رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى .. السودان: القبض على رئيس إحدى أكبر عصابات تهريب المهاجرين إلى أوروبا


شهدت العاصمة السودانية الخرطوم القبض على ميريد مهديغو مدهاني (أريتري الجنسية يبلغ من العمر 35عاما)، المتهم بأنه رئيس لواحدة من أكبر العصابات الإجرامية التي تعمل في مجال تهريب البشر وتم تسليمه إلى ايطاليا أمس الأول.
ووفقا لبيان مشترك من السفارة البريطانية والسفارة الايطالية في الخرطوم ووزارة الداخلية السودانية، فإن «عملية القبض على المتهم تمت بفضل التعاون الدولي المكثف بين الشرطة السودانية ووكالة المملكة المتحدة الوطنية للجريمة والعمل جنبا إلى جنب مع نيابة باليرمو ـ الشرطة الإيطالية ـ ووزارات العدل والداخلية السودانية والإيطالية».
وبحسب البيان فإن العملية حسمت في الخرطوم بدعم اساسي من السفارتين الإيطالية والبريطانية.
ويعتقد أن منظمة المتهم مدهاني هي المسؤولة عن مقتل 365 شخصا غرقوا من على متن مركب بالقرب من سواحل جزيرة لامبيدوسا عام 2013.
ويقول البيان إن السلطات الإيطالية في بالريمو قامت بعمليتين هما «جلاوكو ـ وجولاوكو2» لجمع المعلومات، وتوصلت إلى أدلة قوية تؤكد الدور المحوري الذي لعبه مدهاني في عمليات الإتجار بالبشر.
وجاء في البيان أن وكالة المملكة المتحدة للجريمة تمكنت ـ من خلال شبكتها الواسعة مع السلطات المنفذة للقانون في العالم ـ من إقامة علاقات استراتيجية وتنفيذية مع السلطات السودانية، وقادت، مع عدد من الوكالات البريطانية الأخرى، «مشروع إنفيجور» الذي يهدف لضمان عدم وجود مكان الاختباء للمتهمين وذلك عن طريق العمل مع الشركاء الجدد والقدامى.
وتشير التهم التي تواجه مدهاني إلى انه ومنذ عام 2013 كان ينقل مئات الأشخاص شهريا عبر البحر المتوسط. ووفقا للتقديرات فإن واحدا من كل عشرة مهاجرين يموت غرقا خلال رحلة الذهاب إلى أوروبا بهذه الطريقة.
وبحسب التقارير والمعلومات القضائية، فإن المتهم الذي تم القبض عليه يواجه تهمة التخطيط في أكبر العصابات الإجرامية التي تعمل في تهريب المهاجرين عبر الصحراء الكبرى والبحر البيض المتوسط في منطقة وسط أفريقيا وليبيا.
وقال البيان إن التحقيقات الإيطالية «أشارت إلى تورط مدهاني المتكرر في ترتيب الرحلات عبر البحر المتوسط إلى شواطيء صقلية.
وقد اظهرت الأدلة ـ حسب البيان ـ أنه «ينسق بصورة مباشرة مع تجار البشر الآخرين المسؤولين عن الطرق البرية في أفريقيا. كما ينسق مع شركاء يعملون في أوروبا، معظمهم من هولندا والدول الاسكندنافية».
تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين السودان ودول الاتحاد الأوروبي شهد اتساعا واضحا في الفترة الخيرة بغرض الحد من ظاهرتي تهريب والاتجار بالبشر. وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان الأسبوع الماضي وصول فريق من خبراء الهجرة من بروكسل للعمل في هذا المجال.
وتمت خلال الزيارة مناقشة المساعدة الإنمائية التى تعهد بها الاتحاد الأوروبي حول الهجرة، وكذلك مناقشة المسائل المتعلقة بمسارات الهجرة عبر الحدود. وسيقوم الخبراء الأوروبيون بالمشاركة في ورشة حول منع تهريب البشر والاتجار بهم.
وأطلق الاتحاد الأوروبي، في قمة الهجرة في مالطا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، صندوق الطوارئ لتحقيق الاستقرار ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والمشردين في أفريقيا.
ويتكون الصندوق من تبرعات من الاتحاد الأوروبي لافريقيا بقيمة 1.8 مليار دولار، جنبا إلى جنب مع مساهمات من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والجهات المانحة الأخرى.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان إنها ستواصل في العمل مع المنظمات المحلية والدولية غير الحكومية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة مثل مفوضية شؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، لضمان عودة المشاريع بالفائدة على الشعب السوداني وحماية حقوق اللاجئين بطريقة شفافة.


تعليق واحد