مقالات متنوعة

فيصل محمد صالح : برامج رمضان


تحشد الفضائيات ومحطات الإذاعة كل إمكاناتها لبرامج شهر رمضان الكريم، رغم هذا تصيب مرة وتخيب مرات. ويبدو أن المشكلة الأساسية ليست في الإمكانات، هي متوفرة، ولكن في الأفكار التي تعاني من فقر واضح. تعمل الفضائيات على استنساخ البرامج من القنوات المنافسة، وهناك تركيز شديد على البرامج الغنائية، وإهمال لنوعيات أخرى من البرامج والمواد الأخرى. يصعب على المرء تحديد القناة من خلال البرامج أو من خلال الضيوف المكررين في كل القنوات، لا بد من النظر لشعار القناة حتى تستطيع التفريق بينها.
كتبنا عن أغاني وأغاني قبل يومين، لكن تبقت ملاحظة من ما شاهدناه حتى الآن، وهي غياب أو عدم وضوح الموضوع في بعض الحلقات التي تحولت لمجرد حفلة. من غير موضوع واضح لكل حلقة وفرصة مناسبة للسر قدور يربط فيها الموضوع بالأغنيات المطروحة، يصبح البرنامج بلا معنى.
مسلسل “وتر حساس” يستحق وقفة خاصة، فها نحن نشهد عودة للدراما السودانية عبر مسلسل يومي، بعد غيبة طويلة، وهذا وحده يستحق الاحتفاء، فغياب الدراما السودانية له تأثيرات كبيرة على الشخصية السودانية وثقافة المجتمع وقيمه. ومن محاسن المسلسل أنه استقطب طه سليمان وهو نجم غنائي كبير وله جمهور عريض بما يعني أن المسلسل سيحظى بمشاهدة عالية. لم أتابع إلا حلقات محدودة من المسلسل، وبدأت تتكون لديّ ملاحظات على النص والحوار وأداء بعض الممثلين، لكن من الأفضل أن نكتفي هنا بالترحيب بعودة الدراما السودانية والانتظار بالملاحظات التفصيلية لوقت آخر.
برنامج “أطبخ لزوجتك” طريف من ناحية الفكرة، ولكن تم إفساد ذلك من خلال التنفيذ الذي أجهض الفكرة. كان من الممكن وضع الضيوف في امتحان المطبخ بشكل فعلي، ولا مشكلة إن نجح البعض وفشل البعض الآخر، فالنجاح والفشل يمكن أن يكونا موضوعاً للنقاش الطريف. ما نشاهده يقول بأن “الشيف” المصري هو الذي يطبخ ويحدد ما سيتم إعداده ويقوم بتنفيذه فعلاً، بينما الضيف يقوم ببعض المساعدات الخفيفة. يقول بعض الضيوف إن علاقتهم بالمطبخ ضعيفة ومحدودة، ثم ساعة إعداد الوجبة يقول إنه سيعد فراخاً محشوة بالمكسرات، أو ريش ومعها طبق كريم كراميل للتحلية!.
قناة الشروق ضلت بوصلتها تماماً هذا العام، ومن الواضح أنه لم تكن لديها أية أفكار أو حتى استعداد معقول، فاعتمدت على برامج منتجة من قبل شركات، لكن وضح أنها برامج مضروبة، بلا هدف ولا معنى ولا إعداد، ينطبق ذلك على برنامج “وتر عربي” وعلى “ليالي دبي”، وهما أكثر برامج صاحبتهما ضجة إعلامية. أضاعت القناة سبق التوثيق للفنانين الكبار الذي اعتمدته في سنوات سابقة وكان يمكن أن تواصل فيه.
لم تتح لي – حتى الآن – متابعة اسكتشات “جو صيني” وأتمنى ألا تكون تكراراً للحلقات السابقة التي خلت من أي مضمون أو حتى طرافة، باستثناء “جو أوروبي”، لكن ما أعقبته من حلقات كانت بلا موضوع ولا إعداد حقيقي.
ورمضان كريم