الهندي عز الدين

“تعبان دينق” .. مع العقلانيين في (الجنوب)


{يقوم عدد من الوزراء والمسؤولين بزيارات للخرطوم هذه الأيام، آخرهم وزير المعادن السيد “تعبان دينق” الذي أطلق تصريحات إيجابية وموفقة عقب وصوله بلده الأول والثاني “السودان” قال فيها: (نحن شعب واحد، شاءت الظروف أن نكون في دولتين) .
{ونحن معك يا “تعبان” ومع الرئيس “سلفاكير” ونائبه الدكتور “مشار” .. وكما ذكرت .. نحن شعب واحد توزع على دولتين !
{ذاك هو الشعار الكبير الذي ينبغي أن تعمل به الحكومتان في السودان وجنوب السودان، من أجل مصلحة واستقرار ورفاهية الشعب الواحد الذي انقسم على دولتين .
{أصحاب النظر الإستراتيجي والرؤى العميقة يعلمون علم اليقين أن تطوير التنسيق والتعاون السياسي  والاقتصادي بين الدولتين يعني الكثير بالنسبة للبلدين، يحقق معجزات تنموية ويؤسس لقوة إقليمية حاكمة ومؤثرة في شرق ووسط أفريقيا، بل على امتداد القارة السمراء .
{انتهى زمن الإحن والمحن والمرارات والأزمات و(العقد) النفسية المتوارثة بين الأجيال في شمال وجنوب السودان، وجاء عهد الحقيقة الماثلة، عهد الوفاء للشعب الذي استقل وغشه الصفوة في الجنوب بأنه (تحرر)، ليقطف ثمرة هذا (التحرر) .. تنمية وخدمات، أمناً واستقراراً .
{شعب الجنوب لا يريد أن يسمع شعارات بعد كل عقود الاحتراب الدامية التي تواصلت بضراوة و بشاعة أكثر بعد (الاستقلال) عن شمال السودان !!
{صوت العقلانية يرتفع اليوم من حناجر (البعض)، وليس (الكل) بالتأكيد، فما يزال (تجار الحرب) موجودين في “جوبا” و”ملكال” و”واو”، وقابعين هناك في “كمبالا” و”نيروبي” .
{ما قاله “تعبان” عين العقل ولغة الحكم .. افتحوا الأبواب والنوافذ لمشروع (وحدة) جديد على أسس جديدة بين الشمال والجنوب .
{العقوبات الأمريكية والأوربية الظالمة على السودان يمكن هزيمتها بقوة عبر (آلية تعاون مصرفي) بين المصارف السودانية والجنوبية .. مثلاً  .
{الكثير من الشركات الأوربية ترفض إرسال سلع ومواد ضرورية للسودان، ولكنها مستعدة لتصديرها للجنوب، والجنوب لا يرغب فيها – حالياً – فلم لا تصلنا عبر الحدود، أو مباشرة عبر ميناء “بور تسودان” بتخصيص مراسي فيه لدولة الجنوب، مثلما كان يريد “الإثيوبيون” مساحة فيه، لكنهم فضلوا موانئ “جيبوتي”!
{أخرجوا جميعاً في السودان وجنوب السودان من قيود الاتهامات القديمة  بدعم الحركات هنا وهناك، والمماحكات البليدة، تجاوزوا مأزق (أبيي)، وصوبوا نحو الأهداف الاقتصادية الكبرى.

المجهر السياسي


‫2 تعليقات

  1. كانك صدقت هؤلاء مثل حكومتنا التي تريد تمليكهم خريطة جيولوجية للمعادن في الجنوب وكيفية استخراجها . هم يعرفون سذاجتنا بدليل مقالك هذا وحديث وزير المعادن الكاروري. يضحكون علينا ويأخذون ولا يعطون ويحتلون ارضنا ويدعمون المتمردين في الجبهة الثورية الخائنة. وتقول تعاون اقتصادي يا سيد الهندي.