رأي ومقالات

فضيلة المعيني : نعمة تستوجب الشكر


حل مباركاً بما فيه من خير ويمن على العالمين، وعلى الرغم مما يشهده العالم من مآس وكوارث، يبقى لشهر رمضان الكريم فضائله وكرمه، تسعد النفوس بمقدمه وتهدأ القلوب بما فيه من نفحات إيمانية تزدان بها لياليه ونهاراته.

هلّ علينا هلال الشهر والأكفّ تمتد إلى بارئها حمداً وشكراً على نعم حرم منها غيرنا في بلاد عديدة. الأمان والاستقرار نعم تتوّج الرؤوس لا يراها ربما إلا من حرم منها.

شعوب عصفت الحروب بأمنها واستقرارها، تعيش لاجئة على الحدود بلا مأوى، وأخرى بلا مأكل ولا مشرب، تتوق لبيت يضمها وتعود إلى سابق عهدها تعيش بأمان، وتمارس طقوسها كما اعتادت، تتمنى أن يكون ما يمر بها كابوساً تستيقظ منه وتحيا من جديد.

مشاهد يومية تنقلها شاشات الفضائيات من هنا وهناك تستحق الوقوف عندها ملياً، وتذكر نعم الله علينا وشكره قولاً وعملاً، فليس من السهل على الإنسان أن يحيا بلا وطن ولا أمل ولا مستقبل ينتظره، الوطن هو كرامة الإنسان.

وفي وطن نعشقه حري بنا جميعاً أن نعبر عن شكرنا للخالق بالالتفات إلى الآخرين ممن ضاقت عليهم الدنيا، هم في حاجة إلى أياد تمتد إليهم بالإحسان من غير منّة، تمنعهم كبرياؤهم من الإفصاح عما بهم أو السؤال، فليس هناك أقسى على النفس من طلب العون من الآخرين.

في وطن نعشقه هناك أشخاص يمرون على الأحياء السكنية، يفرغون حاويات امتلأت، حتى فاض ما فيها، نستيقظ وقد أصبح كل شيء جميلاً نظيفاً، عشرات العمال تسخرهم الجهات المعنية لخدمتنا، هؤلاء في حاجة إلى كلمة شكر تتبع بما تجود به الأنفس تقدم إليهم امتناناً وعرفاناً بجهود تبذل من أجلنا.

في وطن الخير تتسابق النفوس قبل الأيدي عند المساجد وعند خيام إفطار الصائمين تحتضن الآلاف من الصائمين المعوزين فلا يبات هنا جائع ولا عين تبكي، ولا صغير ينتظر طعاماً، الكل يجد ما يأكل، بل وما يفيض عنه، عند هذه المشاهد نتذكر أولئك ونسجد لله حمداً وشكراً.

البيان