أم وضاح

هو الفضل شنو؟؟


كل ما يوجه أو معظم ما يوجه للبرامج التي تعرضها الشاشات السودانية في رمضان أنها برامج تهتم بالغناء أو أنها أفردت مساحات واسعة لذلك، وبصراحة خلونا نناقش الموضوع من زاوية فيها كثير من المنطق وكثير من العقلانية، وأول هذه الزوايا هي كيف أننا وأقصد الشعب السوداني ينظر لقيمة الغناء هل هو مجرد تطبيل وتبشير وطرقعة أصابع، أم أنه رسالة من خلاله بثت الكثير من القيم والمثل والمبادئ؟؟
وقدر شنو تمدد هذا الغناء في قضايا تاريخية لها علاقة بالمجتمع والسياسة والتاريخ والنضال، وكل المحطات التي شكلت تاريخ ووجدان هذا الشعب؟ والسؤال المهم هل يحترم البني آدم السوداني الغناء والمغنيين ويمنحهم ما يستحقون من وضعية محترمة وفي المقدمة، أم أنه يعتبر ما يقدمونه جميعاً بلا استثناء هو مجرد شيء لا قيمة له ولا فائدة.
الإجابة على هذه الأسئلة بشفافية تجعلنا نصل إلى حقيقة ماثلة لا أدري لماذا يحاول أن يمنع ظهور شمسها بعضهم وهم يصورون أن من تعاطى الفن غير شك يتعاطى الحرام، ناسين أو متناسين قدر شنو مثل الغناء يمثل وسيمثل في ضمير ووجدان الشعب السودان، وكدي خلوني أسأل الذين يرفضون تقديم الأغنيات في الشهر الفضيل هل الحرمة تتجزأ وتتفصل بالمناسبات والأوقات بمعنى هل الحرام عنده وقت والحلال عنده وقت، أم أن الحلال بين والحرام بين يعني إذا كان الغناء ده منكر ومرفوض فلماذا لا ينبري من يفتي بحرمته في المطلق فنقفل عنه آذاننا طوال العام ونمنع ظهوره على الشاشات السودانية حتى لو يوم العيد الصباح!! يا جماعة الخير كل ما تبقى من إرث في منظومة الإبداع السوداني ظل باقياً ومحفوظاً بسبب الأغنية السودانية التي لا زالت تحمل صفاتنا وتحافظ على هويتنا، وتدافع عن البصمة السمراء التي لم تختلط بلون وافد أو تقبع ملامحها.
هذه البرامج يجب أن تعطى لها شهادة لأنها جذبت الأسرة السودانية إلى الشاشة السودانية بدلاً من أن تهرب إلى شاشات أخرى مليئة وضاجة وحافلة بالدراما من مسلسلات على قفا من يشيل، تنشر لهجات ما حقتنا وثقافات ما حقتنا ومفاهيم ما ممكن تبقى حقتنا، إذاً بالله عليكم اتركوا آخر ما تبقى من حصون الهوية السودانية في ظل غياب فاضح للدراما السودانية والسينما السودانية والمسرح السوداني والرياضة السودانية، فضل لينا شنو من ريحة السودان غير هذا الغناء الذي يحاول البعض أن يحرمنا منه ليتوارى ويختفي وتفضى الساحة لأغنيات الغير الوافدة بكل ما فيها من مؤثرات ومشهيات لندق بذلك آخر إسفين في جدار الثقافة السودانية.
{ كلمة عزيزة
بإجازته لقرض الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي سيدخلنا البرلمان في نفق مظلم تنفذ من خلاله قروض تشوبها شائبة الربا.. إذا أن آلية دراسة اتفاقيات القروض بالفائدة وصلت إلى فتوى مفادها أن القرض يقع في إطار الحاجة التي ترتفع لمقام الضرورة لما فيه من تنمية للمناطق الفقيرة، وهو لعمري تبرير غير منطقي ولا مقبول يبيح المحظور والممنوع بمبررات الفقر والحاجة، ولو أن الفقر يدر العقوبات فحري بنا أن نطالب بعدم توقيع العقوبة على السارق أو المرتشي أو المختلس طالما أن الفقر قد يدفع بعضهم للإخلال بموازين الأمانة والشرف.
في كل الأحوال مثل هذه القروض الربوية ليست فقط هي التي تسببت في إنهاك الاقتصاد السوداني، لكنها شالت البركة منه فوصلنا إلى ما وصلنا إليه، بالمناسبة بعد ده كله إن شاء الله القرض يذهب إلى حيث ينبغي أن يذهب ولا تتفرق به السبل ويتقسم كيمان.

كلمة أعز
في حديثه لبرنامج (وطن آب) على قناة النيل الأزرق قال “مبارك الفاضل” إن الدعم الذي يأتي للمعارضة يأتي من منظمات أجنبية (عاملة في حقوق الإنسان) وما بين القوسين برأي هو اسم الدلع للمنظمات الصهيونية التي تريد أن تفني وتبيد الشعب السوداني. وطبعاً هذه المعلومة ليست مفاجئة ولا جديدة على السيد “مبارك” الذي مؤكد نابه من حب هذه المنظمات جانب، فكيف وبأي شكل ستبرأ ويتحلل “مبارك الفاضل” من هذا الإثم لأن الارتماء في أحضان المؤتمر الوطني ليس كافياً لذلك ومن تضرر ومن خسر هو وحده البني آدم السوداني.