منوعات

أحمد ربشة.. بروق تصهل وغيوم تبوح بالمطر


وحين وصل الصومالي )أحمد سالم عوض( إلى الخرطوم عن طريق نيروبي، لم يدر بذهنه أمر آخر غير دراسة الموسيقى، لكن السودان كان حينها مقامًا طيبًا حتى للعابرين، فاستقر حتى تسودن، بل وصار رقمًا لا يمكن تجاوزه في مسيرة تطور الأغنية الحديثة في السودان، حيث اجترح أسلوبه الخاص حد أن كثيرين من بعده اقتفوا أثره ولربما كان ذلك واضحًا لدى الهادي حامد (ود الجبل) والراحل (محمود عبد العزيز). وفي ذلك يقول الصحفي الراحل (عوض محمد أحمد): “لم يكن الفنان الراحل أحمد سالم الشهير بـ(أحمد ربشة) مطربًا عاديًا، بل كان رقمًا مهماً شكَّل حالة مزاجية لجيل كامل ظل يحتذي به في طريقة غنائه”.
(1)
1973م، حل ربشة في الخرطوم، بعد أن ترك سمعة وصيتًا في وطنه الأصل (الصومال) وما جاوره من دول، ولم يكن الشاب الوسيم الأنيق يدري أن الدنيا التي تنضح بمقادير دفينة ستجعل منه عبقرية غنائية سودانية يشار إليها بالبنان، حتى قال عنه يوسف الموصلي: “هو فنان لا مثيل له حتى في الدول العربية، بل هو يفوق السعودي محمد عبده وغيره”.
(2)
كان ربشة حين يعزف على العود يجعل أوتاره تبكي وتضحك، وكان صوته نادرًا يحملك بين تضاعيفه إلى مناطق طربية مهولة تشبه احمرار الورد عصر البارحة، كما هي أغنيته، بجانب أغان أخرى مثل (صبوحة، دنيا فيك العجائب، يا مواسم، وتسألين حبيبتي).. وتسألين ياحبيبتي/ كيف الخريف فات / فلا البروق صهلت / ولا السحاب باح بالمطر”. بجانب أغنيته الأشهر (شاقي روحك ليه) التي تنازل له عنها التاج مكي وهي من كلمات الحلنقي، ومنها: العيون بتريد في البسيمة مُنى/ والله إنت سعيد يا البريدك أنا/ لأني شايل الريد جُوّه قلبي هنا/ عشتك إنت جمال ودُبت فيك غُنا”.
رحل أحمد ربشه بعد صراع طويل مع المرض في نهاية يناير الموافق (رمضان) من عام 2003م، فهلا استعدنا بعض عبقه بعد مرور ثلاثة عشر عامًا على رحيله.

اليوم التالي


تعليق واحد