منوعات

سوداني رغم الاعاقة يستغل موهبته في القيام بعمل مميز يدر عليه دخلا كبيرا


ربات البيوت في السودان يبدأن استعداداتهن لشهر رمضان منذ رجب بتوفير مستلزمات المائدة الرمضانية من الاطعمة والمشروبات السودانية المميزة من منتجات بلادهن كالكردي والتبلدي والعرديب الى جانب سحن التوابل كى لاينشغلن ايام الشهر الفضيل بتجهزيها وهن صائمات الامر الذي يؤثر على ادائهن للعبادة خاصه و ان الشهر يعد موسم للتسابق في الخيرات .
ولذلك تكون المحلات التجارية الخاصة بهذه الاصناف هي الاكثر اكتظاظا ومن بينها محلات السيد عبد الحليم صادق بضاحية اركويت/ الخرطوم فالزائر لمحله يلاحظ ان المحل يعج بالزبائن طوال اليوم حيث يرتاد محله ما بين (500-1000) زبون في اليوم فقد ساهم بصورة كبيرة في توفير الجهد والوقت لربات البيوت بتوفير هذه المواد جاهزة للاسرة السودانية ، من كبكبي، كسبرة، شمار، فلفل حار، لحوم ، قرفة،هبهان، كركدي ، فول سوداني ، والسكر و غيره من لوازم رمضان.

تحدي الاعاقة:
السيد عبدالحليم صادق الذي التقته (سونا) مع تباشير الشهر الفضيل تمثل نجاحه في تحديه لظروفه القاهرة فهو ظل يعاني من اعاقة (شلل اطفال) منذ نعومة أظافره برغم حصوله على عمل حكومي محاسبا بوزارة المالية ، ومن ثم مكوثه 15 عاما منتدبا بوزارة الدفاع قرر ايجاد عمل اضافي حيث ان الوظيفة لاتغطي احتياجات الاسرة فهو ( أب لثلاث أولاد وخمس بنات) وما يتبعها من تعليم وصحة وغيرها من ضروريات الحياة . بدأ مشروعه بسحانة (حمص) بالمنزل بجانب عمله الوظيفي وهذا المشروع البسيط ساهم في زيادة دخله بصورة كبيرة جدا ، لذا طلب اجازة بدون مرتب وتفرغ لعمله وقام بنقله الى السوق وعمل على توسعته بزيادة عدد السحانات لسحن مختلف المواد التي تحتاجها الاسر السودانية ، خاصة في شهر رمضان المعظم.
والذي يميز السيد عبد الحليم عن غيره هو تطوير عمله باستمرار ومن ذلك قيامه بتصنيع نسخ محلية من ماكينات السحن المستوردة من خارج البلاد فقد قام بنسخ (10) مساحن من نفس النوع من صنع يده كاحتياطي في حالة توقف المسحنة (الاصل) ويعد هذا العمل تحدي آخر، فقد أحدث هذا المشروع نقطة تحول كبيرة في حياته ، ووجد الاشادة والتقدير من خبراء من داخل السودان وخارجه .
وفي المستقبل سيتجه عبدالحليم وخلال فترة الركود لتصنيع الماكينات ونسخها وبيعها للمحلات المشابهة في المناطق المختلفة اضافة الى فتح فروع للمحل بأحياء العاصمة المختلفة اضافة الى فروع بالولايات، كما يعمل الان على تجهيز ماكينة لسحن التبلدي جاهزة للتركيب بنسبة 75% .
وقد زاد من كثرة الزبائن وشهرة المحل ان السيد عبد الحليم ادخل فكرة تقطيع البصل بالماكينات بصورة تجارية كفكرة جديدة لم يسبقه عليها أحد وبذلك اسهم في توفير جهد وزمن ربات البيوت فالطعام السوداني من مكوناته الاساسية البصل خاصة التقلية والنعيمية التي تستهلك بكثافة في رمضان ومناسبات الزواج والختان والمأتم التي يؤمها اعداد كبيرة من الناس. وقد حصل عبدالحليم على ماكينة تقطيع البصل وهي صينية الصنع وقام بنسخ ثلاث ماكينات منها من مواد محلية.
و تقوم الماكينة بتقطيع البصل و الجزر والخيار والبطاطس والباذنجان في شكل حلقات حسب الطلب وبكميات كبيرة خاصة للمناسبات .
وهناك خطة مستقبلية لنسخ هذه الماكينة في شكل أصغر وبسعر منخفض للاستعمال المنزلي حتى تحصل كل ربة منزل على هذه الماكينة المريحة التي تقوم بدور كبير في تخفيف أعباء الطبخ خصوصا للسيده العاملة.
كما يعد السيد عبد الحليم للتوسع في هذا العمل بإنشاء غرفة لتجفيف البصل تتكون من مساحة مقدرة بها مروحتين شفط وأحواض للتجفيف بسعات كبيرة لتغطية الاعداد المتزايدة من الزبائن من كل مناطق العاصمة خصوصا في المواسم المعروفة مثل فترة التجهيز لرمضان والعيدين مما يضطر المحل لزيادة العمال إلى ضعف القوى العاملة ، وفي هذه الفترة بتضاعف إيراد المحل الى أضعاف وأضعاف يستفاد منها في تسيير العمل وصيانة الماكينات في فترة الركود.
في العام 2007م كانت أول تجاربه مع التمويل الاصغر ، حيث حصل على (1,500) جنيه في ذلك الوقت تم صرفها لشراء (4) ماكينات كمرحلة أولى ، وفي المرحلة الثانية تمكن من شراء موترات اضيفت لماكينات قام بتصنيعها بنفسه، وفي اخر مراحل التمويل في العام 2010م حصل على مبلغ (عشرة مليون) جنيه ، وايماناً منه في توسيع المشروع وتطويره وتسهيلا للزبائن قام بتوفير السلع اللازمة، من توابل وبهارات وبصل، وأصبح يقوم بعمليتي البيع والسحن معا، حيث يتم سحن الكيلو من البهار بواقع (خمسة) جنيهات والكبكبي(الحمص) (عشرة) جنيهات للربع الواحد.
عبد الحليم قال(لسونا) انه لا يوجد منافس رغم انتشار المساحن والمحلات المشابهة له من سوق الخيمة باركويت والمناطق المجاورة لها وذلك لاتباعه سياسة مرنة في التعامل حيث تميزت اسعار مواده بانها ثابتة منذ ثلاث سنوات رغم الزيادات المتلاحقة التي تشهدها الاسواق بالبلاد ، إضافة للجودة في العمل،
ومن خلال التمويل الأخير الذي حصل عليه عبد الحليم قام بشراء كميات كبيرة من البصل من السوق المحلي و لدية عمال لتنظيف البصل بواقع 4 جنيهات للربع وتقوم الماكينة بتقطيعه بواقع 3 جنيهات للربع يعني ان تكلفة ربع البصل تنظيف وتقطيع عباره عن (سبعة) جنيهات للربع.
يستعين عبدالحليم بأحد أبنائه في تسير العمل بالمحل في مجال الصيانة والتصنيع اما البقية فقد تفرغوا للدراسة وحصولهم على مؤهلات في مجال الهندسة والدراسات التقنية.
رسالة عبد الحليم في ختام اللقاء:
دعا السيد عبد الحليم المجتمع الا ينظر للمعوق بأنه عالة على الجميع بل العكس هو الصحيح فالمعوق هو انسان مبدع ومبتكر وموهوب لابد للأسرة أن تكتشف وتدعم مواهبه وتلحقه بالجهة المناسبة من أجل صقلها بجانب العمل على غرس روح المبادرة والاقدام لديه واعطائه الثقة في نفسه وتحديد المسار للانطلاق في مسيرة الابداع ، كما قدم نصيحة للشباب عموما بالثقة بالنفس والمضي قدما دون تردد وخوف من المجهول وعلى كل شاب أن يرى ما يناسب إمكاناته فالحياة مفتوحه مع الثقة بالله ثم النفس.

تقرير د.كلثوم عبدالباقي موسى – رقية أحمد الشفيع

الخرطوم 12-6-2016م (سونا)


تعليق واحد

  1. ربنا يوفقه فقد تحدى الاعاقة وضرب مثلا للذي يريد ان يكسب او يزيد من دخله .ز ارجوكم تدعوا له ان يحميه الله من ناس الضرائب والولاية ,و والحرامية البتسلطوا على الناس ويكرهوهم شغلهم عشان يمشوا يعملوه او يجي واحد متسلط يزازيه ويقول اشاركك