاقتصادي؛ فالتقديرات تتحدث أن المستثمرين السودانيين يأتون في المرتبة الثالثة في الاستثمار في إثيوبيا بعد الصين والسعودية، حيث تبلغ الاستثمارات السودانية في إثيوبيا حوالي مليار و 600 مليون دولار أمريكي. وفي المقابل تعتمد إثيوبيا على السودان في تصدير منتجاتها إلى العالم وللتبادل التجاري نظرًا لكونها دولة حبيسة لا تمتلك موانئ.

ويضاف إلى كل هذا زحف الإثيوبيين للعمل في السودان و هذا ظاهرٌ للعيان خصوصا في مدينة الخرطوم و هذا الأمر ساهم في التداخل بين السودان و إثيوبيا بهذا الشكل لأول مرة منذ الثورة المهدية التي قاتلت الأحباش و انتصرت عليهم و قطعت رأس ملكهم في القلابات.

مصر لم تَعُد تملك شيئًا لتُقدِّمُه للسُّودان
لا يستطيع أن يظلَّ السودان معاديا للدول الإفريقية من أجل مصالح مصر المائية بينما مصر لا تعتبر المصالح السودانية أبداً بل وتفتح القاهرة ذراعيها كمكان لتجميع و إيواء المعارضة السودانية والحركات المسلحة، وتوافق على أن يقوم حليفها خليفة حفتر بتمويل و دعم حركات دارفور المسلحة ليقاتلوا معه قوات فجر ليبيا «أي أنَّ مصر ترى أمنها القومي بمحاربة الإسلاميين أولى من أمن السُّودان القومي بدعم حركات انفصالية بالسِّلاح»، وترفض مصر التفاوض مع السودان على مثلَّث حلايب، ناهيك عن رفض تنفيذ مصر لاتفاقية الحريَّات الأربع بين البلدين الموقعة من زمن الرئيس حسني مبارك بحجة التهديدات الأمنية، في حين أنها مستمرة في اتفاقيات الحريَّات الأربع مع ليبيا التي تحولت إلى وكر للإرهاب الدولي.

قديما كان السودان يعتمد على مصر في الحصول على الدعم العربي، ولكن مصر اليوم تحولت من «دولة داعمة» إلى «دولة مدعومة»، والسودان استغنى عن الدعم المصري بالدعم السعودي و الإماراتي. يحكي الدكتور «الطيب زين العابدين» أستاذ العلوم السياسية قصة تدل على هذا الانقلاب في الأحوال؛ فبعد حادثة محاولة الاغتيال الفاشلة لحسني مبارك في 1995 وقعت 27 دولة افريقية على بيان يدين السودان ويتهمها بالوقوف خلف الهجوم، و قالت هذه الدول أنها مستعدة للذهاب إلى الأمم المتحدة لاستصدار قرار منه ضد الحكومة السودانية، ويدور الزمان دورته و بعد 18 سنة من هذه الحادثة يقرر مجلس الأمن و السلم الإفريقيين أن يعلِّق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي بالإجماع، و سط اعتراضات مكتومة من الجزائر و موريتانيا، وتظل عضوية مصر معلقة لمدة عام، ويقوم وزير خارجية مصر «نبيل فهمي» بالطلب من السودان التوسط لدى الاتحاد الإفريقي ليعيد عضوية مصر و هذا ما رفضه السودان و تحجج أنه لا يتدخل في الشأن الداخلي المصري بالإضافة إلى عدة إملاءات يحكي تفاصيلها الصحفي عمرو سلامة القزاز

و مع كل هذا تأتي إثيوبيا لتعرض على السودان عرضًا سخيًا لا يُرفَض هو أن يقوم سدُّها بتخزين الطَّمي الذي يعيق عمل السدود السودانية و أن يحول سدها نهر عطبرة من كونه نهرا موسميا يبدأ في الخريف و يجف في الصيف إلى نهر دائم بحيث تزداد كمية الكهرباء المولدة في السُّدود السودانية على نهر عطبرة من 120 ميغاواط إلى 320 ميغاواط وهذا بالإضافة إلى أن إثيوبيا أعلنت استعدادها منح السودان 500 ميغاواط من كهرباء سد النهضة.
مصر و قضية مياه النيل

مصر لا تتذَّكر أنها جزءً من إفريقيا إلا في أوقات مباريات كرة القدم. و إثارة قضية مياه النيل بهذه الصورة ليست إلا تأكيدا جديدا على القناعة الراسخة لدى الأفارقة بأن مصر تنظر لهم دوما نظرة استعلائية. وقضية التعامل المصري مع مياه النيل هي قضية حساسة جدًا لزعماء إفريقيا، فقد تم تسريب خبر بعد اتفاقية كامب ديفيد أن مصر تريد بيع ماء النيل لصالح اسرائيل عبر ما سمي بترعة السلام ليكون ماء النيل بمثابة «ماء زمزم» ليشرب منه كل أتباع الديانات السماوية «كما زعم أنور السادات» و هذا الأمر يستفز الأفارقة الذين لا يريدون خروج ماء النيل خارج قارتهم و كان للرئيس الأثيوبي منجستو ماريام دور في إيقاف هذا المشروع كونه كان شيوعيا يعادي أمريكا و مصالحها في الشرق الأوسط و كان جزءاً من تحالف عدن اليساري ضد السادات «اليمن الجنوبي-إثيوبيا-ليبيا».

هناك انطباع خاطئ عند المصريين هو أن الشعب المصري يمتلك النيل بشكل حصري في حين أن النيل تملكه جميع الدول التي يَمُرَّ النهر بها أو يَنبُع منها وعندما يحضر وزراء الرَّي المصريين إلى اجتماعات دول حوض النيل دائما ما يبدأ وزير الري المصري كلامه بافتتاحية أنَّ مصر هبة النيل كما قال هيرودوت، ومن ثم يستفز الوزير المصري زملاءه فيقول أن مصر تطالب بزيادة حصتها من مياه النيل – رغم أن مصر صاحبة الحصة الأكبر في مياه النهر بالفعل -. على مصر عوضا عن المطالبة بزيادة حصتها من المياه أن تبحث عن مصادر بديلة للمياه مثل تجميع مياه الأمطار و المياه الجوفية فلا يمكن أن تظل تطالب الدول الإفريقية بأن تنظر لنهر النيل ينبع من بلادها و لا تستفيد منه، ولا يمكن أن نمنع الأفارقة من الاستفادة من النهر الذي يمُر في بلادهم أبد الدَّهر، فعلى مصر إيجاد مصادر بديلة للمياه على المدى المتوسط.

من حق مصر التمسك باتفاقية 1959م كونها الدولة الأكثر احتياجا لهذا النهر وكون أن 97% من احتياجات مصر المائية هي من النيل، ولكن ليس من حق مصر التدخل في شؤون دولة أخرى و منعها من إنشاء سدود على النهر طالما احترمت هذه الدولة اتفاقية مياه 1959م و حصة مصر المائية. لذلك فإنني أرى أن توقيع الرئيس عبدالفتاح السيسي لاتفاقية المبادئ مع رئيس السودان وإثيوبيا هو خطوة شجاعة في حل أزمة السد، ولكن ما يُفشلها هو الخطاب المعادي في الإعلام الذي يملك نظرة استعلائية تجاه الأفارقة.

الحل المناسب لمسألة سد النهضة في رأيي يكمن في:

1. أن ينحصر التفاوض في النيل الأزرق بين ثلاث دول يمُر بها النهر و هي السودان و مصر و إثيوبيا على مسألة ملء بحيرة السَّد في زمن يكون مناسبا لمصر و للسودان مثل أن تُملأ البحيرة على عشرة سنوات.

2. أن تعمل مصر و السودان و جنوب السودان على إتمام حفر قناة جونقلي و أن يتم إقناع جنوب السودان أن المساحة الغابية التي سوف تتدمر جراء جفاف المسنتقعات ستتكفَّل مصر بتحويلها لرقعة زراعية و هذا المشروع لو تم فإنه سيزيد من حصة مصر و السودان 55مليون متر مكعب.

3. أن تتخلص مصر من سدِّها العالي و تتجه إلى التوليد بالطاقة النووية فهذا السد العالي يُفقد مصر كمية كبيرة من المياه بسبب التبخُّر ولم تعد الكهرباء التي ينتجها ذات أهمية خصوصا أنه ستتقلص كمية الكهرباء التي ينتجها إلى أدنى مستوياتها مع إنشاء سد النهضة الإثيوبي.

وائل علي نصر الدين
وائل علي نصر الدين
موقع اضاءات


‫27 تعليقات

  1. اجمل ما قيل في شكل العلاقة بين مصر والسودان،عسى ان يفهم المصريون ذلك ومن المحال دوام الحال،السؤال بعد إكتشاف المصريين حوجتهم لنا(طبعاً بعد فوات الآوان) هل سيصبحون عالةً علينا أم…..؟ هذا ما ستجيب عنه مقبل الأيام.

  2. السودان الى الأن ينحاز لمصر واذا لم يتحرر السودان من عقدة مصر لن تقوم له قائمة

  3. للأسف التركيبة النفسية للشعب المصري وحكامه وإعلامه لا تتطور إطلاقا ، ولم يواكبوا القيم المعاصرة

    عندما يجمعنا بهم دراسة أو عمل يتعاملون معنا بترفعية تحسب نفسها داااائما أنها الصواب وغيرها المخطئ .

    كنت أتناقش مع من حسبتهم الصفوة منهم ، فإذا بي أجد تلك الصفوة لا تعرف أمور في بلدها دعك من بلاد الآخرين ، فقررت ألا أناقشهم أبدا …على إيه أتعب نفسي ؟

    والجميل أن ندرك ونقيم أبعاد العلاقة بيننا ، فإما أن يعيدوا حساباتهم ، أو يجدوننا قد تركناهم وراء ظهورنا ويممنا صوب الدم الأفريقي الذي هو جزء من تكويننا

  4. السلام عليكم،،، مقال جميل وموضوعي الى حد كبير ،،، واوافق الكاتب ان اساس مشكلة المصريين هي السد العالي في اسوان والذي صمم وشيد على عجل دون تمحيص لاثاره المدمرة على الامن الزراعي المصري واثاره السلبية علي الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط،،، وكنت قد كتبت مقالا مطولا عن هذا في هذا الموقع عام 2013 ،،، وقلت فيه ان الحل امام المصرييين هو ازالة السد العالي تماما واﻹكتفاء بسد اسوان القديم من اجل تأمين مياه زراعتهم وشربهم،، والتعاون مع السودان واثيوبيا من اجل توفير احتياجاتهم من الكهرباء والاتجاه لمصادر طاقة بديلة ،،،
    .
    اما السودان فيستفيد من الاراضي الخصبة التي ستخلفها بحيرة النوبة والتي ستجف بعد ان يزيل المصريون سدهم العالي ،،، ويمكن للسودان ان يصدر الغذاء والمنتجات الزراعية من تلك الارض لقربها من حدوده مع مصر ،،، ولكن من يقنع المصريين بجدوى التعاون بدلا من التعالي والتكبر الذي لا طائل من ورائه ؟

  5. مقال ممتاز على اى نحن مع الاثيوبيين قلبا وقالبا فلتذهب مصر إلى إسرائيل

  6. علي السودان التوقيع في اتفاقية عنتبي ونحن افارقة واثيوبيا والسودان وارتريا دولة واحدة طال الزمن ام قصر

    1. تصحيح ….السودانين عرب / افارقة و خليط من الاثنين.

      أثيوبيا و اريتريا لم يتحمل بعضهم البعض … فكيف تقول أنهم و السودان بلد واحد.

      لا إريتريا ولا إثيوبيا نظرتهم إلي السودان لا تخرج عن نطاق أنه معبر و محطة إلي بلاد الله الواسعة.

      يا سيدي ، تعال إلا الغرب أو أمريكا أو حتى دول الخليج لتري و تسمع تصرف و راي الأحباش عموماً عن السودان الذي قدم لهم الكثير.

  7. لعمري انه مقال جميل ومؤسس على الحجج والمنطق ولا يورد مسالة الا وتطرق لمسبباتها وحلها .. نعم لقد لمس هذا الكاتب مكمن الموضوع ولمس عقدة المصريين وافريقيا والافارقة جميعا يحسون بكيفية نظرة مصر اليهم .. ان ما قاله سينغور كانت حكمة وستظل الى الابد كيف لبلد ان يكون خير امة يختار ان يكون اسوأ امة اخرى ويرضى ان يتحكم في قراراته ويعاقب حين عقاب من الدول الغربية .. والعرب عامة لا يقفون مع السودان موقف الدول الافريقية فهو اقوى واوضح من كافة الدول العربية .. يكفي موقف حكومة جنوب افريقيا حيث ضربت بعرض الحائط بقرار المحكمة الجنائية وبقرار قضائها بعدم السماح للبشير بالسفر من اراضيها .. ورغم ان البشير يزور الدول العربية وباستمرار لكن هناك دولا في المغرب العربي رفضت استقبال البشير كتونس والمغرب ,,
    والسودان له مؤهلات القيادة الاقليمية ان اتبع الطريق الصحيحة واثبت مكانته الاقتصادية والسايسية ..
    على العموم احي هذا الكاتب على مقاله الجميل هذا ومن زمان ما قرأنا مثله

  8. سؤال مشروع لم كان النيل الازرق فقط مشترك بين ثلاث دول فلم اقترن باتفاقية فيها سبع دول .. وكذلك النيل الابيض يمر بدول واثيوبيا لا دخل لها في مياهه ولا تنتفع او تضار بكمياتها .ز اليس من الافضل ان تنقسم لمجموعتين مجموعة النيل الازرق ومجموعة النيل الابيض .. لان اختصار العدد يسهل من عملية التفاهم والتقارب

    1. الاجابة بسيطة، هذه الدول تتبع المقولة الاتحاد قوة…. لعلمهم بمقدرات دول المصب (السودان و مصر) .

      عليه، يجب علي دول المصب أن تتبع نفس السياسة.

    2. من القال اثيوبيا لادخل لها فى مياه النيل الأبيض ومال نهر السوبط المغزى الرئيسى لنهر النيل الأبيض بنبع من وين

  9. مصالح السودان تكمن في التعاون مع الدول الافريقية ، المصريين ناكرين للجميل وكان خطأ التعامل معهم منذ البدايه لقد فقد السودان الكثير والكثير بسبب حرصه لمصالح مصر ، السودان يجب ان يكون البوابة التي تربط بين افريقيا والدول العربية فهو الوحيد الذي يمتلك هذه المؤهلات ، السوداااان دولة افريقية تراعي مصالح الافارقة

  10. مصر الآن تدفع ثمن إستعلاءها ونظرتها الفوقيه للعالم الافريقى بشكل عام والسودان على وجه الخصوص .السودان الذى ان شكت مصر اعراض الزكام تداعى لها جسد السودان بالسهر والحمى وما ذلك إلا شفقة ورأفة بشعب مصر الذى وللأمانه لا يستحق لا الرأفه ولا الشفقه ولا الرحمه ولست ممن تنطلى عليهم عبارات ( يابن النيل، واحنا شعب واحد، ودعك من مقولة الكابلى مصر يا اخت بلادى ي…… ) ولا كل العبارات الرنانه التى دايما ما يستخدمها الفراعنه الابالسه لإستغفالنا وإستهبالنا حتى نرضخ لرغباتهم .. كل مشاكلنا وبلاوينا من تحت راسم وآخرها وأعظمها والتى أظنها ام الكبائر تمزيق الوطن عبر نيفاشا وما ادراكما تقرير المصير وكيف ان مصر فعلت ما لم تفعله من اجل شعبها فى سبيل تحقيق رغبة إسرائيل فى فصل جنوب السودان ليصبح مستعمرة إسرائيليه عاجلآ او آجلآ ودونكم الأيام لتثبت ما اقول والمتوقع ما اقول ..
    منز ان إبتلى الله السودان بجواره لمصر لم يجد من الحكومات المصرية المتعاقبه ولا شعوبها ما تستحق عليه حكوماتها وشعبها الإحترام والتقدير فعلى السودان ان يمضى فى مواقفه المؤيده لسد النهضه وتتطبيع علاقاته مع الافارقه ولتزهب مصر الى الجحيم لسنا بحاجتهم ولسنا باجبنهم حتى نخشى صدامهم نحن عند الشدائد بأس يتجلى .

  11. نحن السودانيين قدمنا دماءنا دفاعا عن مصر في حربها مع الصهاينه وقدمنا ارض حلفا واثارها النادره وحضارتها الضاربه لالاف السنين فداء لمصر من أحل قيام السد العالي وكان المقابل أن يأتي المصريين بالمحتل الانجليزي ويقاتلونا ولكن تقاضينا عن ذلك ليس لغباء منا ولكن من أجل وشائج الجوار والدين.. اتفقنا معهم عند قيام السد العالي أن يدفع إيجار سنوي للأرض المستخدمة وإن يمد السد العالي مناطق شمال السودان بالكهرباء لكن للأسف ولا واحد تم تنفيذه وظلت مناطق الشمال مظلمه وكهرباء السد العالي تفوق احتياجات مصر حتى قيام سد كجبار.. كل المكائد التي تحيك بالسودان والعقوبات والحروبات وفصل الجنوب احتضان الحركات المسلحه وايوائها وتوفير الدعم لها واحتلال حلايب وشلاتين وابورماد.. والإعلام الفاسق الموجه للنيل من الإنسان السوداني وكرامته والإساءة الدوله السودانية هذا جزاء السودان من مصر
    نحن أقرب للشعب الأثيوبي حسنه وشكلا وثقافة وتتقاطع مصالحنا ونحب ثقافتهم وغناءهم وكذلك هم يكنون لنا كل تقدير ولهم مواقف مميزة مع السودان في المحافل الدوليه
    فمصلحة السودان الوقوف مع إثيوبيا والتحالف معها

  12. موقف السودان بالنسبة لسد النهضة موقف يشرف السودان ومصر عادت العدو اللدود بالنسبة للسودان فلا يهمنا مصلحة مصر فى شئ فهم يصفون السودانى بالعبد وفى نظرهم هم أسياد الأفارقة وباقى الأفارقة مجرد عبيد لديهم يخدمون مصر
    إثيوبيا دولة محترمة ولها وزنها في أفريقيا وشعبها شعب طيب لأبعد الحدود فهم إخوتنا اما المصرين فليس إخوتنا فهم يستنقصون من قدر السودانى .
    السودان له دور كبير فى دعم مصر فى كل النواحى حتى أعطينا مصر 150 كم داخل الأراضى السودانية لتوسعة السد العالي فلتذهب مصر إلى مزبلة التاريخ ويظل السودان شامخا عزيزا كشموخ جبال التاكا
    #دام_عزك_يا_وطن

  13. جزاك الله خيراً ، مقال رائع ومتوازن وتناول موضوعي لمسألة المياه . وقد ألحق السير وراء مصر ضرراً بالغاً بالسودان فأصبح تائهاً بين أفريقيا والعرب ومؤخراً أتاح للمثقفين إثارة موضوع الهوية الذي أصبح مدار نقاش لن ينتهي قريباً . بالنسبة لمصر فهي الحلقة الأضعف والأفقر في المياه في منظومة دول حوض النيل وذلك لعدم وجود روافد للنيل الرئيسي من شمال السودان وحتى المصب وهي منطقة صحراوية ترتفع فيها درجات الحرارة ويفقد النيل كميات كبيرة بالتبخر إضافة إلى عدم هطول أمطار تزيد من مياه النيل أو تؤدي إلى تكون مياه جوفية فليس أمام مصر إلا التفاوض مع الدول الأخرى الأعضاء حتى يتم تأمين حصتها من المياه وليس من حق مصر فرض ذلك بالقوة لذلك وقع السيسي إتفاقية المباديء ( مكره أخاك لا بطل ) كما أن كل دول حوض النيل تقف الآن ضد إتفاقية 1959م وتطالب بإلغائها وتوقيع إتفاقية جديدة بحصص جديدة ماعدا السودان الذي يقف إلى جانب مصر ويرفض إتفاقية عنتيبي ورغم ذلك تقوم مصر بتصعيد موضوع حلايب ولاتقبل بالتحكيم الدولي وتعاند بوضع العراقيل أمام الصادرات السودانية وتسيء المعاملة في المعابر ولا تعير أي إهتمام ليس بإتفاقية الحريات الأربع بل بكل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين فكلها حبر على ورق رغم ما نسمع منهم عن العلاقات الأزلية والتاريخية والأشقاء ، ومصر لن تلغي السد العالي حتى ولو تركته ضمن الآثار للسياجة ولن تقدم مصر شيئاً للسودان فهي الآن تعيش على المساعدات الخليجية ففاقد الشيء لا يعطيه . أما فوائد سد النهضة للسودان فمتعددة وورد في المقال تنظيم جريان نهر عطبرة طوال العام مما يتيح زراعة مساحات شاسعة وتوصيل مياه الشرب وإنتاج الكهرباء وهذا النهر لا يدخل ضمن إتفاقية مياه النيل . الملاحظة الثانية أن واردات إثيوبيا من مدخلات التنمية أصبح ضخماً ولم يعد ميناء بورتسودان خيارهم للمناولة فقد توجهوا مؤخراً إلى جيبوتي وأبرموا معهم إتفاقية لإستخدام ميناء جيبوتي وتم تخصيص أرصفة خاصة بإثيوبيا ويتم تشغيل عمال إثيوبيين فيها حيث لم يعد ميناء بورتسودان يستوعب بضائعهم بسبب بطء الإجراءات ورداءة طرق النقل واللامبالاة التي تسود العمل العام بمرافقنا كلها .

  14. مقال جميل وتطرق لكل المشاكل واهم شيئ فيه أنه ينبه السودان أن جريه وراء مصر يجب أن يتوقف والاحسن للسودان أن يلجأ في كل قضاياه ضد مصر الي الاتحاد الافريقي الذي لن يسمح باحتلال دولة عضو فيه لجزء من اراضي دولة عضو أخري وبكل بساطه سيقوم الاتحاد الافريقي بطرد مصر من عضويتها أو تجميد عضويتها كما حدث من قبل .

  15. المصريين لا يفهمون ان الدنيا دوارة وحان الان للافارقة اخذ نصيبهم بالكامل من مصر وهذه النظرة الاستعلائية التى جسدها الخطاب العنصرى قبل ايام تدل على ان مصر لن تنفع افريقيا وستضر نفسها ولن تكتشف ذلك الا بعد فوات الاوان

  16. نحن كسودانيين نريد ان نطمىن بان السد لن ينهار ويغرق السودان. و ماهى الضمانات و الاحتياطات ؟ وماذا اذا تعرض السد لقصف جوى او سقط بايدى ارهابيين مثل. داعش ؟ أنا سودانى وهذا وطنى الذى احبه. نريد اجابات و دعونا من النزاع المصرى الاثيوبى فنحن ايضا لدينا تخوفاتنا

  17. شوف الود دا ارجل من صحفيينا المنبطحين ديل ولد ود قبيلة الله يديك الصحة والعافية وريهم وري المنبطحين ديل

  18. افتكر ان الاوان ان نشوف مصالح السودان اولا وان الاوان ان نضع مصر على الرف..كفايه تعبنا من اولاد بمبا دول وما متوقع منهم اى خير

  19. هذا التقرير بالجد اعاد ترتيب الاوراق في مخيلتي … وفتح لي منظور لم اكن اعرفه وهو ديمومة نهر عطبرة الذي يمر بارض البطانة الخصبة … التي بصيغة المبالغة لو زرعتة فيها احجار تنبت وتصبح ازهار …
    والمصريون مع احترامنا لهم اكتر ناس بيبنوا مصالحم على اعناق الرجال ولا بهم مصلحة اي شخص قصاد مصالحم …
    ومن ناحية اخرى بعد مشاريع حكومتنا المليانة ضبابية واخرة سد مروي الحلم الذي عيشونا فيه .. الواحد اهتزت ثقته في اتخاذهم لي قرارات تفيد السودان وشعبه !!!؟؟
    نسال الله ان يقدر الخير لبلادنا وبلاد جميع المسلمين ..

  20. مقال متوازن وواقعي وحيادي ،، ويستحق القراءة أكثر من مرة ..
    شكراً للكاتب ..

  21. ان لم نفرق بين الشعوب والحكومات فلن نستطيع تقيم علاقاتنا بدول الجوار تقيما صحيحا ,فالمواطن العادي له شخصيته وسلوكه وقيميه غير الدوله التي لها مصالح وغير الحكومات المتغيره التي تنفذ تلك المصالح
    المعينه في وقت معبن وبنهج معين !! فالحكومه الديمقراطيه لها نهج غير العسكريه ,والاشتراكيه غير الاسلاميه !!!ولو اخذنا علاقتنا مع مصر كمثال نجد ان الدين واللغه والنسب والجوار والعادات والتقاليد والقيم متشابهه بالرغم من ان لكل شعب خصائصه ومميزاته ولكن العوامل المشتركه تبقي هي المؤثره !! اما الاختلاف وتناقض المصالح والعداء والصداقه فامور تهم الدوله والحكومه وسياستها المتقلبه باختلاف الازمان وتناقض المصالح او توافقها مع بعضها البعض!!! فسياسه الدوله المصريه وحكوماتها المتعاقبه خلال المائه عاما الاخيره المائيه كانت وماتزال متناقضه مع اقامه نهضه زراعبه في السودان لسبب بسيط الا وهو تبعيه حكومات المحروسه لسياسات الغرب الاستعماريه الصهيونيه ,فكل اتفاقيات المياه وتوزيع نصيب كل دوله من دول حوض النيل كانت لصالح مصر مكافاه لها لتنفيذ سياسات الغرب ضد مصالح شعوب المنطقه ولم تخرج اتفاقيه 59 لمياه النيل عن هذا النهج العقيم حتي قيام السد العالي بسلبياته علي السودان .
    تبدلت الاوقات والقدرات والسياسات وظهرت اراده الشعوب وتبدل نهج الحكومات وقام سد النهضه من بعد ان تاخر قيامه كثيرا لكيره المعوقات وساعد السودان في قيامه لما له من مميزات للسودان ودول الحوض اهمها زراعه سهوله الخصبه لانتاج الغذاء وتوليد الطاقه الكهرومائيه الرخيصه والمشاركه (الثلاثيه ) لاداره ملف المياه وحمايه السد وصيانته !!! وهنا تاتي الاهميه لاقامه علاقات متوازنه ومصالح عميقه وثابته مع الجاره اثيوبيا لان عوامل حسن الجوار وتشابك المصالح والتاثير الحضاري ومستقبل نمو العلاقات الثلاثي بحتم ذلك !!! والله من وراء القصد ورمضان كريم……ودنبق

  22. المصرين والسودانيين اخوان بالدم والدين
    لايمكن ان يكون البشير ممثلا لهذا الشعب العظيم
    بارك الله في شعوبنا والحمدلله على نعمه الاسلام ويهدينا الصراط المستقيم

    1. أحسن الله إليك .. وللأسف كل الردود التي طالعتها تنبيك عن تلاشي عقيدة الولاء والبراء عند مسلمي السودان .. والبركة في النظام السياسي (الإخوانجي) بزعامة البشير