مقالات متنوعة

التجانى حاج موسى : “طه سليمان”!! فنان!! فنان


قال: الولد ده، داير يمثل وداير يغني ويكتب شعر ويلحن ويقدم برنامج؟!
قلت: طيب مالو؟!
قال: أحسن ليهو يمسك في حاجة واحدة.. مساك دربين ضهيب وركاب سرجين وقيع.. الحوار السابق كان بيني وبين مغني قديم من حفروا البحر.. ركب سرج الغنا ومشى في دربو الواحد، لكن واقف مكانك سر ولم يتقدم خطوة واحدة، ولو سألتو الحاصل ليك ده شنو؟ يقول ليك يا أخي ديل بدونا معاهم فرصة!! لا تلفزيون لا إذاعة لا مشاركة سفر برا ولا حتى خبر في جريدة!! والغريبة المغني ده قاعد يظهر في الأجهزة وساكن في مكاتب المسؤولين ولمن يزهج المسؤول منو يحولو لي ناسو ويقول ليهم: أدوهو فرصة، الزول ده زحوا مني سكن معاي في مكتبي سكنة!! وياخد فرصتو وتاني يوم يطلع يضرع في شوارع حيهم على أمل يسمع من واحد من ناس الحلة ويقول ليهو: يا أستاذ أمس منور الشاشة، أو لما يمشي النادي المسا يلقى زميل شاف الحلقة الظهر فيها، ويظل عايش على وهم إنو فنان، لكن ما بتدي حريف!! وطبعاً صاحبنا ممكن يكون مغني حيرة ذي حالتي.. عيد ميلاد بالعود حفلة خطوبة والعريس مفلس.
والموضوع إبداع وموهبة ومتلقي وأسهل حاجة ممكن الزول يعملها بدون تعب، أن يغني، خاصة حتى لو كان صوتك مش ولا بد، ممكن جهاز مكبر الصوت البقى يشتغل بالكمبيوتر ممكن يخلي صوتك ذي صوت “عبد الحليم”، وصاحبي الحاسد الفنان المتعدد المواهب “طه سليمان” أقول ليهو، “طه” بي حقو، لسه شاب وناجح ومبسوط وعداداتو رامية وما شاء الله وكلو من عند الله.. “طه” بدأ الغناء مع أصحابو مجموعة أولاد البيت للإنشاد الديني والمجموعة ظهرت بنجاح، وكان يقف من ورائهم الفنان الكبير “صلاح بن البادية” وبعض أفراد أسرته أعضاء بمجموعة أولاد البيت، كذلك وقوف مولانا الشاعر “النيل أبو قرون” شقيق “صلاح بن البادية” كان دعماً للفرقة بعدها قل نشاط أولاد البيت وبدأ التفكير في أن يشق بعض أعضائها طريقاً كمغني فرد، وهذا ما فعله بعضهم ومنهم “طه سليمان” و”معاذ بن البادية”.. قبل أعوام جاء “طه” إلى لجنة إجازة الأصوات بالمصنفات الأدبية ليجيز صوته، وعضوية اللجنة كانت تضم المرحوم الموسيقار “محمدية” ود.”يوسف حسين” والمرحوم أستاذ الموسيقى “أميقو” ود.”الماحي سليمان” وآخرين.
في المرة الأولى لم تجز اللجنة صوته.. استدعيته بمكتبي وكنت أمين عام المجلس وقدرت أن رهبة أصابته حينما مثل أمام تلك اللجنة.. تحدثت معه وذهب مرة ثانية وأجازت صوته.
ولا تثريب أمام “طه” ليفجر طاقات الإبداع لديه في محاولة لاستكشاف قدراته الإبداعية خاصة بعد أن قبله الناس كمغني نجم شباك.. مالو يمثل يقدم برنامج يلحن ينتج مسرحية يشارك في أي عمل إبداعي أنا معاهو.. وماهو مية المية، وأنا أشاهد له سهرة تلفازية قدمت من قناة النيل الأزرق ضمت نجوماً أربعة من ثلاثة أبناء وبنت من ذوي الإعاقة وكانت حلقة رائعة جداً بكل المعايير قاد الحوار فيها “طه” بحصافة وطلة جاذبة مريحة وغنى مع فرقته الجيدة والتي غنت من أكبر الأطفال سناً من ضيوفه والذي كاد أن يسرق الأضواء من “طه” نفسه، و”طه” أداه الله الحضور المتميز والطلة المريحة والتوفيق في ابتداع فكرة تسليط الضوء على شريحة موجودة في المجتمع وذات أهمية قصوى في تسليط الضوء عليهم وعلى من يديرون شؤونهم بالمؤسسات التي تخدمهم، فحقق “طه” بسهرته ستوديو خمسة إمتاعاً وغناءً وموسيقى وطرح موضوعاً هاماً فاستحق الثناء، تقوم يا صاحبي الحاسد تقول لي “طه” ركاب سرجين وقيع ومساك دربين ضهيب؟! والله حاجة عجيبة.. حمد والديبة!!