حوارات ولقاءات

الشيخ “حسن “الترابي” في (شاهد على العصر) بقناة الجزيرة (الحلقة السابعة – الجزء الثالث )


# “أحمد منصور”: خرجت من السجن إلى..؟
– ” الشيخ الترابي”: خرجت ووجدت أن القوى السياسية التي حاولت أن..، في الساعة الحادية عشرة أن تدير النظام الانتقالي الخالف للنظام السالف التالف، أبعدونا نحن من التمثيل الرمزي للقوى السياسية.
#”أحمد منصور”: طبعاً، أنت من أذناب السلطة؟
– ” الشيخ الترابي”: وأتوا بشخص.
#”أحمد منصور”: كان يقولون ما يسمى بالتجمع الحزبي والنقابي لقوى الانتفاضة، وقرروا أنكم أنتم من أذناب نميري وبقايا نميري، ولابد أن تبقوا بعيداً عن السلطة والوجود فيها.
– ” الشيخ الترابي”: مع أنهم كانوا معنا إلى آخر الأيام، وزرائهم وولاتهم ولكن صحيح أن السيد “الصادق المهدي” أراد من “نميري” درجة في التعامل، “نميري” ما تكرم بها فخرج مخرجاً لا سافراً ولكن مخرجاً بين بين.
#”أحمد منصور”: ألم تكونوا حقاً من أذناب نميري، أنت كنت وزيراً للعدل وفي الاتحادي الاشتراكي أميناً عاماً مساعداً، وكل ما يمكن أن يدعم نميري كنتم معه؟
– ” الشيخ الترابي”: لكن بقايا الشيوعيين..
#”أحمد منصور”: لست وحدك…
– ” الشيخ الترابي”: بقايا الشيوعيين ظلوا في السلطة.
#”أحمد منصور”: الشيوعيون حاجة وأنت حتقارن نفسك بالشيوعيين؟
– ” الشيخ الترابي”: بقايا الشيوعيين والحزب الاتحادي في السلطة و..
#”أحمد منصور”: لا تقارن نفسك أنت صاحب مبادئي إسلامية ترفعها عالية لا تقارن نفسك بالانتهازيين السياسيين..
– ” الشيخ الترابي”: المبادئ ظلت مجهوراً بها علناً.
#”أحمد منصور”: ما هي القضية الآن أن تجهر بمبادئك وأن يكون لك سلوكاً مخالفاً؟
– ” الشيخ الترابي”: السلوك لا يخصني، يخص آخرين في السلطة التي كان فيها، صحيح..
#”أحمد منصور”: يخصك أنت أنك تدعم هؤلاء.. إنك تعطيهم الشرعية..
– ” الشيخ الترابي”: أي دعم؟، لا هم يعلمون..
#”أحمد منصور”: تشاركهم في السلطة
– ” الشيخ الترابي”: هم يعلمون أنني لا أدعهم، ولكن أكف عنهم قوة المعارضة لأن……
#”أحمد منصور”: أليس وجودك معهم دعماً لهم؟
– ” الشيخ الترابي”: في الخرطوم هم يعلمون أنني لو خرجت فعلاً، ولما خرجت هوت سلطتهم تماماً، يعلمون لم تعد لهم قاعدة في، نحن كنا ساكنين لسنا ضدهم، ولكن لسنا معهم هذه كانت معروفة.
#”أحمد منصور”: كيف تكون شريكاً للنظام وتقول لست مع النظام.. آنت شريك؟
– ” الشيخ الترابي”: يمكن أن تكون شريكاً مخلصاً معه في كل مبادئه، ويمكن أن يكون غالب جهدك في أن يؤمنك فقط أن لا تقوم عليه.
#”أحمد منصور”: يعني وجودك هنا وجود انتهازي للمكان؟
– ” الشيخ الترابي”: تأمين لهم من قوتنا.
#”أحمد منصور”: كيف تؤمن ظالماً باطشاً مستبداً؟
– ” الشيخ الترابي”: لأنني أعمل لتخطيط رجاء في السودان، كل الأحزاب فعلت ذلك يعني لا لأنني أغلط الأحزاب.
#”أحمد منصور”: يعني نظام تقية على مذهب الشيعة؟
– ” الشيخ الترابي”: التقية لا تعبر عن شيء، لكن هذا كان نظاماً صريح الكلمة، صريح الكلمة.
#”أحمد منصور”: وهو كيف يقبل بوجودك منتقداً له ولفساده؟
– ” الشيخ الترابي”: لان خروجي يعني ذلك أنه ستقوم عليه القائمة في الخرطوم وفي المهن وفي الطلاب وهكذا…
#”أحمد منصور”: المعادلة هذه خاصة بالسودانيين وطبيعة الشعب السوداني؟
– ” الشيخ الترابي”: نعم وطبيعة الشعب السوداني.
#”أحمد منصور”: لا يمكن تطبيقها على المصريين أو الليبيين؟
– ” الشيخ الترابي”: كل شعب له ابتلاءاته وظروفه وتقديراته، لكن نحن في السودان حتى الحكومة التي تسمى ائتلافية في الحكومات النيابية العادية نعلم من هم ضد السلطة في واقع الأمر.
#”أحمد منصور”: ضد السلطة داخل السلطة؟
– ” الشيخ الترابي”: وفي مناصب وزراية ولا سراً، في تصريحاتهم وفي أعمالهم كذلك.
#”أحمد منصور”: وكيف تقبل السلطة؟ لتأمين نفسها بهم؟
– ” الشيخ الترابي”: طبعاً حتى لا يكون ضدها فعلاً، ضدها قولاً لا بأس لكن ضدها فعلاً هذا خطر عليها.
#”أحمد منصور”: يعني تبقى القضية الآن قضية مصالح للناس، كانت مصلحتك أنت وتنظيمك أن تكون جزءاً من سلطة فاسدة و؟
– ” الشيخ الترابي”: الخطة، الخطة هكذا كانت أن نكون في نظام نقول للناس إننا لا نرضى بمنهجه الانتخابي وبمنهجه النيابي، ولا منهج الحريات، ولا بالاعتقال للناس، ولا بسياسته الخارجية، ولا بسياسته الداخلية، ولا تلقاء الجنوب ولا تلقاء اللامركزية وهو يسكت عنا، يسكت عنا.
#”أحمد منصور”: يمكن في يوم وليلة يقولك أنت بره؟
– ” الشيخ الترابي”: طبعاً، في يوم وليلة فعلها، لكن عندما جاءه مدد من الخارج القوة موازنتها ليست داخلية فحسب.
#”أحمد منصور”: عندك حساباتك حينما يقول لك أنت في الخارج أنت بره ماذا ستفعل.. ردة فعلك إيه؟
– ” الشيخ الترابي”: منذ العهد الأول بعد ذلك أصبح تنظيمنا مهيأً لكل المحتملات المرجوة والتي تأتينا بغتة و..
#”أحمد منصور”: هل كان كل تنظيمك مكشوفاً للسلطة؟
– ” الشيخ الترابي”: لا، كلا وتبين لي ذلك تماماً.
#”أحمد منصور”: إيه الدلائل؟
– ” الشيخ الترابي”: عندما قامت الثورة تبين لنا من تقارير الأمن أنه كله اعتقل وانفضح آمره كله، فكانت بياناتهم عنا ما أدري هل كانت ستراً لنا أم كانت من لم يكن من الأغبياء، ولكن يبدو دائماً أن الأمن يحدث أوهاماً من أنه بكل شيء بصير وبكل شيء محيط، وواقع الأمر أنه لا يحيط إلا بمظاهرات وحوادث قليلة مما تفعل.
#”أحمد منصور”: معنى ذلك أنك كان عندك تنظيم سري؟
– ” الشيخ الترابي”: نعم.
#”أحمد منصور”: ما قوام هذا التنظيم وتشكيله؟
– ” الشيخ الترابي”: منذ عهد بعيد منذ أن قدمت علينا الحركة اليسارية حاكمة، اضطررنا أن نهيئ لأنفسنا قيادة سرية تنوب مناب الذي اعتقل والذي يطارد بالأمن حتى غير معتقل وتفعل الفعل كله، وثانياً شبكات من الأمنً وهذه أيضا كانت لنا قضايا أصولية فيها هل يجوز أم لا يجوز؟ وكيف؟ وضوابط التقوى فيها، والأمن لم يقتصر علينا نحن فقط، حتى عندما قامت لنا دولة كانت لنا أجهزة أمن خاصة، وأجهزة أمن عالمية في كل بلاد الأرض، نتصل بحركات وشبكة تتصل بكل الحركات الإسلامية في العالم، وتأتي بالأخبار التي لا تنشر في الصحف والحركة مكبوتة ومضطهدة ولا تنشر أخبارها ونتبادل كل المعلومات عنا عبر العالم، لا الأمن الخارجي للدولة حتى لما كنا نتمكن في الدولة، ذلك شي وذلك شي.
#”أحمد منصور”: أنا (هاتي للنقطة) دي لمن أجي للدولة ولكن أنت في مرحلة ما قبل الدولة في مرحلة “سوار الذهب” مرحلة “نميري” كان لك جهاز أمن خاص سري؟
– ” الشيخ الترابي”: نعم.
#”أحمد منصور”: من أي نموذج أخذته؟
– ” الشيخ الترابي”: لا لم أخذه من الدولة.
#”أحمد منصور”: يعني النظام الخاص للإخوان المسلمين مثلاً؟
– ” الشيخ الترابي”: لا، كلا، كلا.
#”أحمد منصور”: الأنظمة السرية للأحزاب؟
– ” الشيخ الترابي”: أول الأمر تأصيلاً، لأنه كانت لدينا ريبة هل يجوز لنا أولاً التبصر؟
#”أحمد منصور”: كيف أصلت؟
– ” الشيخ الترابي”: هذه قضية مثل قضية تأصيل المرأة، وتأصيل قضايا السياسة الخارجية، وتأصيل قضية المجاهدات للنظام قائم كانت تدور دائماً.
#”أحمد منصور”: كان عندك لجنة فقهية ولا أنت؟
– ” الشيخ الترابي”: لا، لا نحن لا نحصر الفقهاء في لجنة، لا نريد ذلك من كان له فقه في الإطار العام فليلقي بفقه بحيثياته.
#”أحمد منصور”: الفقه له أصوله وأشياء يستند إليها..
– ” الشيخ الترابي”: ولكن يتفاوت الناس كل واحد أفقه من أخيه، يعني كل واحد يلقي ومجلس الشورى هو الذي يقرر الإجماع هو الحاكم.
#”أحمد منصور”: كل شيء عندك كان مرجعه للشورى؟
– ” الشيخ الترابي”: والإجماع.
#”أحمد منصور”: لم تكن هنالك قرارات فردية أو مستبدة؟
– ” الشيخ الترابي”: لا كلا.
#”أحمد منصور”: ما الذي خلص إليه الشورى في قضية تنظيمك السري الأمني؟
– ” الشيخ الترابي”: لا هم يعلمونه، وقالوا يجوز بضوابط تقوى معينة.
#”أحمد منصور”: ما هي هذه الضوابط؟
– ” الشيخ الترابي”: ضوابط التقوى أن لا نتجسس على خصوصية.
#”أحمد منصور”: الأمن لكنه تجسس؟
– ” الشيخ الترابي”: الأمن يمتد هكذا إلى خصوصيات الناس.
#”أحمد منصور”: صحيح..
– ” الشيخ الترابي”: لا تعني م اتخاف منه الدولة وهكذا، ولكن حب الاستطلاع على ذلك، وأحياناً حتى الحكام هنالك يريدون أن يعلموا عن البشر.
#”أحمد منصور”: معظم الحكام يشغلوا الحكام في حياتهم الشخصية؟
– ” الشيخ الترابي”: عن البشر وحياتهم الشخصية، ولكن نحن حاولنا أن نحافظ كل ضوابط التقوى فيه.

#”أحمد منصور”: ولكن كانت هنالك سقطات فيه؟
– ” الشيخ الترابي”: ودائماً وليس له وزن على القرار السياسي.
#”أحمد منصور”: لكن المؤكد أنه كانت له أخطاءه وسقطاته من دون شك..
– ” الشيخ الترابي”: يخطئ أحياناً يتحرى و..
#”أحمد منصور”: من كان المسؤول عن هذا الجهاز؟
– ” الشيخ الترابي”: كان واحد من القياديين، ولكن لا يسمى باسمه الجهاز يسمى التخطيط، أمين التخطيط العام يعني..
#”أحمد منصور”: كان له منصب عام ولكن دوره تحت؟
– ” الشيخ الترابي”: أيوه دوره تحت حتى المنصب العام يستره تماماً.
#”أحمد منصور”: من كانوا يعملون معه.. هل كانوا أشخاص ظاهرين أم مستترين؟
– ” الشيخ الترابي”: غالبهم ظاهرون، ولكن في أمدية تحت تختفي شيئاً.

صحيفة المجهر السياسي