مقالات متنوعة

(شن بتقولوا)


قبل يومين قلت شهر رمضان أصبح شهر تنافس بين الفضائيات في تقديم ما يجذب المشاهدين إلى شاشاتها، وفي هذا الجانب لا نريد الحديث لأن (الغاشي والماشي) يعرف إنه تنافس في الفاضي لا يخرج جله من برامج الغناء والضحك والترفيه والمسلسلات، ومع كل هذه الجلبة والغلبة للبرامج (الفارغة) وما تجده من اهتمام وصرف وترويج، هناك برامج تستحق منا كل الإحترام والتقدير، نتمنى أن نشاهدها هذا الموسم، منها برنامج (مع كل الود والتقدير) الذي تقدمه بقناة الشروق الفضائية المذيعة رانيا هارون التي عرفت دور الإعلام الحقيقي في الإحساس بآلآم الغلابة والوقوف إلى جانبهم، فاختارت هذا البرنامج (العظيم) من بين كل البرامج التي ينتهي مفعولها بإنتهاء مراسم الحلقة، ولكن (مع كل والود والتقدير) يبقى مفعوله سارياً إلى ما شاء الله، لأن عمل الخير لا حد لأثره على النفوس، وأقول صادقاً إن هذا البرنامج يستحق من قناة الشروق كل الاهتمام، وأن يتواصل حتى بعد رمضان، لأنه يقدم دروساً مجانية في دور الإعلام، ويقدم المساعدات لمن يستحقونها بلا من ولا أذى، ولن أبالغ إن قلت هو البرنامج الوحيد في كل فضائياتنا الذي يهز النفوس ويزلزلها بما يقدم من حالات، وهو البرنامج الذي يوقظ داخل كل من يشاهده الإحساس بالخير، ويترجم في أعماقهم معاني التكافل والتراحم، وهو الذي يجسد واحداً من معاني شهر رمضان، الشيء الذي يجعلنا نرشحه ليكون الأول على كل البرامج التي تقدم، فقط نتمنى استمراريته، ونتمنى أن نشاهده كما شاهدناه في مواسم سابقة، دون إضافات أو مساحيق تجميل، وهي فرصة لنحيي القائمين عليه، وتحية خاصة لصاحب فكرته ولمقدمته الأخت رانيا هارون، التي من حقها علينا أن نقول لها أحسنت الاختيار وأحسنت التقديم، واستطعت أن تحرضي الكثير من الضمائر النائمة، وليت زميلاتك في الشروق وفي الفضائيات الأخرى يتعلمن كيفية إختيار البرامج وكيفية تقديمها، والأهم من كل ذلك معرفة الدور الحقيقي للإعلام وللإعلامي، لأن النجاح ليس في توزيع الإبتسامات أو استضافة المغني عبيد أو المغنية زيدة، فهذه برامج ليس وقتها رمضان، هي لا تعالج قضية، ولا تحرض على فعل خير في شهر الخير، بل العكس هي برامج تلهي عن العبادة، وتشغل متابعيها عن استثمار فرصة شهر واحد في السنة
مرة أخرى نكرر إشادتنا ببرنامج (مع كل الود والتقدير) ومطالبتنا بإستمراريته، لأنه الأحق بالاستمرارية وبالاهتمام بأكثر من برامج أخرى يجري تصويرها في أفخم الاستديوهات، وأحيانا خارج البلاد، ومع ذلك هي تساوي صفراً في دفتر حساب المشاهد.
هذا ما قلته قبل يومين ، ولكن لأننا دائما ما نتفاءل بأكثر من اللازم ، فقد فاجأنا برنامج (مع كل الود والتقدير) بما لا يخطر على بال أحد ، ولا نريد أن نقول أنه دخل أيضا في سباق الإنتاج والربح والخسارة ، وغدا نحدثكم بالتفصيل إن أمد الله في الآجال.