مقالات متنوعة

اسامة عبد الماجد : منصب نائب والي الخرطوم


* طالب أحد الحضور في أحد اجتماعات لجنة معنية بالشأن القومي من رئيس الإجتماع تكليف أحدهم بإدارة الإجتماعات، ضحك رئيس الإجتماع والذي كان شخصية عسكرية، وقال لمحدثه نحن العساكر مابنكلف وبندير شغلتنا برانا.
* والقصة الأقرب للطرفة حقيقة مائة بالمائة، وكأنها بمثابة نصيحة يعمل بها والي الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين والذي لم يسم نائباً له حتى الآن رغم إنقضاء عام كامل على تسلمه دفة الحكم بالخرطوم.
* الولاية التي بمثابة سودان مصغر، تحتاج وبشدة لنائب والي، بل تحتاج للتقسيم لثلاث ولايات كما تفضل بذلك المقترح المنطقي، والي النيل الأبيض د.عبد الحميد كاشا: غرب النيل وعاصمتها أم درمان، ملتقى النيلين وعاصمتها الخرطوم وشرق
النيل وحاضرتها بحري.
* يحتاج عبد الرحيم لنائب والي متفرغ ، خاصة وأن تجربتة التنفيذية والتي كانت محصورة في مؤسسات تدار بطريقة معينة مثل وزارة الدفاع تستدعى ذلك.
* كما أن كثرة مشاكل الولاية وتعقيداتها، تتطلب وجود شخص يتقاسم الهم مع عبد الرحيم، الذي أقر بقلة خبرته السياسية بعد بذل أكثر من أربعة عقود في الجيش، والتزامة منذ مجيء الإنقاذ للمؤسسة العسكرية وليس السياسية
* واحدة من أسباب نجاح الوالي الأسبق للخرطوم د. عبد الحليم المتعافى أنه لم يرهق نفسة كثيراً مع لجنة أمن الولاية، وترك المجال لمدير الشرطة ليقوم بدوره، وكذلك مدير الأمن وقائد المنطقة المركزية
* عبد الرحيم بخلفيته العسكرية، ورتبته الرفيعة جداً (فريق أول) من العسير أن يعمل بمنهج المتعافي، مما يتطلب بذل الجهد في الملف الخدمي لأن
مشكلة الولاية في المقام الاول موية وصحة.
* لكن من الضرورة بمكان، ومن أجل إحداث الإنسجام الحقيقي في حكومة الخرطوم أن يكون نائب الوالي غير مثقل بالأعباء السياسية، أي بمعني لا يدير ملفاً في الحزب الحاكم بالعاصمة
* وذلك لأن تحديات العمل السياسي بالخرطوم كبيرة، وها هو نائب رئيس وطني الخرطوم محمد حاتم سليمان، كاد أن (يُحار بيه الدليل)، لدرجة أن إحداث تغييرات بالحزب إستغرقت منه عدة أشهر.
* حقق الراحل د. مندور المهدي نجاحاً كبيراً عندما كان في موقع محمد حاتم، وتفرغ تماماً للحزب فأكسب الموقع هيبة، وجعل للحزب مكانة، وكان خير معين لحكومة ولايته دون أن يتقاطع دوره مع الوالي، وسر نجاحه أنه لم يشغل نفسه بالجهاز التنفيذي، ولم يسع لأن يكون نائباً للوالي في الحكومة
* الحزب الحاكم في المركز العام بعيداً عن مايجري في الخرطوم، والتي هي مكان صنع القرار ومستودع السياسات وحتى الإنقلاب على الحكومة .. المركز العام للحزب الحاكم يتابع الخرطوم بـ (النظر)، وهذه مشكلة كبيرة