رياضية

نواعم إدارات الأندية.. بصمة المرأة الأكثر وضوحاً.. تجربة جديدة


أصبح العمل الإداري في الأندية الرياضية السودانية جحيماً لا يطاق في ظل الأعباء الثقيلة التي يتحملها الإداريون، فرغم أنه عمل طوعي، ويكلف الكثير من المال، ويستحوذ على جزء عزيز من وقت شاغله، لكن من يتصدى للمهمة لا يسلم من سهام النقد الجارح، فضلاً على الضغوط النفسية والجماهيرية، ورغم خشونة اللعب في مسرح العمل الإداري، إلا أن ذلك لم يمنع عدداً من النواعم من خوض التجربة في الأندية الجماهيرية وتحقيق نجاحات لافتة.
ومن أبرز الأسماء التي ولجت الساحة الإدارية الأستاذة حنان خالد، حيث خاضت تجربة العمل الإداري في ناد كبير وعريق، وهو نادي الموردة وتسنمت منصب نائب رئيس النادي في فترة سابقة، وتوالت التجارب وأتاح مجلس إدارة نادي الهلال في عهده (الكارينالي) الفرصة كاملة للمرأة، فأتى بالصحافية (فاطمة الصادق) بصفة منسق إعلامي، رفقة كل من المذيعة (غادة عبد الهادي) كمسؤول لقطاع المرأة، و(أفكار وداعة الله) كعضو بمجلس إدارة ومسؤول المناشط قبل أن تغادر الثانية المنصب.

اختلاف فسيولوجي
في السياق، تقول نائب رئيس نادي الموردة السابق حنان خالد إنها ضد التمييز في العمل الإداري بين الرجل والمرأة، واصفة الإدارة بأنها (تخطيط – دراسة – فن)، وأن الاختلاف بين النساء والرجال اختلاف فسيولوجي، وأن طريقة التفكير واحدة لذلك الإدارة ليست حصراً على الرجال، مردفة: “أنا شخصياً لا تهمني نظرة المجتمع العنصرية تجاه المرأة، وأحمد الله وأشكره أني ترعرعت في عائلة ديموقراطية متفهمة جداً تمنح المرأة كامل حريتها وحقوقها في كل سبل الحياة”.

كسر احتكار الرجال
واصلت حنان حديثها قائلة: “انتقلت إلى أوروبا وأنا في سن السادس عشر، وكان لذلك أثر كبير في تكوين شخصيتي وطريقة تفكيري في الحياة”. وعن تجربتها الشخصية في العمل الإداري بالأندية الرياضية السودانية تقول: في العام 2009 تم ترشيحي لمنصب نائب رئيس نادي الموردة وفزت في الانتخابات وعملت بهذا المنصب طيلة الدورة، وحققت فيه بعض النجاحات الملموسة، وقمت بكسر احتكار الرجال للعمل بالرياضة وإدارتها، وأصبحت عضواً فاعلاً في نادي الموردة، وتدرجت حتى نائب رئيس للنادي. وأردفت: “لم تواجهني أي صعوبات في العمل لأني اخترت هذا المجال بملء إرادتي، وكنت أعي تماماً ما أفعل ومع من أتعامل، ولم تواجهني معضلة إلا وكان لها حل، وتمكنت من التغلب على كل التراكمات والضغوط النفسية المصاحبة لأجواء العمل بالعزيمة و(التفكير الاستراتيجي)”.

اكتساح في المستقبل
أما المدربة ابتهاج حفظ الله، فتقول: “للمرأة أدوار كبيرة في عديد المجالات، وقد حققت حواء السودانية نجاحات مذهلة في الرياضة على مستوى جميع المناشط”. وأضافت: “نظرت المجتمع للنساء عندنا متخلفة ومتى ما كانت الثقة في الفتيات كبيرة ازداد الحماس وحصل النجاح”. وأردفت: “في الفترة الأخيرة تغيرت النظرة قليلاً، وباتت للمرأة مكانة في العمل الإداري بالأندية وحتى على مستوى الرياضة النسوية أصابت النجاح، وخير دليل على ذلك تكوين المنتخب النسائي لكرة القدم”. وكشفت عن جهود تقوم بها مع بعض زميلاتها لرفعة وتقدم الرياضة النسوية. وتوقعت ابتهاج أن تحتل المرأة ساحات العمل الإداري في المستقبل.

الخرطوم – منهاج حامد
صحيفة اليوم التالي