مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : اعتذار لم يتم..!!


* حرصنا أمس على متابعة المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم والخاص بإعلان نتائج الشهادة السودانية.
* الحرص على المتابعة هذه المرة مختلف ولم يكن عادياً, فالخواطر محتشدة والأسر عاشت ظروفاً صعبة وقاسية بسبب (أزمة) عصفت بالشهادة السودانية وهي التي ستدخل التاريخ باسم (سنة غش الطلاب الأردنيين والمصريين في امتحان الشهادة السودانية!!( شهادة هي الأحسن و الأنضر على مر تاريخ التعليم في هذا البلد.
* في هذا العام (تمرغت) صورتها وسائل الإعلام والأسافير الأردنية والمصرية والعربية.
* في المؤتمر الصحفي كنت اتفرس في الوجوه والملامح.. الوزيرة والوكيل وأركان الوزارة.
مافي حاجة ظاهرة كأنه لم يحدث شئ.
* في المؤتمر الصحفي مرت الوزيرة مرور الكرام.. لا أثر للأزمة ولا يحزنون,, قالت فقط ٨١٥ طالباً أجنبياً رسبوا بالغش.. طبعاً نحن لا نتوقع الاستقالة.. مثل هذا الأدب غير متوفر مع شعار هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه!!
لا نتوقع مثل هذا الفعل (الناجح) والذي كان سيعيد للشهادة السودانية ألقها ووزنها وسمعتها.. ولكننا كنا نتوقع على الأقل في هذا (اليوم الأغر) اعتذاراً في بضع كلمات قليلة للشعب السوداني.
كنا نتوقع من الوزيرة أن تقول للأباء والأمهات وأولياء الامور الذين (انخلعت قلوبهم) ألماً وخوفاً وهلعاً وتجرع وإساءات وشتائم للشهادة السودانية.. كل هذا بسبب طريقة إدارة الأزمة أيام الامتحانات!!
* كنا نريد اعتذاراً وتبريراً يجيب على أسئلة واتهامات لا زالت (حائرة).. أسئلة من نوع: لماذا تم تعديل اللائحة الخاصة بالامتحانات والتي سمحت بدخول غير السودانيين للامتحانات.. وهو الذي حدث غش أم تسريب؟ ولماذا تم إطلاق سراح الطلاب المتورطين؟ رغم التأكيدات بعدم تسليمهم وأنهم سيقدمون للعدالة!!
* أسئلة تنداح حول الضوابط التي تحكم جلوس غير السودانيين؟ أسئلة أخرى تقول كيف هربت العناصر المتورطة التي سعت لتخريب امتحانات الشهادة السودانية كما أعلنت الوزيرة بذات نفسها؟!
* كنا نتمنى أن تحدثنا الوزيرة عن أصل الموضوع لا الفرع.. الاهتمام بأمر التعليم وصيانته وإدارة العملية التربوية والتعليمية باعتبارها من الخطوط (الحمراء) وأي مساس بها إنما هو مساس بسيادة السودان وأمنه واستقراره.
* تركت الوزيرة الأصل وتمسكت بالفرع.. وهو تقليد إنقاذي بالظهور الإعلامي و(الشو).. إعلان النتائج لا يحتاج لتأجير القاعات والقنوات وابتداع سوق إعلانات!!
* العملية بسيطة لا تحتاج لكل هذه (الهيلمانة).. فيما مضى كان يقوم بها سكرتير امتحانات السودان ثم تنساب النتائج أفقياً وبسلاسة لمدراء المدارس وتصل للناس بدون تكاليف خالية من (المساحيق) و الإعلانات التي كشفت الوجه القبيح للتجارة والتكسب في التعليم.. إعلانات المدارس تشبه إعلانات بيع السيارات والعطور وأنواع الحليب والشوكولاته!!
الذي حدث أشبه بمهرجان دبي للتسوق وليس مؤتمراً صحفياً..
المؤتمر الصحفي الذي نعرفه هو الذي تتاح فيه الفرص للصحفيين لتقديم الأسئلة التي تدور في أذهان الرأي العام السوداني وهذا ما لم يحدث..!!
* مبروك لسلمى ولكل المتفوقين والمجتمع السوداني الذي يدفع من دم قلبه (من أجل أولادنا تتعلم)!!