رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى .. الأمم المتحدة: ارتفاع عدد النازحين من منطقة جبل مرة في غرب السودان


أعلن ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة لتنسيق اﻟﺸﺆون الإنسانية في السودان ارتفاع ﻋﺪد ﻧﺎزﺣﻲ ﺟﺒﻞ ﻣﺮة اﻟﺬين ﺟﺮى اﻹﺑﻼغ عنهم ﺑﻮاﺳﻄﺔ مفوضية اﻟﻌﻮن اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ الحكومية ﻓﻲ ولاية وﺳﻂ دارﻓﻮر. ويقف اﻟﻌﺪد حاليا عند ثمانية وخمسين ألف ﺷﺨﺺ، ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻧﺤﻮ 4.500 ﻧﺎزح ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮي الحصاحيصا، والحميدية ﻓﻲ زالنجي.
وبحسب ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة لتنسيق اﻟﺸﺆون الإنسانية في السودان، فإن حوالى الألف من النازحين اﻟﺟدد ﻓﻲ هيبيلة، في ولاية ﻏرب دارﻓور، ﺑﺣﺎﺟﺔ عاجلة إلى المساعدات. وقال ـ في نشرة صحافية ـ إن اﻟﻨﺎزﺣين إﻟﻰ مدينة هيبيلة قدموا من عدة مناطق ﺧﻼل اﻷﺳﺒﻮع الأخير ﻣﻦ شهر أيار/ مايو ﺑﻌﺪ ﻧﺸﻮب اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
وتقول الأمم المتحدة إن اﻟﻌﺪد اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ للنازحين يقدر بأكثر من 62 ألف شخص. وتضيف أن ﺣﺠﻢ اﻟﻨﺰوح «لا يزال مجهولا ﺑﺴﺒﺐ القيود اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ عملية اﻟﻮﺻﻮل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎء الدوليين ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ للقيام بعملية اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ أﻋﺪاد النازحين، وتقييم اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ معظم الأماكن».
وأﻋﻠﻨﺖ مفوضية اﻟﻌﻮن اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ أن هناك 11.500 ﺷﺨﺺ ﻋﺎدوا إلى ﻗﻮﻟﻮ في مناطق جبل مرة ﻓﻲ الأسبوعين الماضيين ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة المفوضية. وﻗﺪ ﺟﺮى تقديم اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات الغذائية وغير الغذائية لهولاء العائدين ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت المحلية.
وﺗﻮاﺻﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت الإنسانية القيام بعملية تقديم احتياجات المتأثرين من النازحين ﻣﻦ أزﻣﺔ ﺟﺒﻞ ﻣﺮة ﻓﻲ ولايات ﺷﻤﺎل وﺟﻨﻮب ووﺳﻂ دارﻓﻮر، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ النازحين والعائدين، وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺘﺄﺛﺮة اﻷﺧﺮى، وتوفير اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات، واﻟﺨﺪﻣﺎت الأساسية لهم من خلال ﺑﻌﺜﺎت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ بين اﻟﻮﻛﺎﻻت ﻓﻲ ولاية ﺟﻨﻮب دارﻓﻮر.
في غضون ذلك، ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ بين اﻟﻮﻛﺎﻻت بتاريخ 31 أيار/مايو، ﺗﻀﻢ موظفين ﻣﻦ وﻛﺎﻻت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت غير الحكومية، ﺑﺈﺟﺮاء تقييم سريع لاحتياجات ﻣﺎ يقدر ﺑﻨﺤﻮ 7 آلاف ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻛﺎس للنازحين ﻓﻲ ولاية ﺟﻨﻮب دارﻓﻮر.
ووفقا للتقارير، فقد وﺻﻞ هؤلاء اﻟﻨﺎزﺣﻮن ﻣﻦ ﻣﻨﺎطﻖ ﺻﺎﺑﻮن اﻟﻔﻘﺮ، وﺗﻮري، وﺗﺮﻧﺘﺎورة ﻓﻲ شهر نيسان / أبريل الماضي ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺪﻻع اﻟﻘﺘﺎل بين اﻟﻘﻮات الحكومية السودانية، وﻗﻮات الجيش اﻟﺸﻌﺒﻲ لتحرير اﻟﺴﻮدان « فصيل ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ»، ﻓﻲ أﺟﺰاء ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻞ ﻣﺮة.
وﻗﺪ ﺣﺪد الفريق اﻟﻤﺸﺘﺮك بين اﻟﻮﻛﺎﻻت اﻹﻣﺪادات الغذائية واﻟﻠﻮازم المنزلية في منطقة هبيلة بعرب دارفور. وﺣﺪدت«اﻟﺒﻌﺜﺔ 23 ﻣﻦ اﻷطﻔﺎل غير المصحوبين بذويهم ﻣﻦ بين الـ7 آلاف ﻣﻦ النازحين اﻟﺠﺪد.
ووﺟﺪت اﻟﺒﻌﺜﺔ أن النازحين اﻟﺠﺪد ﺗﺠﺮي استضافتهم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ النازحين اﻟﻘﺪاﻣﻰ الذين ﻛﺎﻧﻮا يقيمون ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وأن احتياجاتهم الرئيسية هي اﻟﻐﺬاء واﻟﻤأوى والمياه. ويستطيع اﻟﻨﺎزﺣﻮن اﻟﺠﺪد اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﺔ، والتغذية اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﻤﻌﺴﻜﺮ. وﺳﺘﺠﺮي عملية توفير اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم مع استمرار اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ الإنسانية ﻟﻨﺤﻮ 59.700 ﻧﺎزح ﻓﻲ ﻋﺎم 2016، ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ﻣﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ولاية ﺷﻤﺎل دارﻓﻮر.
ويقول ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة لتنسيق اﻟﺸﺆون الإنسانية في السودان إن هناك ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻜﺎن غادروا فرية أزرﻧﻲ بمحلية كرينك، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ 30 ﻛﻠﻢ ﺷﺮق مدينة الجنينة ﻋﺎﺻﻤﺔ ولاية غرب دارفور، وذﻟﻚ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب هجوم شنه ﻣﺴﻠﺤﻮن مجهولون ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ القرية يوم 22 أيار / مايو. وأﺳﻔﺮ الهجوم ﻋﻦ ﺳﻘﻮط ﺳﺘﺔ ﻗﺘﻠﻰ، وإﺻﺎﺑﺔ العديد ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص الآخرين ﺑﺠﺮاح.
ووﻓﻘﺎ لمعطيات ﻣﺸﺮوع تعزيز سيادة اﻟﻘﺎﻧﻮن وتشريعات الحماية ﻓﻲ دارﻓﻮر، اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻹﻧﻤﺎﺋﻲ، ﻓﺈن «أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺰاع ﻓﻲ دارﻓﻮر ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﻌﻘﺪة، إﻻ أن معمها يعود إﻟﻰ ﺿﻌﻒ اﻟﺤﻮﻛﻤﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ المتزايد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮارد الطبيعية اﻟﻤﺤﺪودة ـ ﻣﺜﻞ اﻷراﺿﻲ، والمياه، واﻟﺜﺮوة الحيوانية ـ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮعناصر أساسية ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ قيد الحياة».

كاتب