مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : حواء الشروق طاغية


المتابع للأمور في قناة الشروق الفضائية، والمشاهد لبرامجها، يلحظ دون عناء تواجد العنصر النسائي في تقديم البرامج أكثر من العنصر الرجالي، خاصة فيما يتعلق ببرامج المنوعات والسهرات، فمثلاً من خلال الخارطة البرامجية لشهر رمضان المعظم، نجد أن الغلبة للمذيعات علي حساب المذيعين، وربما لا نجد مذيع يقدم برنامج غير شيبة الحمد الذي سيقدم برنامجا باسم (الراوي)، بينما نجد برامج (وتر عربي)، (ليالي دبي) وغيرها، كلها من تقديم مذيعات، وحقيقة لا ندري ما هي الفلسفة التي اعتمدت عليها القناة في هذه الناحية، وهل ما تم ويتم من تعاقدات مع المذيعات هو تقليد لقناة (النيل الأزرق) أم القناة تنوي مستقبلا أن تتحول إلي قناة خاصة بحواء، وفي الحالتين المبرر غير مقنع.
المفترض في قناة بقامة (الشروق) أن تعمل علي إتاحة الفرصة للجنسين، خاصة فيما يخص برامج المنوعات، لأننا نري (مثلا) أن برنامج (ليالي دبي) كان سيكون أجمل وأفضل إن تبادل تقديمه مذيع ومذيعة، وكذا برامج أخرى.
كما نقول للإخوة في قناة (الشروق) إن الإعتماد علي الوجوه النسائية في تقديم البرامج لن يكفي وحده ليجعل من شاشة القناة شاشة جاذبة، وإن كانوا يهتدون بتجربة قناة النيل الأزرق التي اعتمدت في فترة ما على الوجوه النسائية، فإن ذلك ليس مقياس وهو تبرير فطير، لأن أنجح برامج الشاشة الزرقاء قدمها رجال، بالإضافة إلي تقديم النيل الأزرق لوجوه إعلامية جديدة مثل سعد الدين حسن وسوركتي وأمجد نور الدين وأحمد الهادي وغيرهم، وبعضهم استعانت به (الشروق).
(الشروق) قناة كبيرة ما في ذلك شك ويجب أن تظل كبيرة، لذلك نصحيتنا للقائمين علي أمرها ولمديرها العام الأخ محمد خير فتح الرحمن ألا تنجرف قناته وراء ما تقدم (النيل الأزرق) وأن يعلم أن (تكدس) المذيعات بالقناة لا يعني نجاحها ولا يعني أنها القناة الأولي في السودان، أو أنها أصبحت قبلة للإعلاميين والإعلاميات ، فاي شئ يجب أن يكون بمقدار ما يعين علي تنفيذ الخطط والبرامج التي تضمن للقناة نجاحها وإستمراريتها، بالإضافة إلى أن قناة النيل الأزرق لا يجب أن تكون البوصلة التي تعتمد عليها (الشروق) في سيرها على طريق الإعلام الشائك الوعر.
قبل أن نختم نرجو من الإخوة في قناة (شمس السودان التي لا تغيب) كما يقولون ويرفعون من شعار أن تتاح الفرصة للمذيعين بالقناة، وألا تكون إطلالتهم بالمناسبات وفي أوقات وبرامج خجولة، وحتى لا تتحول قناة الشروق إلى قناة (حواء).
ورمضان كريم .