منوعات

ملكٌ مسلم الأكثر ثراءاً في تاريخ البشرية


كشفت مجلة “تايم” الأميركية أن ملك تمبكتو المالية مانسي موسى يعد أغنى رجلٍ في تاريخ البشرية، مشيرةً إلى استحالة حصر ثروة الحاكم المسلم بالنظر إلى امتلاكه لأكبر مملكةً منتجةٍ للذهب في ذلك العصر.

وفيما يلي، نرصد الشخصيات الـ 10 الأكثر ثراءًا في التاريخ، والذي استندت “تايم” فيه على لقاءات مع اقتصاديين وأكاديميين ومؤرخين بارزين للتغلب على صعوبة المقارنة بين ثروات الشخصيات العشر الذين عاشوا في فترات زمنية متباعدة واتبعوا نظماً اقتصاديةً مختلفةً.
جنكيز خان هو بلاشك أحد أنجح القادة العسكريين على مدار التاريخ. كقائد للامبراطورية المنغولية، التي امتدت يومًا ما من الصين وحتى أوروبا. بسط خان سيطرته على الامبراطورية الأكبر في التاريخ. ومع ذلك، وبالرغم من قوته الكبيرة، يقول العلماء بأن خان لم يدخر أبدًا ثروته. على النقيض، كان الكرم والجود النهج الأمثل لبسط سيطرته.

يقول موريس روسابي، أحد أبرز أساتذة التاريخ، أن مشاركة خان للغنائم مع جنوده وقادته مثّلت عاملًا رئيسيًا لنجاحه.

وبحسب جاك ويثرفورد، مؤلف كتاب “جنكيز خان وصناعة العالم الحديث”، فإن جنود الامبراطورية المنغولية كان يحظر عليهم امتلاك أية غنائم للحرب. فبعد غزو منطقة معينة، كان يتم تسجيل الغنائم من قبل الكتبة الرسميين، وفيما بعد يجري تقسيم هذه الغنائم على أفراد الجيش وعائلاتهم.

كان جنكيز خان يحصل على نصيبه من الغنائم، ولكن ذلك لم يجعله غنيًا بما فيه الكفاية.

يقول ويثرفورد، ”لم يبن قصرًا لنفسه أو لعائلته، ولا معبدًا، ولا مقبرة، ولا حتى منزلًا. ولد في قماش من الصوف الألماني، ومات في قماش من الصوف الألماني”.

عند وفاته، تم تكفينه في قماش من الصوف، كأي شخص عادي، وتم دفنه فيما بعد.
ليس من الصعب أن يتم تقييم ثروة بيل غيتس من فترة لأخرى باعتباره أكثر الشخصيات ثراءًا في الوقت الحالي. هذا العام، قدرت مجلة “فوربس” ثروة مؤسس شركة مايكروسوفت بـ 78.9، مليار دولار متقدمًا بثمانية مليارات دولار عن أمانسيو أورتيغا مؤسس شركة الأزياء “إينديتيكس”، والذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة الشخصيات الأكثر ثراءًا في العالم لهذا العام.
التحق آلان روفوس، ابن أخي وليام الفاتح، بعمه في غزو إنكلترا. توفي وفي عهدته 11 ألف جنيه استرليني، بحسب فيليب بيرسفورد وبيل روبينستن، مؤلفاً كتاب “أغنى الأغنياء”، والذين قالا بأن هذا المبلغ يعادل 7% من الناتج المحلي الاجمالي لإنكلترا في ذلك الوقت. وهو ما يعادل 194 مليار دولار وفقًا لحسابات عام 2014.

بدأ روكفلر في الاستثمار في قطاع البترول في عام 1963 وبحلول عام 1880، سيطرت شركة “ستاندرد” للنفط التي يمتلكها على 90% من إنتاج النفط الأميركي.

ووفقًا لسجل وفيات صحيفة “نيويورك تايمز”، قدرت ثروة روكفلر بمليار دولار ونصف استنادًا إلى عائدات الضرائب الفيدرالية لعام 1918، أي أن التقييم الكلي لثروته يعادل تقريبًا 2% من الناتج الاقتصادي للولايات المتحدة في عام 1918 بحسب بيانات إحصاء وتقييم الثروة.

تعادل القيمة المالية لثروة روكفلر في عام 2014 341 مليار دولار.

حظي روكفلر بأحاديث الإعلام، غير أن أندرو كارنيغي ربما يكون أكثر الأشخاص الأميركيين ثراءًا على مدار التاريخ. المهاجر الاسكتلندي باع شركته المتخصصة في قطاع الصلب والفولاذ لجي. بي. مورغان بقيمة 480 مليون دولار في عام 1901. وهو ما يعادل أكثر من 2.1% من الناتج المحلي الاجمالي الأميركي في ذلك الوقت، وما قيمته 372 مليار دولار بحسب تقديرات عام 2014.

يعد ستالين شخصية غير اعتيادية في التاريخ الاقتصادي المعاصر: فهو الطاغية الذي تمتع بسلطة مطلقة، والذي تحكم في واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم. في الوقت الذي يبدو فيه من المستحيل أن نفصل بين ثروة ستالين وثروات الاتحاد السوفيتي، فإن دمجه الفريد بين القوة الاقتصادية وسيطرته التامة على الاتحاد السوفيتي قادت الاقتصاديين لترشيحه كأحد أكثر الأشخاص ثراءًا على مدار التاريخ.

تظهر بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنه في عام 1950 – أي قبل 3 – سنوات من وفاة ستالين، حقق الاتحاد السوفيتي ما يوازي 9.5% من الناتج الاقتصادي العالمي. بحسب تقديرات عام 2014، يعادل هذا الانتاج حوالي 7.5 تريليون دولار.

يقول جورج أو ليبر، أستاذ التاريخ في جامعة آلاباما ببرمنغهام، إن ستالين كانت لديه قوة هائلة تمكن من خلالها من السيطرة على أي شئ يريده. هيمن ستالين على سدس الأراضي على كوكب الأرض بدون أية شيكات أو أرصدة.

يبدو من الصعب ألا تشمل قائمة أكثر الاقتصاديين نفوذًا في التاريخ ستالين. قد تبدو ثروته غير واضحة، لكن ما من شك في أنه حاز نفوذًا اقتصاديًا منقطع النظير في التاريخ الحديث.

الامبراطور الأعظم في السلالة الحاكمة لمغول الهند، أكبر الأول سيطر على امبراطوية امتلكت 25% من الناتج الاقتصادي العالمي.

متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في امبراطورية مغول الهند في عهد الامبراطور أكبر الأول كان يعادل متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي في إنكلترا في عهد الملكة اليزابيث، مع طبقة حاكمة تجاوزت نظيرتها في المجتمع الأوربي على صعيد نمط الحياة المرفهة.

المؤكد أن طبقة النخبة الهندية كانت أكثر ثراءًا من نظيرتها في الغرب بحسب بيانات الاقتصادي برانكو ميلانوفيتش، الذي أظهر بحثه أن امبراطورية مغول الهند كانت واحدة من أكثر الامبراطوريات الفاعلة في تكوين الثروات من الضرائب التي تفرض على الشعب.

سلالة سونغ الحاكمة في الصين (960-1279) كانت واحدة من أكثر الامبراطوريات التي تمتعت بنفوذ اقتصادي على مدار التاريخ. ووفقًا لرونالد ادواردز، المؤرخ الاقتصادي الصيني في جامعة تامكانغ، فإن الصين حققت ما يوازي 25% – 30% من الناتج الاقتصادي العالمي خلال عهد امبراطورية سونغ وسلالتها الحاكمة.

ثروة الامبراطورية كانت نتاجًا لاختراعاتها التكنولوجية والضرائب التي كانت تجمعها قبل مئات السنين من قيام الحكومات الأوربية بجمع الضرائب. ادواردز أشار أيضًا إلى أن حكومة السلالة الحاكمة لامبراطورية سونغ كانت حكومة مركزية بدرجة كبيرة، وهو ما يعني أن الامبراطور كانت لديه سطوة كبيرة على الاقتصاد.

لم يكن أغسطس قيصر مسؤولًا عن امبراطورية لها ما يقرب من 25% – 30% من الناتج الاقتصادي العالمي. وفقًا لإيان موريس أستاذ التاريخ في جامعة ستانفورد، امتلك أغسطس قيصر ثروة تعادل خمس اقتصاد الامبراطورية. وبحسب تقديرات عام 2014، تعادل هذه الثروة حوالي 4.6 تريليون دولار.

يشار إلى مانسي موسى ملك تمبكتو باعتباره أكثر الأشخاص ثراءًا في التاريخ. ووفقًا لريتشارد سميث، أستاذ التاريخ، فإن مملكة موسى الأفريقية الغربية كانت على الأرجح أكبر منتج للذهب في العالم.

بينما يقول البعض بأن جيش موسى كان يتكون من 200 ألف رجل، يبلغ عدد الرماة منهم 40 ألف، تحكي بعض الرويات الأخرى عن رحلات الحج التي كان يقوم بها موسى إلى مكة وكيف كانت عشرات الجمال تحمل مئات الجنيهات الذهبية.

رودولف واير، أستاذ التاريخ في جامعة ميتشاغن، يرى بأن موسى هو أكثر الأشخاص ثراءًا. لم لا، وهناك صور تظهر الملك الافريقي وهو يمسك بصولجان من الذهب وهو جالس على عرش من الذهب وعلى رأسه تاج من الذهب.

هافغنتون بوست