مقالات متنوعة

سهير عبدالرحيم : ما بين الأطفال والشرطة









يوم أمس وفي منتصف النهار وأنا أعبر بشارع جبرة كان هناك وجودٌ مكثفٌ لرجال الشرطة، وقد بدا واضحاً آثار لتفريق مظاهرة، حيث كانت الإطارات المحترقة وآثار الشغب على امتداد الشارع الأسفلتي .
لم يكن مُلفتاً لي منظر رجال الشرطة ولا آثار الحرائق ولا خروج المُواطنين أنفسهم، فالتظاهر والاحتجاج مبرر في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وصوم حنفيات المياه في المنازل عن الماء، ولكن الذي لم يكن مُبرِّراً بالنسبة لي هو منظر طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عُمره جالساً القرفصاء داخل عربة الشرطة بعد إلقاء القبض عليه من ضمن المُتظاهرين .
الرعب والخوف كانا يُسيطران على وجهه ونظرات الخوف من رجل الشرطة الذي كان يقف أمامه وهو يحمل عصا غليظة لا يحتاج الى تفسيرٍ .

أقصى ما كان يتخيّله ذلك الطفل أن ينتهي ذلك الاحتجاج بأن تفطر ماسورة البيت وتوردهم ماء وبرداً وسلاماً، وربما أعتقد ذلك الطفل أن هذا كل ما يعني الاحتجاج.
في أمريكا حين تعاملت الشرطة مع الطفل أحمد دون العبور من خلال الإجراءات التي يكفلها قانون الطفل، تعرّضت لهزة عنيفة وصدمة عالمية وقد جاء في الأخبار انّ محامي الطالب أحمد محمد وعائلته قد تقدموا برسالة إلى مديرية مدينة Irving في ولاية تكساس ومدرسة المدينة يُطالبون فيها بتعويض مالي يصل إلى 15 مليون دولار أميركي، حسب ما أفادت صحيفة The Dallas Morning News.

وطالبت العائلة، حسب الرسالة، بالحصول على مبلغ 10 ملايين دولار من مدينة Irving، بينما تحتاج المدرسة لدفع 5 ملايين دولار كتعويض جرّاء سوء المعاملة العلني الذي تعرّض له الطالب البالغ من العمر 14 عاماً، حيث أدّت هذه الحادثة إلى صدمة نفسية حادة، حسب وصف العائلة.




خارج السور :

السيد مدير شرطة ولاية الخرطوم.. يجب تثقيف رجال الشرطة ليُفرِّقوا في التعامل بين الأطفال والمُجرمين.. لأن منظر طفل داخل الدورية لا يشبه دور الشرطة في حماية المواطنين والأطفال.