منى ابوزيد

قبل كتابة التاريخ ..!


«التطور الطبيعي يأتي بالإطلاع على ثقافات الآخرين، وهذا ليس عيباً بالمرة» .. محمد فؤاد ..!
(1)
الاستراتيجية .. ثم الاستراتيجية .. ثم الاستراتيجية .. التخطيط لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. الدقة في إجراء دراسات الجدوى المتعلقة بمشروعات وبرامج مكافحة الفقر.. السعي إلى الاستفادة من تجارب الآخرين .. التركيز على مشروعات التنمية الريفية وتكثيف التدريب المهني .. الجدية في دعم مشاريع المعاشيين وتبني أفكار الشباب، والوقوف مع محاولات النساء الكادحات لتحسين دخل الأسرة .. تقليص معدلات الفقر يكون أيضاً بزيادة الإنفاق العام على الصحة، واستحداث خطة استراتيجية لمجانية علاج الطوارئ وتوفير الأدوية المنقذة للحياة في الريف قبل الحضر .. والأهم من كل هذا وذاك أن تصل الدولة إلى قناعة حقيقية بدعم المصارف والمؤسسات التمويلية ..!
(2)
في منطقة البلقان ذات التنوع العرقي، والتنافر الطائفي، اندلعت حروب يوغسلافيا السابقة، ونتج عنها مصطلح (البلقنة) الشهير، الذي أصبح يعني في قواميس السياسة (التنوع العرقي المتنافر والمائل إلى الانفصال) .. العبرة السياسية تقول أن دولة متعددة الأعراق مثل هذا السودان تحتاج لضمان تماسكها أن يزاوج نظام حكمها بين الديموقراطية والفيدرالية – أن يزاوج بينهما لا أن يزج بهما ! – تلك المزاوجة هي الخيار الأفضل لتفادي إشكالات العرقية البغيضة .. يوغسلافيا وقعت في إشكالات ومآلات سوء التطبيق بينما ضربت سويسرا والهند أنجح الأمثلة في ذلك .. إذن الفيدرالية الحقة تبقى الصيغة السحرية لصناعة أنشوطة واحدة وقوية، من عقد مختلفة .. بخلاف ذلك سوف تبقى نبوءات المعارضة ووعيد الحكومة وجهان لأزمة واحدة ..!
(3)
هنالك باحث دءوب – اسمه يورج – أفنى ثلاث سنوات من جهده المهني لدراسة ظواهر وأمراض السلطة، فخلص إلى ثلاث نتائج، أولها أن ثلث القياديين الذين يصلون إلى مناصب صنع القرار بقدر الولاء لا بمقدار الكفاءة، تتبدل شخصياتهم على نحو مذهل، وتتلون طبائعهم بحزمة صفات فاسدة أهمها : الاستعراض، تقريب المهملين، تضييع الوقت في برامج غير مجدية، الحفاظ على مظاهر الأبهة في المكتب بجانب السكرتيرة الجميلة، وحشر الأنف في كل صغيرة وكبيرة، تقريع الآخرين على أخطاء لا تستحق، ثم الرغبة في تحطيم كل نفس كريمة تستنكف التزلف وتأنف عن تقديم فروض الولاء والطاعة ..وثانيها : إيهام الأدنى منهم لسيده الأعلى أن كل شيء تحت السيطرة، وانتشار ثقافة توثيق الانتصارات، والتعتيم على المصائب، حتى تفوح الروائح، فيحين أوان الكي أو البتر .. أما ثالثة نتائج بحث الرجل فهي الهروب .. ثم الهروب .. ثم الهروب عندما يحدث الانهيار .. لا بد أنك الآن تبتسم، وأنت تفكر في بعض السادة المسئولين الذين عرفتهم ..!