تحقيقات وتقارير

السودان كوسيط ..حسابات الربح والخسارة


السودان وسيط ما بين الممكن والمستحيل فالكثيرون يروا أن السودان تاريخياً وجغرافيا مهيأ ليكون نواة العالم السياسية وبوابته التي نستطيع حل مشاكله لانه يعتبر من أكثر الدول التي بها أحزاب وتتنوع ثقافاته بتنوع قبائله، ويمكن أن ينجح كوسيط في أي دولة ومقبول لدي الا خرين ،فيما يري أخرون أن سوء الادارة الداخلية في التنوع الذي يتميز به السودان قد تضعف من قوتة ووحدته والتوازان السياسي يؤثر ويحدث خللاً في قوتة العسكرية وينشغل بالحروبات الداخلية التي تفقدة النجاح في أن يكون وسيطاً لغيره لان هذة المقومات الاساسية، لأنه لا يمكن أن يقدم للأخرين حلولاً وهو عاحز عن ذلك بالرغم من أن طبيعة الشخصية السودانية المبادرة تساعد علي ذلك ، وما بين نظرية الممكن والمستحيل حول أمكانية لعب السودان لهذا الدور نسبة للكثير من المميزات التي يتميز بها طرحت (الوان) سؤال علي عدد من الخبراء والسياسيين مفاده ما هي إمكانية نجاح السودان كوسيط لحل مشاكل الدول من حولنا فيما من مشاكل داخلية.

تعريف للوساطة:
تكمن أهمية الوساطة كوسيلة بديلة لحل المنازعات الدولية بالطرق السلمية بكونها الفكرة البديلة عن الإكراه والعنف الذي ينشأ بين الدول المتنازعة،كما تعتبر الوسيلة البديلة لحل النزاعات الدولية بين أشخاص القانون الدولي بعيداً عن المحاكم الدولية المختصة وساحاتها، وبعيداً عن المشاحنات التي تظهر عند إقامة الدعوى أمام القضاء الدولي فالوساطة تعد طريقاً سهلاً وسلساً وأقل مشقة من الطرق الاعتيادية التي أعتادت الأطراف اللجوء إليها لتسوية نزاعاتهم،إضافة إلى ذلك فأن الوساطة تعتبر من الطرق البديلة التي تعمل على توفير الوقت والجهد على المتخاصمين مقارنة بالوسائل الأخرى،ومما لاشك فيه إن حل المنازعات عن طريق الوساطة يعتبر من الوسائل والمظاهر الحضارية لحل النزاعات الدولية عن طريق الحوار الهادف البناء.
لعب دور الوسيط:
ويري محللون أن السودان في تاريخه الدبلوماسي والسياسي يعتبر من اوائل الدول الافريقية التي نالت استقلالها وبذلك اكتسب خبرة دبلوماسية كبيرة في العلاقات الدولية والمنظمات الاقليمة وخاصة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، وكل هذه عوامل تجعل من السودان وسيط مهم لحل المشاكل الدولية وأن لم يكن فالأقليمية فيما يري البعض أن المشاكل الداخلية في السودان اثرت علي المصداقية والحيادية وهناك من يقول اننا نميل الي العرب أكثر من الافارقة الشيء الذي يصعب من لعب السودان كوسيط لدي الدول الافريقية يمكن ان نلعب دور كبيرا في اطفاء الحرائق في قارتنا ومؤهلين لذلك ولكن هذا يتوقف علي عوامل نجاح الوساطة في القوة والحياد وحلول المشاكل والازمات الداخلية ذات الابعاد القومية التي تؤثر علي تصنيفا من دول راعية لارهاب، فالسودان جغرافياً يتوسط القارة الافريقية الشيء الذي أهله لكي يلعب دوراً مهماً في حل نزاعات القارة السمراء،نسبة لأنطلاق كل حركات التحرر الافريقية منه ، وقد شهدت الخرطوم أكبر تجمع عربي فيما عرف بقمة (اللاأت الثلاث) او قمة الخرطوم ومؤتمر القمة الرابع الخاص بجامعة الدول العربية الذي عقد 29 أغسطسس 1967عقب النكسة هزيمة عام 1967 والتي كان أهم مخرجاتها لا للصلح لا للتفاوض مع اسرائيل.
سد النهضة مثال:
يري مراقبون أن السودان في أدارة التفاوض بين مصر واثيوبيا حول سد النهضة،حيث أستطاع أن يقدم اقتراحات عملية وجدت القبول من كل الأطراف المتنازعه (مصر وأثيوبيا) بحكم أن السودان شريك أصيل فى العمليه الثلاثيه لمياه النيل ،غير أن الدور العربى المرجومنه لم يقم به بعد خاصة وأن الازمات التى اجتاحت الدول العربية بعد الربيع العربى خلقت حالة توتر مستمر فى المنطقة وتعتبر مبادرة السودان للفرقاء الليبين التى بدأتها الحكومة بقاعة الصداقة نحو عام ونصف من المبادرات التى شكلت توجهاً جديداً فى حل المشكلة الليبيه الا أنها وئدت سريعاً نسبه لأنشغال السودان بمشاكله الداخليه،وتعتمد الوساطه فى غالبها على قوة الدولة فى فرض رؤيتها التوافقية بين الاطراف وهو الدور الذى لعبته القاهرة وليبيا مع الاطراف السودانية سواء مع الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الجنوب او حركات دارفور وهو ما سهل على دول الجوار اختراق ملف التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة.
غير مؤهل:
وفي ذلك يري السفيرالرشيد ابوشامة أن نجاح السودان كوسيط يتوقف علي عوامل كثيرة مثل علاقته مع الجهات الذي يريد ان يتوسط فيها،وأكد ابوشامة في حديثه لـ(الوان) أن الاحترام المتبادل والحياد هما أساس الوسيط الناجح، وليس من الضروي أن يكون السودان مقبول في أي مكان واضاف أهم ما ينجح الوساطة علاقة السودان مع الاخرين وكيف ينظرون له وقال:السودان غير متاح له مواصفات الحياد والقوة فالسودان يمكن أن يتوسط لارتريا ويمكن أن يتوسط مع جيبوتي،ويمكن أن تنجح وساطته مع دول ولا تنجح مع دول أخري مثل امريكا ودول أروبا،وأذكر في ذلك أنه وفي ستينات القرن الماضي بعث محمد أحمد المحجوب الي اليمن وعرفت من صديقي أنهم غضبوا من الجامعة العربية لأنها أرسلت وسيط من السودان.
مؤهل للعب دور الوسيط:
فيما يري الكاتب والمثقف عزالدين ميرغني فى حديثة لـ(الوان) أن السودان مؤهل تاريخياً وسياسياً لانه يعتبر من اوئل الدول التي نالت استغلالها،وبذلك اكتسب خبرة ودبلوميسية كبيرة في العلاقات الدولية والمنظمات الاقليمية خاصه الاتحاد الافريقي والجامعة العربية،فالخارجية السودانية بذلك اكتسبت سمعة جيدة في العالمين العربي والأفريقي،ولكن السودان بالرغم من تأهليه لذلك فقد المصداقية بسبب المشاكل الداخلية ،وأتوقع عودة السودان لمربع الوساطة الدوليه لما له من أسهامات كبيرة فى فض النزاعات وقال هذا يحتاج الى جهد كبير من قبل الدولة ، بالاضافة الى عدم امكانيتها المساهمة فى التدخل الدولى بسبب المشاكل الداخليه.
فقد أدوات الوساطة:
وفي ذات المنحي قال بروفيسور ناصر السيد في حديثة لـ(الوان) نحن ضحية نيفاشا والسلطة الضعيفة والمعارضة الضعيفة ،وأضاف أن عوامل السودان فى الوساطة متوفرة فى التاريخ والجغرافيا والسودان الأن ليس هو السودان الحقيقي قبل مئتين عام فقد كان يربط بين المنطقة العربية والأفريقية ومعبر للحج،وأوضح أن الارادة السياسيه ضعيفة ومشغولة بقضية حلايب فى الوقت الذى فقد فيه جزء اصيل من رحم البلاد وهو الجنوب، واعتبر بروف ناصر السيد ان السودان أسس القيادة ويفقد النفوذ فى هذة المرحلة ، وتحسر على فقد السودان لعدد من الكوادر المؤهلة التى فضلت الهجرة الى الخارج بسبب الصراعات الداخليه، وتساءل كيف لهؤلاء ان يكونوا مشروعاً للوساطه،وأعتبرأن السودان وصل الى مرحلة الخطر واصبحت الوساطة تاريخ اللاءات الثلاث فقط وزاد لقد أستطاع السودان فى فترة الاستعمار أن ينجز كثير من التحررات الوطنية له ولغيره وربط بين كثير من الدول، وأضاف أن السودان يفقد الان ادوات نجاح الوساطه والقوة والحياد ولايستطيع السودان ان ينجح مع اى دولة فى ظل هذه الحكومة والمشاكل الداخليه بالرغم من انه مؤهل تاريخياً
موقف قوي:
وفي ذلك قال رئيس الدائرة السياسية بحركة الأصلاح الأن دكتور أسامه توفيق في حديثة لـ(الوان) أن السودان تاريخياً له مقومات للعب دور الوسيط وقوة وتأكيد سياسي وأضاف عندما توسط السودان بين السعودية ومصر كان وضع السودان ممتاز يضرب به المثل في المنطقة العربية وحقيقة الان في وضع سيئ للغاية وللأسف هذة المرحلة السودان لا يوصف الا برجل افريقيا المريض،لاسباب كثيرة أهمها أن مؤتمر القمة الافريقية عندما يعقد كل فترة تكون الرئاسة في الدولة التي بها القمة وقد رفض القائمون علي الأمر أن يعطوا الرئاسة للسودان، لذا أقول نحن في بلدنا فشلنا في حل مشاكلنا بالوساطة والجودية فكيف نستطيع التوسط خارجياً فالسودان كان من الممكن أن يكون وسيط لجنوب السودان لأنه كان جزءاً منه وفي نهاية الامر تركت الوساطة للتدخل الأفريقي والأمريكي،وأضاف توفيق أن الحروبات الداخلية تعرقل الوساطة حتي مع الجيران، وداخل الدولة الواحدة في الماضي والتاريخ يشهد علي ذلك أن السودان كان لديه قيمة أما الأن لا يملك عوامل نجاح الوساطة من قوة وحياد وعدالة رغم أنه دعم كثير من الثورات العربية وكثير من الإتفاقيات كان محركها السودان في الوقت الذي ل ايوجد بترول للنزاع عليه،كما أن الوساطة في السودان مرهونة باشياء كثيرة ليست موجودة منها القوة العسكرية ،والشعب في الماضي كان ليس عادي والقوة الديمواقطية كانت سمة من سمات الشعب نحتاج الي اصحاب القضية وقوة اقتصادية المسألة والحل في كيف يسترد السودان عافيتة السياسية ،والعلاقات العربية والافريقية تاريخاً وجغرافياً مؤهلين الا أننا لا نسيطع التوسط مع اي دولة بسبب الحكومة الحالية وقضية الوطنية الحديثة.
موقع إستراتيجي:
وقالت الدبلوماسية الشعبية والمستشار العالمي نجوي قدح الدم في حديثها لـ(إلوان) مؤكد أن مقومات نجاح الوساطة تصنع الاشخاص المفوضين ومدي قبولهم بالملفات ولا ننسي أن السودان له تجارب كبيرة بالأضافة الي المفاوضات في الملفات الداخلية من حروبات الي ملف جنوب السودان والتقاطعات معه وابعادها الاقليمية والدولية وتغيير الحكومات التي مرت علي شمال السودان لأكثر من خمسين عاماً، والحروبات والنزاعات مع المجموعات المخلتفة في درافور وقطاع الشمال والتوجهات والمطاردات الداخلية في هذة الملفات ثم الاقليمية،واوضحت قدح الدم أن السودان هو بوابة أفريقيا الي العالم العربي وكل هذا أعطي السودان خبرة من الجانبين العربي والأفريقي أضافة الي الدبلوماسية العالمية وقد تميز السودان بتواجده داخل قاعات الاتحاد الافريقي والجامعة العربية، فتلك تجارب مختلفة اكتمل بها العقد الفريد وأشارت الي أن معظم ابناء البلد تعلموا في إنجلترا وإمريكا فزادهم العلم والمعرفة والاطلاع دقة في تجارب الاخرين وما ينفع ويسر وما كتب له النجاح وما فشل سيرة ابناء البلاد في كل مكان وكيفي بنوا وطوروا دول وحكومات مثل دول الخليج وغيرها وكذلك مساندتهم لحركات التحرر في معظم دول أفريقيا علي سبيل المثال وليس الحصر تنزانيا وجنوب افريقيا وغيرها وأيضا من مقومات نجاح الوساطة هي القبول بين الطرفين وأكدت أن هذه الأيام السودان بدأ يأخذ دوره ووضعه الطبيعي في الدول الافريقية ،كما بدأت دبلوماسيتنا تلعب دورها في القاعات الافريقية ومفاوضات دول الجوار والكثير من المتنازعين ينادون بإسم السودان ليعلب دوراً بارز ويضع حلول للمتنا زعين واقرب مثال دولة جنوب السودان أما وضع السودان بين الدول العربية فقد عاد أكثر قوة ويعتمد عليه في كثير من القرارات الاستراتيجية والدولية الاقليمية ، كذلك الدور البارز والقيادي والتنسيقي الذي لعبه مع دول مثل السعودية والخليج العربي ولابد أن نشير الي أن الثقافة الأجتماعية للشعب السوداني مبينة علي التسامح والتعايش القبلي، وهذا البناء القوي الاجتماعي يمكن أن يؤثر بدوره علي خلق الأفكار التسامحية والتصالحية،ولذلك نجد في معظم الأحيان الكثير من المبعوثين والمراقبين لعمليات الحوار والسلام وتبادل التحايا والاحترام والسؤال عن الاهل والأقرباء ثم يدخلون القاعات ويتبادلون أقصي أنواع الكلمات ثم يخرجون بعدها ويتنالون الوجبات ويحتسون الشاي وهذا هو السودان وطبيعته، لذا أعتبرهذ التلقائية من أهم مقومات التي تساعد في نجاح الوساطة في القضايا الاقليمية، ولكن يجب تجويد ذلك بالدراسات والبحوث ورصد ومتابعة ديناميكية سياسية وترجيح المصلحة القومية والوطنية في ذلك ،ولابد أن توجد مراكز بحوث متخصصة في أدبيات الصلح والمصالحة،وقالت لابد أن توجد خلايا داخل المراكز بدرجة عالية من العلم والمعرفة تمد صناع القرار السوداني ومن يعلمون في الملفات الدبلوماسية الشعبية بمعلومات متطورة ومفيدة ،وأن يلتزم صناع القرار بالبلاد بأخذ اراء الدراسين والباحثين وأكدت أن السوادان يمكن أن ينجح في الوساطة أذا أستفاد من المقومات والعوامل التي تتوفر به من مناخ سياسي قبل استقلال السودان.

الوان