الطاهر ساتي

ما هكذا تورد الصحافة..!!


:: غداً بإذن الله، ما لم يتم الحجب والمنع، نكتب عن سر إختزال قضايا السودان في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم.. ولكن قبل الغد، نقرأ ما يلي بالنص : ( سمعت أن بعض أعضاء المجلس الوطني الغيورين على مصالح الوطن قد أثاروا موضوع شركة كومون في الأسبوع الماضي، وهي قضية خطيرة إذا صح ما قيل عن آدائها وتصرفاتها)، هكذا كتب أستاذنا محجوب عروة..لقد حكم عروة على القضية ب (الخطيرة).. حسناً، فلتكن خطيرة، ولكن ما هي القضية؟.. للأسف، لاتوجد قضية في أسطر أستاذنا عروة غير معلومة تقول بالنص ( إذا صح ما قيل عن آدائها وتصرفاتها).. إذا صح ما قيل، هنا توجد قضية خطيرة.. وإذا لم يصح ما قيل، فعلى القارئ أن يتوهم بأن هناك قضية خطيرة، وليس بالضرورة أن يعتذر عروة ..!!
:: وبالمناسبة، قبل عام، تعقيباً على أستاذنا محجوب عروة، عندما هاجم شركة كومون بلا معلومات وبلا أدلة وبلا براهين، أي كما يفعل حالياً، كتبت بالنص : من المعيب – مهنياً – أن يحكم قامة في حجم عروة ضد شركة كومون – أو غيرها من الشركات والشخوص وقضاياها – بحجة ( تحوم حولها شبهات)..فالمهنية التي عرفناها في الصحافة – بعد نصف قرن من معرفة عروة – لا تحكم على الأشياء والقضايا أو تطرحها للرأي العام بالشبهات و( قالو لي وسمعت).. ولكن، تحكم عليها وتطرحها مرفقة بالأدلة والوقائع..فالقلم أمانة، وما يخرج منه – ضداً كان أو مع – مسؤولية..!!
:: ورغم مرور عام على التعقيب، يبدو أن أستاذنا عروة لا يزال يكتب ويحكم على الأشياء بلا معلومات.. وإن هاجم شركة كومون قبل عام بحجة (تحوم حولها الشبهات)، فهو لم يتطور بحيث يهاجمها – في هذا العام – بالبينات والوقائع والوثائق، بل هاجمها بعد الإتكاءة على عبارة ( إذا صح ما قيل)..وللأسف، هذه ليست لغة صحافة يا أستاذناعروة ولا نهجها، وأنت خير العارفين، بل هي أقرب إلى لغة ونهج مجالس القطيعة و النميمة..ولكي تكون مهنياً، أطالبك – كقارئ – بحذف ما أسميتها ( إذ صح ما قيل ) من زاويتك، وأن تستبدلها بالحقائق والوثائق، حتى لا يبدو حال أسطرك كحال الذي (يتكلم أولاً ثم يفكر لاحقاً)، ثم لكي يتبين لنا آداء وتصرفات شركة كومون، ثم نهاجم جميعا بالحقائق وليس ب ( إذا صح ما قيل)..!!
:: ثم من زاوية أستاذنا عروة، نقتبس ما يلي بالنص : ( ماهي قصة الطائرة التي قامت بشرائها شركة كومون؟، وهل صحيح أن السعر الذي تم شراء الطائرة به عالية مقارنة بالأسعار العالمية المماثلة، وأن شركة كبرى في السودان رفضت شراءها بسعر أقل بكثير مما إشترت بها شركة كومون الطائرة؟، وهل صحيح إنها إشترت بسعر عال أكثر مما يستحق؟، فأن كان ذلك صحيحا فهل تمت المحاسبة) ..هكذا اسئلة محجوب عروة الباحثة عن الإجابات.. وليس هناك ما يعيب في طرح الأسئلة الباحثة عن الإجابة غير الإجابة التي من شاكلة ( فأن كان ذلك صحيحاً)، ثم السؤال الغريب ( فهل تمت المحاسبة؟).. المحاسبة على ماذا؟، الله أعلم ثم محجوب عروة ، ربما على المعلومة الخطيرة التي مفادها ( إن كان ذلك صحيحاً)..!!