اسحق احمد فضل الله

حديث مع حنين


> وأستاذ بابكر حنين يكتب عن حديث الأحد (في قلب المخافة) > كلمات وجمل قاتمة ساقها الأخ إسحاق وهو يستعرض ليل السودان الدامس. > رؤوس أقلام متسقة في مقال منسق ظهرت كلماته وهو يمزج بينها في براعة تربط الإحداثيات.. > ربما هي الحقيقة التي كتبها ليستفز الأفعال لتكفكف (سروايل) الأفكار المتكررة، الطويلة والمتداولة استعداداً لفيضان الأحداث المخيفة. > ورغم براعة الرجل في تصور الحقيقة الماثلة….. إلا أنني قرأتها وفي النفس خاطر يلح على يسابق قلمي فإذا بالخطاب الإلهي الموجه إلى سيدنا موسى يعترض شاشة افكاري (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين). > خاطر قوي يلح يزاحم العقل فهذا هو نبي الله موسى المرسل الى قومه يجلس في قلب المخافة…. وفجأة يتحول خوفه إلى سماء الحضن الآمن (رب نجني من القوم الظالمين). > إذا كان هذا حال سيدنا موسى (على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم) .. وحيداً.. فريداً.. طريداً.. > هو في ظاهر الأمر بلا سند ولا ظهير. > خرج خائفاً لسفر طويل بلا زاد ولا عتاد ولكنه ظل يردد (رب نجني من القوم الظالمين). > عرض جميل شيق متناسق أخي إسحاق ذلك الذي عرضته في مقال البارحة إلا أنه للبعض الآخر شيء مرعب مخيف. يدخل على النفس الصافية فلا يخرج منها إلا وقد خلف عواصف من الغبار بحبات الجبال. > أخي إسحاق الكل يعزفون اوركسترا واحدة ولحناً واحداً. كلهم يشعلون النيران من حولنا هنا وهناك، ولكننا ونحن في قلب المخافة لن نلتفت إلا لما التفت إليه سيدنا موسى، فقد توجه الى السماء الحضن الإلهي وتوجهنا ونحن نقول .. رب نجنا من القوم الظالمين. بابكر حنين *** أستاذ حنين > ونحن نهدهد الناس ليفهموا.. > وموسى عليه السلام حكايته خوف بعد خوف.. وعلم بعد تعلم > ونحن نرى المخاوف من هنا.. ونجتهد للتعليم والتعلم من هنا > وأيام كنت أنت في صحيفة ( الراية) الرائعة.. كنا نكتب قصة .. وفيها > ( معرض الرسم الذي تقيمه مدرسة البنات ادخل اليه مع صديقي العجوز. > وكل فتاة كانت تقف امام اللوحة التي رسمتها.. والعيون اللامعة.. تقول للزائر تعال.. لكن فتاة تقف أمام الرسم الذي صنعته كانت تنظر الينا في قلق ونحن نقترب منها.. > عيونها كانت تقول في حزن : أرجوك.. لا تحرجني.. فأنا أعرف أنني لا أعرف الرسم > واللوحة بالفعل كانت مسكينة لا يرسمها طفل.. لكن دهشتي كانت صاعقة والعجوز يصرخ إعجاباً ويشتري اللوحة بمبلغ كبير > وعلى طول الطريق ظللت أسخر من (معرفته) بالفن.. > فجأة العجوز يقف ويقسم ألا يسير خطوة الا بعد ان اعود أنا منفرداً الى المعرض.. وانظر > حتى وانا امشي خطوات عائداً كنت انظر في حيرة الى العجوز.. والعجوز ثابت مكانه. > عند مدخل خيمة المعرض.. فهمت لماذ جعلني العجوز اعود > الفتاة التي كانت تقف مسكينة بعيون منكسرة كانت الآن تشد ظهراً مستقيماً وعيونها المبتهجة وضحكاتها تحدث زميلاتها.. > عرفت ما الذي اشتراه العجوز > وعرفت ماهو.. الفن (2) > تقول/ أستاذ حنين/ إن حديثنا كان شيئاً (يستفز الأفعال لتكفكف سروايل الأفكار.. المكررة استعداداً لفيضان الأحداث) > وبالضبط.. الأفكار.. الأفعال .. الأحداث. > الترتيب هذا هو ما نسعى ونصرخ ونجمز ونلطم.. لنجرجر الناس اليه. ولأن (الأفكار) غليظة منفرة.. فإننا .. نهدهد الناس.. ونسوقهم بالحكاية وبالايجاز.. والتحنيس.. حتى يرفعوا عيونهم.. لرؤية الخطر (3) > وحسن مكي الذي نجيبه ينطلق من الدين الوقور الجليل > لكننا نضطر إلى (تلحين) النيران التي نطلقها > (تلحين) الكلام لأن الناس : مثل حاكم اليمن القديم .. لا يسمعون الا .. الغناء > ( حاكم اليمن القديم الامام احمد كان لا يقرأ تقارير الوزراء المكتبية الا اذا كتبوها شعراً). > والناس.. ونحن نقارب حديث بروفيسور حسن مكي.. الحديث الوقور.. نضطر الى التلحين > تلحين الحديث عن (فهم واستخدام الدين) وكيف أن بعض الفهم للدين يستخدم عملة لشراء الدنيا > فالزوجة حين تجد زوجها بعد الصلاة منهمكاً في الدعاء تسمعه يقول : اللهم زوج صاحبي فلان.. اللهم زوجه.. اللهم زوجه > والمرأة تلطم الرجل باقرب شيء تصل اليه يدها > والزوج يقول محتجاً : مالك؟ انا طلبت من الله سبحانه ان يزوج(صاحبي) وليس أنا > والمرأة تقول ساخرة : نعم.. لأنك تعلم ان الملائكة تقول.. ولك مثلها!!! > بعض استخدام الفهم للدين عند الناس هو هذا (4) > حنين .. نضاحك الناس ونقارب الناس ونهدهد الناس حتى يسمعوا حديثنا حين نصرخ في اذانهم وعيونهم وجلودهم ان الخراب يقترب > ونطلب ان يستعد الناس > وكثافة الحائط الذي نعسى لهدمه بالهدهدة والحكايات كثافة تبلغ اننا نكتب المقدمة الثالثة – لهدم الحائط (حائط الغفلة عند الناس) حتى نصل الى حديث حسن مكي الحديث المخيف > ورغم هذا نجد ان الحائط ممتد.. سميك سميك > حنين > نسوي شنو؟! *** بريد > إذاعة اسمها (حواس) .. نقع عليها في اول الطريق.. ومذيع يبشرنا ببرنامج.. ثم مذيع يبشر.. ثم مذيعة تبشر ثم > الطريق انتهى.. ونندم على اضاعة وقتنا.