تحقيقات وتقارير

جالدو الشهر الكريم.. من وين أجيب ليهم عذر؟! ظاهرة سنوية


يحل شهر رمضان ضيفاً علينا كغيره من الشهور مرة واحدة في العام، وهو تنفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، ورغم أن الله سبحانه وتعالى أعطى للمرضى والمسافرين رخصاً للإفطار، إلا أن آخرين ربما يمثلون الأكثرية نجدهم لا يأبهون بالصوم، ويفطرون جهاراً نهاراً وبشكل علني وهم في صحة جيدة ومقيمين، فتجد شاباً في مقتبل العمر يفطر عمداً وربما (يلوك لبانة) في الشارع العام.
شعبياً يطلقون عليهم (جالدين رمضان)، وهؤلاء باتت إعدادهم في تزايد مستمر، تتضاعف كل عام، حتى صاروا يمثلون ظاهرة مثار حديث و(ونسة) المجتمع بأسره. وفي هذا الصدد أجرت (اليوم التالي) استطلاعاً لعينة عشوائية من المواطنين لمعرفة رأيهم حول ظاهرة عدم الصيام بدون أعذار.

ضعف الوازع الديني وعدم التريبة
وصف الشيخ زكريا أحمد الشباب الذين يقدمون على الإفطار في نهار رمضان دون أعذار بغير المسؤولين، قبل أن يستطرد قائلاً: “هؤلاء لا يمكن الاعتماد عليهم في أي أمر من أمور الحياة، فمن يعبث بالدين لا يرجى منه نفع لنفسه ولا لأهله ومجتمعه”. وعزا زكريا تلك الظاهرة إلى ما أسماه بضعف الوازع الديني لدى الشباب واستخفافهم بالشرائع والعبادات، وانتقد تقصير الأسر في توعية أبنائها بأمور الدين وأحكامه. وختم قائلاً: “وإذا تركنا الأمر هكذا، فسوف يتمدد وينشر وحينها على الأمة السلام” .

الفاطر عذره معاه
لكن علي محمد مريض بالسكر، قال إنه كان يستمتع بالصيام لما فيه من منافع وتدرب على مقاومة الجوع والعطش، ولما فيه من شعور بالمودة وقرب من الناس، وأضاف: “أما الآن وبعد أن منعني الأطباء من الصوم جراء مرضي بالسكري فأشعر بالغيرة الشديدة تجاه الصائمين”. وأضاف: “حاولت جاهدا أكثر من مرة أن أصوم، ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن”. وعدّت سلمي الطاهر كل من يفطر دون عذر متملقاً وغير سوي، ويحتاج إلى من يعيده إلى رشده. وأضافت: “رمضان شهر عظيم فكل يوم يمر منه يندم عليه الذين لا يصومونه”. ولفتت سلمى إلى ما عدتها فوائد نفسية، اجتماعية، وصحية، تنشأ عن الصوم.

استغلال الشهر الكريم
أما المهندس أنس داود، فقال إن هنالك أناساً يحتالون على الناس باسم الدين ويتخذون من رمضان فرصة لكسب المال فيدخلون البيوت، وبحوزتهم (مستندات مزيفة) يدعون المرض، فينالون المال والطعام، لكنهم ينالون أيضاً إثم الكذب وعدم الصوم. وأكد أنس أن المحليات لها دور كبير في تفشي مثل هذه الظاهرة وسط العاصمة، لأنها ترخص لكل من هب ودب من أجل تحصيل الرسوم من نقاط بيع الطعام.

التخفي من أعين الناس
ابتدر علي حامد حديثه بقوله “الله يهدي الفاطرين بدون رخص”، أما أصحاب الأعذار فليس لديهم ذنب. وأضاف: “لكن كل زول بدون عذر خاصة الشباب، يلتهمون ما لذ وطاب من أطعمة ومشروبات نهار رمضان من يخرجون إلى الشارع ويدعون أنهم صائمون، فهؤلاء يغشون ويكذبون. وأرجع علي الأمر برمته إلى الجهل بالدين الذي يضر بصاحبة ويقوده إلى الإثم، حيث لا يدري أن الصيام يشفي الكثير من الأمراض. وأشار إلى ما أسماها بـ (حتات) الفطور العام التي يلجأ إليها بعض الشباب للتخفي عن أعين الناس و(اللهط)، بحسب تعبيره.

الخرطوم – منهاج حامد
صحيفة اليوم التالي