منوعات

الزواج هو الانتقال من جملة والدي رافض إلــى جملة زوجي رافض


هكذا أخبرتني صديقتي عندما ذهبت إليها مُباركة بعد زواجها بشهرين! تحدثنا كثيرًا بعد ذلك ولكن قط لم تغب تلك الجملة عن ذهني في كل مرة ذٌكر الزواج أمامي.

كانت هذه الجملة سببًا قويًا ودافعًا كي أبحث عن ماهية «الزواج» التي طالما حصرها كثيرون في «النكاح» و«الإنجاب»، فوجدتها بعيدة كل البعد عنهما، هي فقط مودة ورحمة وسكينة وما بعدهم يأتي تباعًا.
وظللت أتساءل لما لا نجيب عن تلك الأسئلة التي دائمًا ما تداهمنا بعد الزواج كوحش كاسر قبل الزواج؟ لما تسقط مننا الاتفاقات الأعظم وننشغل بأقل الأمور أهمية ونتفاجأ بعد فوات الأوان أننا لم نتفق؟
كل الأشياء الحالمة تتبدد بالسنين، فلماذا لم ندخر كمًا مناسبًا من الاتفاقات والمشاعر تساعدنا على تجاوز تلك الأيام؟ لماذا لم نصنع عقدًا قويًا نعود إليه في ساعات اختلافنا؟

كثيرًا ما حدثني والدي عن قاعدة شرعية شهيرة وهي «العقد شريعة المتعاقدين»، وعندما بحثت في عقود الزواج وجدتها فارغة تمامًا من كل اتفاق سوى اتفاق المهر والأجهزة المنزلية والأثاث هي أشياء ضرورية بلا شك ولكنها لا تصنع زواجًا ناجحًا.

لِمَ لا نضع في عقد زواجنا اتفاقًا عن موعد إنجاب الطفل الأول؟ وكم طفلًا نريد؟
وآخر يجعلنا نعلم كيف سيتم تشارك العمل المنزلي كي يجد كل شريك وقتـًا ليحقق أحلامه وطموحاته؟
ولماذا لا نجيب على أسئلة بعد فترة من الوقت تخلق لنا مشاكل لا طاقة لنا بها مثل كيف سنتشارك في تربية الأطفال؟ وهل بإمكان كل طرف أن يلتحق بدراسات عليا أم لا؟

ومن المسئول عن المصروف الشهري؟ وهل من الممكن أن نجلب خادمة تعين إحدانا في العمل؟
لِمَ لا نجعل طلب «الطلاق» حقًا مشتركًا بيننا ولا يقع إلا بحكم المحكمة مع ضمان حقوق الطرف المتضرر من الطلاق، مع العلم أن هذا قائم بالفعل في تونس منذ صدور مجلة الأحوال الشخصية عام 1957
وليس في هذا ما يخالف الدين؛ إذ يوجد سوابق فقهية في كل من المذهب المالكي ومذهب أبي حنيفة.
باختصار

لِمَ لا نكتب صغائر الأمور وكبائرها في عقد الزواج كي لا نترك الحياة تصارعنا بمهارة؟

في نظري الزواج الناجح هو ذلك الزواج الذي تجد فيه الشريك الذي تسكن إليه روحك، و يتقبلك بحب كما أنت بعيوبك قبل مميزاتك، أن يهتم بتفاصيلك وبما تحب ومن تحب، من يتحملك وقت غضبك وجزعك ويسعى لتهدئتك، من يشاركك الحياة بأعبائها ووجعها، يؤمن بك حين يكفر بك الجميع ويدفعك للنجاح، يلتف حولك حين ينفضون من حولك جميعًا، يسكن قلبك دون أن يورثك حسرة أو ندامة.

هذا الشريك الذي سيحمل معك عبء العالم وسيصبح والد أطفالك أو ستصبح والدة اطفالك، الشريك الذي ستحملين نطفته داخل رحمك المقدس، فتخيري «لرحمك» وتخير لمن تحمل «نطفتك».

قد يبدو هذا الكلام محض هذيان وسط هذا الكم من الصراعات وتحت مظلة الضغوط الاجتماعية والنفسية والمادية الطاحنة، وأنا هنا لا أتفه من قدرها شيئًا بل أنا مُدركة تمام الإدراك بأن إقامة البيوت ليست بالأمر اليسير، وإنه بات إقامة بيت جيد صالح في مثل هذا الزمان أداة تحولنا لتروس تعمل على مدار الساعة، وقد تجعل راحة البال أمرًا ترفيهيًا نسرقه مرة في السنة، وقد لا نستطيع ولكن وسط هذا الكم من الإحباط لم نتزوج إذا لم نجد الشريك الذي سيجعلنا نواجه مثل تلك التخبطات ونتخطاها ونصبح أقوى؟

ساسة بوست


تعليق واحد

  1. هذا بالنسبة للمرأة،اما بالنسبة للرجل فهو:
    الانتقال من خانة لازم ارجع بدري لانو الحاج بقفل الباب لخانة لازم ارجع بدري عشان الحكومة وكدة
    الى كاتبة المقال : شوفي ليك موضوع آخر غير تصوير النسوان كضحايا للرجال لان الرجال هم ضحايا النسوان الما معروف بفكرن كيف وخصوصا بتاعات المصطلحات الجندرية السطحية مثل “مجتمع ذكوري” و “ده زول معقد” والعندهن رفض للمفهوم الديني للزواج و الفاهمات مبدأ المساواة غلط وعاوزات يعملن فيها محمد ولد
    وبقول لي مل واحدة عاوزة تلبس بنطلون وتخلق شعرها قصير ابحثي عن زوج يلبس فستان ويضع احمر شفايف ويلبس غويسات ذهب وشعره طويل وبمشي يعنلو في كوفير النسوان وبرسم حنة وعنده صديقات بنات كتيرات فان لم ترضي بهكذا زوج لتضعي نطفته في رحمك عليك اعادة حساباتك