تحقيقات وتقارير

رمضان.. موسم انتفاضة الأدوات الكهربائية.. تجديد متواصل


مطلع شهر رمضان تحسس الناس (خلاطاتهم ومكيفاتهم)، قلة منهم اتجهوا لشراء أحدثها من أسواق أدوات الكهربائية، والأكثرية لم يكن أمامهم بد غير إعادة ترميم وصيانة ما يملكون منها.
تبعاً لهذا انتعشت محلات الصيانة وتبختر الملمون بأسرار المهنة على مشارف أهم موسم لحرفتهم، من هؤلاء (بشرى أحمد) الذي يتميز على غيره من زملاء مهنته بصدق وحب لعمله حبب فيه الكثير من المواطنين، مما جعل محله بسوق أبو زيد بأم درمان يكتظ بأنواع الأجهزة المعطلة كافة.

كشك بشرى
ما إن ينقضي فصل الصيف حتى يظل بشرى يترقب موسم انتعاش العمل فى شهر رمضان الذي تكثر فيه أعطاب المكيفات والمراوح والخلاطات على حد قوله. وأضاف: موسم انتعاش السوق الأول، وهو فصل الصيف وفيه تكثر طلبات صيانة وإصلاح التلفزيونات والديجيتلات كي تبلى حسناً من أجل إمتاع المشاهدين الذين تجبرهم ليالي الصيف الحارقة على السهر ما يؤدي إلى كثرة الأعطال. وأشار بشرى إلى أن موسم الصيف لا ينحصر إصلاح التلفزيونات فقط، حيث تكثر طلبات صيانة المكاوي الكهربائية والمكيفات والمراوح خاصة الموديلات الحديثة منها.

سباق الخلاطات والمراوح
يعد شهر رمضان أكثر المواسم أهمية بالنسبة لتقنيي الأجهزة الكهربائية، لأن استخدام الأجهزة الكهربائية يتزايد باضطراد ما يجعلها عرضة للإهلاك والعطب، سواء أكانت مراوح، مكيفات، أو خلاطات، والأخيرة لا تخرج أعطابها من بين اثنين احتراق الماكينة، وهذا لا يمكن إصلاحه إلا بتجديد الماكينة، أما العطل الثاني فيحدث في التروس، بحسب بشرى الذي يمضى مفصلاً: لا تتعرض الخلاطات لأي أعطال أخرى. وأضاف: أما أعطال المراوح، فتنحصر في احتراق الماكينة وتوقفها بسبب الأتربة والغبار.

المسجلات تتقاعد
تحسر بشرى ما أسماها بأيام زمان، بقوله: كان العمل جله يتركز في إصلاح وصيانة الراديوهات والمسجلات التي وضعت الآن على الأرفف، إن لم تكن قذفت إلى الزبالة في أعقاب شيوع الموبايلات وmp3 التي أغنت المستمع عن الراديو والمسجل على حد سواء.

القديم يا حليل زمانو
وعدَّد بشرى أعطال الأجهزة الجديدة، فيقول الكثير منها لا توجد له قطع غيار وإن وجدت فإن سعر الاسبير يفوق في كثير من الأحيان سعر الجهاز نفسه، وبالتالي صار خيار شراء الجديد أقرب للناس من إصلاح المعطل عكس ما كان فى السابق، حيث كانت الإسبيرات ذات جودة عالية ومتوفرة بأسعار معقولة ومتناسبة مع سعر الجهاز.

خراب السوق
رغم أن إشارة بشرى في مفتتح حديثه إلى امتلاء السوق بـ (أجهزة ضاربة) إلاّ أنه عاد وأبدى تخوفه من دخول فنيين جدد لا يتوفرون على معرفة كافية بأعمال الصيانة ولا حتى بفك وتركيب الأجهزة الإلكترونية، ورغم جهلهم الفاضح والفادح فإنهم دخلوا السوق ودشنوا فيه مراكز للصيانة، ما سيؤدي – إن لم يكن حدث بالفعل – إلى إشانة السمعة المهنية لقدامى الفنيين أمثاله.

حيطة وحذر
كثير من المواطنين أصيبوا بخيبة أمل من كثرت الأعطاب التي تصيب أجهزتهم الجديدة بعد استعمالها مرة واحدة أو مرتين، وهكذا ظلوا يحاولون التخلص منها بالذهاب بها إلى مراكز الصيانة، والاستعاضة عنها بأخرى أكثر جدة ومتانة، فامتلأت معظم هذه المراكز عن سعة أرففها بالأجهزة العاطلة والمعطوبة التي ترجو صيانة من لدن الفنيين، لكن وبعد أن يبذل الفني قصارى جهده في صيانتها وإصلاحها ويبدد ماله في شراء قطع الخيار يفاجأ باختفاء الزبون ما يضعهم أمام أسوأ الاحتمالات، وهو تحويل المحل إلى مخزن.

مقالب كثيرة
وفي السياق، كشف بشرى عن الكثير من المقالب ،الأمر الذي أجبره على تعليق لافتة بمثابة إعلان تحذيري أمام محله مكتوب عليها (الزبائن الكرام نخطر سيادتكم أن المحل غير مسؤول عن أي جهاز يتخطى الفترة المسموح بها، وهي ثلاثة أشهر)، وعن ذلك الإعلان قال بشرى: هذا التحذير ضروري لأن غالبية الزبائن لا يعودون مجدداً لاستلام أجهزتهم مرة أخرى.

أم درمان – صديق الدخري
صحيفة اليوم التالي