هيثم كابو

كرتونة رمضان


* لا غبار على الهدايا (الرمزية) التي تأتي لرؤساء التحرير والكُتّاب الصحافيين مع حلول شهر رمضان المعظم وفي الأعياد؛ فهي في تقديري الخاص تعمق التواصل الاجتماعي بين وسائل الإعلام وكافة المؤسسات..!
* (قيمة الهدية المادية) هي التي تجعل الشكوك تحوم حولها لمن ينظر بتجرد تام، فالبلح الذي يأتي من إحدى السفارات مع بطاقة تهنئة أنيقة بحلول شهر الصيام لا يمكن تفسيره بأنه محاولة للرشوة والعمالة لأن قيمة الهدية المادية هنا غائبة تماماً ويبقى معناها السامي فقط، ولكن لا يعقل مثلاً أن تقبل هدية قيمتها تتجاوز المائة ألف دولار ببراءة مهما كانت المناسبة إن كانت من جهة أجنبية أو تسهيل قطعة أرض سكنية بإمكانك بيع أوراقها للحصول على مبلغ كبير، أو تحسين قطعة زراعية دون أسباب مقنعة ليصبح فرق القيمة مليارات الجنيهات بغض النظر عمن قام بذلك التجاوز من المديرين والنافذين والوزراء.
* (كرتونة رمضان) وحتى (خروف الضحية) لا قيمة مادية كبيرة لهما اللهم إلا إذا كان البعض (رخيص قيمة ومعنى) بحيث يراها أمرا يستوجب الوقوف عنده.
* لاحظت أن عدداً كبيراً من أصدقائنا الإعلاميين النشطاء على الأسافير ثاروا قبل فترة تعليقاً على خبر نشرته الزميلة (المستقلة) عن وصول (كراتين) تحوي بعض (متطلبات رمضان) لعدد من رؤساء التحرير والكتاب مع كرت مباركة رمضان من جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وحقيقة لم تكن حالة الهيحان الضارية كفكرة عامة مبررة؛ فمن يقبل (كرتونة رمضان) التي تصله من وزارة أو سفارة أو الشرطة لا يوجد ما يدفعه لرفضها من جهاز الأمن طالما أنها مجرد هدية معايدة رمضانية رمزية، وكان بإمكان النشطاء أن يقولوا إنهم مثلاً ضد قبول رؤساء التحرير أية هدية من جهاز الأمن كفكرة عامة في توقيت معين عطفاً على مواقف للجهاز حول الحريات والرقابة على النشر، ولكن بما أن إفطار الجهاز السنوي كغيره من المؤسسات يحضره عدد كبير من السياسيين بمختلف أحزابهم ومن الإعلاميين بتباين ميولهم واختلاف قناعاتهم؛ ويجلسون على مائدة واحدة بل وتتم إدارة حوار ساخن ومكاشفة ملتهبة لدرجة أن الأمين العام السابق لمجلس الصحافة العبيد مروح – في ذات إفطار رمضاني سابق – حاول الدفاع عن نفسه ومجلسه بطريقة تدعو للرثاء وهو يعترف بأنهم باتوا مجرد صورة ولا يملكون حق المنح والمنع وكل مهامهم محصورة في التصاديق ولا دور لهم في قرارات المصادرة أو معاودة الصدور على خلفية نقد حاد وجهه الزملاء للطريقة التي كان يتعامل بها جهاز الأمن مع الصحف وسلبية مجلس الصحافة في الدفاع عن الإصدارات التي منحها حق معانقة أعين القراء مع إشراقة كل صباح..!
* قصدت التعليق على الحادثة بعد أيام من إثارتها حتى يكون النقاش هادئاً وموضوعياً وبلا (قومة نفس)، مع ضرورة لفت نظر الزملاء إلى أن الطريقة التي تمت بها صياغة الخبر بالفعل تدعو للسخرية والتهكم فقد جاءت على شاكلة (شُكر على دعم) وهي بالطبع صياغة مجافية للحقيقة، فرؤساء التحرير وكُتاب الأعمدة ليسوا في حاجة لدعم من الجهاز أو غيره من الجهات حتى يشكروه، و(الكرتونة) مثار الجدل مجرد هدية مرفقة مع (كرت تهنئة)، والدعم يكون للمحتاجين والشرائح التي يستعصي عليها شراء لوازم رمضان و(ما أكثرها في السودان)!.
أنفاس متقطعة
* إجادتك لقيادة السيارات يمكن أن تمنحك حق ممارسة الغناء وتعكير صفو أمزجة الناس في الحفلات والقنوات..!!
* لا غضاضة من تجريب حظك في كتابة الشعر الغنائي ومنح أعمالك للفنانين الشباب اذا كنت (سائق تحت التمرين)..!!
* حصول فتاة جميلة على الرقم الوطني لا علاقة له بمجاملتها في العمل كمذيعة، ولكن (العدسات اللاصقة) التي تُجمل بها عينيها يمكن أن تصنع منها اعلامية معروفة (لذا لزم التنويه).!!
نفس أخير
* ولنردد خلف أزهري محمد علي:
.. محاصر بسأل عن سكة تطلع منك
أو سكة تودي ليك
محاصر فيك..!!
بسأل عن مخرج منك ليك
وزي نهر بينبع وما لاقي مصب
بتمدد عشقك من أقصى ضواحي الروح
لأقصى نواحي القلب.