مقالات متنوعة

نفس الملامح والشبه


وهل يعني الانتظار أكثر من مشاهدة حلقة، حتى نستطيع أن نقول رأياً قاطعاً في برنامج (أغاني وأغاني)، لأن ما شاهدناه من حلقة يكفي لأن نقول إن البرنامج ما زال يحتفظ بفكرته، وما زال يقدم خدمات جليلة لحركة التوثيق الغنائي عندنا، بالإضافة إلى ما يقدمه من تنشيط في الدورة الدموية لتواصل الأجيال، وما يسلطه من ضوء على إمكانيات فنية لدى كثير من المطربين والمطربات المشاركين فيه، في ما يسمى بالأدائية.
لكن لا نظن أن كل هذا كان يستحق (الجلبة والضوضاء) التي أحدثها البرنامج في الساحة من لحظة اختيار المشاركين والمشاركات وحتى الانتهاء من التصوير، فالحبر الذي أريق وهو يحدثنا عن تألق زيد وإبداع عبيد ووسائل الإبهار التي أدخلت في البرنامج، كان كافيا لو أريق في ما يفيد بحل مشاكل البلاد والعباد، فـ (أغاني وأغاني) الذي شاهدناه لا يحمل جديداً غير تغيير الاستديو، وشكل (القعدة) والكم الهائل من المطربين والمطربات الذين جلس بعضهم ينظر لذاك، أو يوزع الإبتسامات بلا مناسبة، وفيهم من بدا (مخلوعا) وكأنه لم يصدق أنه في حضرة الإعلامي القامة السر قدور، والذي لولاه لما كانت هناك أغاني ولا أغاني، وحقيقة نخاف علي الإعلامي المخضرم الذي نكن له كل الحب والإحترام أن تصيبه موجة (كترة الطلة) فما يعود قدور الذي عرفناه.
(أغاني وأغاني) برنامج صاحب فكرة وجملة أهداف مافي ذلك شك، ولكن تحقيق ذلك ما كان يستحق كل هذه (الجوطة) .
والحال ايضا ينطبق علي برنامج (وتر عربي) بقناة الشروق الذي أصابنا بـ (فلقة رأس) قبل أن نشاهده، ليصيبنا بعدها بالدهشة بعد أن أوهمنا أنفسنا أن ليس هناك ما يدهشنا بقدر ما (عشنا وشفنا) من مهازل إعلامية، ومن برامج تنتج فقط لإرضاء الأشخاص وليس المشاهدين، وهنا لا أعني (وتر عربي) ولكن أقصد (الدهشة) التي أصابنا بها بعد أن قلنا إن (قبته) تحتها (فكي) فخرج علينا (شعبان عبد الرحيم، الذي لا نظنه يستطيع أن يقدم فائدة للأغنية السودانية، لا بآدائها ولا بالظهور في برنامج سوداني ولذلك نقول أن (وتر عربي) كان يحتاج للمايسترو الذي يستطيع أن (يوزن) الفكرة وتنفيذها بالشكل الذي يصب في خانة نشر الفن السوداني، ثم بعد ذلك الترفيه عن المشاهدين.
أما برنامج (أمنا حواء) فحقيقة أشفقت عليه من تكرار الفكرة والضيوف، ولكنه فاجأنا هذا الموسم بفكرة جديدة تقوم على استضافة نجوم و(أسماء في حياتنا) قدمت في مختلف المجالات، ومعهم شريكة الحياة التي وقفت وراء هذه النجاحات، فقط ملاحظتنا في ما تابعناه في البرنامج أيام تصويره وبثه، أن هناك ضيوفاً هم مجرد أسماء ولا أثر لهم في حياتنا، ولا أظن أننا نحتاج إلى توضيح.
خلاصة الشوف
رمضان في فضائياتنا .. نفس الملامح والشبه رغم أنف من يروجون للجديد والتجديد.