عبد الباقي الظافر

الوالي رئيس طوالي!!


مقدم برنامج صدى الملاعب بقناة (إم بي سي) كان يهاتف الأستاذ جمال الوالي رئيس نادي المريخ السابق بمناسبة فوزه بلقب الرئيس الأكثر شعبية خلال القرن الواحد والعشرين ..مقدم البرنامج حاول استدراج جمال الوالي ليجيب بنعم حول امكانية عودته لرئاسة النادي الذي منحه ذلك الزخم.. ورغم أن السؤال كان إيحائياً إلا أن جمال الوالي استعصم بـ (لا) .. وجمال الوالي في لقاء آخر مع صحيفة البيان الإمارتية يعترف أن المريخ فتح له أبواب الثراء عبر شبكة العلاقات العامة الممدودة على مشاعر الجماهير .
صباح الجمعة انعقد بمنزل والي الخرطوم مجلس حرب..من بين الحضور الفريق فاروق حسن محمد نور، والفريق عبدالله حسن عيسى، والفريق الطيب الجزار، والفريق الطيب عبدالرحمن..بالطبع صاحب الدار الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين كان خامسهم..اجتمع الفرقاء لإقناع الأستاذ جمال الوالي ليعود لرئاسة نادي المريخ، بعد أن غادر الموقع قبل أشهر.. انتهى الاجتماع بالإجماع على الوالي رئيساً مرة أخرى وليست أخيرة.
ثمة ملاحظات من وحي تلك الجلسة التي لم نسمع فيها صوت وزير الرياضة بالخرطوم.. الأستاذ اليسع صديق كان له رأي مغاير يقضي بأن تكمل لجنة التسيير مهامها، ولكن قطع عبدالرحيم قول كل وزير..أغرب ما نقلته الصحف من تلك الجلسة المحضورة هو اجتهادات الفريق عبد الرحيم في أمر بعيد عن دائرة اختصاصه في هندسة الطيران ..سعادة الوالي أكد أن الانتخابات ليست مناسبة في نادي المريخ، وأنها في هذا الوقت تزيد من الصراعات..ثم عرج الوالي إلى التنظير في تجربة استجلاب محترفين أجانب، ووصف التجربة التي طورت كرتنا بأنها مضيعة للأموال ..ودعا الوالي عبد الرحيم للاعتماد على أولاد البلد.
استراتيجية الوالي في إنقاذ الرياضة تقوم على تخصيص وديعة بمبلغ مئتي مليار جنيه ..تخصص أرباح الوديعة لدعم ناديي الهلال والمريخ ..الحساب الاقتصادي لوديعة الوالي يؤكد أنها في حدود خمسة عشر مليون دولار..مع الوضع في الاعتبار تآكل العملة الوطنية بفضل التضخم.. المبلغ ذاته دعك من أرباحه أقل من طموحات أندية تنافس على البطولة الأفريقية..ولكن لماذا أندية الهلال والمريخ ..أليس والي الخرطوم مسؤولاً عن التحرير والأمير والأهلي والزومة ..الوالي أكد أن اهتمام الدولة سيمضي إلى الولايات لدعم الأندية خاصة التي تحمل اسمي الهلال والمريخ.
كل تلك الملاحظات تؤكد أن روشتة والي الخرطوم لن تعالج مشكلات الرياضة في البلاد، ولا حتى في الخرطوم..لهذا كان من الأفضل للرياضة أن يتركها الساسة تأكل من خشاش الأرض..سيعود جمال لرئاسة المريخ كما تريد السلطة الحالية ..عودة الرجل لم تكن محتاجة لهذا المجهود الحربي ..ولكن التاريخ يقول إن مشكلة الرياضة لم تكن أبداً في الجيوب التي تنفق بغير حساب ..في عهود إداريين كخالد حسن عباس والطيب عبدالله وغيرهم حققت الرياضة السودانية إنجازات لم تتحقق على إيام أشرف الكاردينال وجمال الوالي.
بصراحة.. عودة جمال الوالي محمولاً على أشواق الحكومة تؤكد فشلنا في استنساخ البديل..المؤسسات غير قادرة على تفريخ قيادات جديدة تحمل الراية حتى ولو كانت الراية الحمراء.