مقالات متنوعة

محمد وداعة : حكومة .. من غير عمل


آخر تقديرات تقول ان (۲) مليون فدان صالحة للزراعة، (يزرعها الاثيوبيين) ويصدرون منها السمسم ، حتى كادت اثيوبيا أن تنافس السودان في صادر السمسم إلى الصين العام الماضى ، و بين الزراعة و الحصاد تزهق الشفتة أرواح عشرات المواطنين، ولا نسمع أي احتجاجات حكومية ، أو من باب حفظ حقوق الدم،وحديث غير مفهوم عن حلايب و شلاتين ، وأحاديث عن عربات معدنيين تحتجزها السلطات المصرية،تزيد كميات الذهب المنتج و تقل عائداته، ولا أخبار عن سيرين الروسية، وشركة تركية لنظافة عاصمة البلاد المتسخة إلى حين بناء العاصمة الجديدة، وجهاز لمعالجة الاكتئاب، ۲٥ ٪ من السودانيين مصابين بضغط الدم، ٤۰ ٪ مصابون بالسكري، ۲٦ ٪ نسبة الطلاق، ۲٥ ٪ من طلاب الجامعات يتعاطون المخدرات، السودان الأعلى عربياً في نسبة المنتحرين، ٤۰ ٪ من الأطفال مصابون بسوء التغذية، ٤٦ ٪ من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر (وخبراء يقدرونهم بأكثر من ۹۰ ٪)، والخرطوم من بين أسوأ خمسة مدن تصعب الحياة فيها، سودانيين تبتلعهم أمواج البحر الأبيض المتوسط إن نجوا من الأوهام في الصحراء، أو فلتوا من عصابات الاتجار بالبشر، وأحاديث عن حروب لا تنتهي في جنوب كردفان و جنوب النيل الأزرق ودارفور، تدهور اقتصادي لم يسبق له مثيل ، ازدياد معدل التضخم، تراجع الصادرات، ارتفاع سعر الدولار و ندرة في السلع و زيادات في اسعارها، انعدام المياه و الكهرباء، حتى المجلس الوطني فشل في عقد جلساته المقررة ، بسبب تعطل أجهزة التبريد في القاعة الرئيسية، وطبعاً هي محض صدفة ان تتعطل الجلسات المحددة لإجازة قانون مكافحة الفساد ، منظر مؤسف أن تستخدم التقارير (هبابات) عوضاً عن الاطلاع عليها، في مثل هذه الظروف يتباهى السنوسي في إفطار ود إبراهيم بأن الترابي لم يكن عراب ،بل كان مفكراً و عقلاً مدبراً، رتب وخطط للانقلاب، و أدهش المخابرات الأمريكية ،واعجز المخابرات المصرية بسبب عدم كشفها لطلاسم العملية الانقلابية، السنوسي قال أيضا (عايزين بلد ما فيها فساد و لا حرامية)، و لم يفوته تحميل المعارضة و الحكومة مسؤولية استطالة أجل الحوار، السنوسي بالطبع لم يعلن أنه كان أحد سبعة هم من اتخذوا قرار الانقلاب، و الإصلاح الآن يستعجل الحوار، د. أحمد بلال المتحدث باسم أحزاب الحكومة يشتكي من كان إلى وقت قريب النائب الأول لرئيس الجمهورية، لقوله ان من ينتظرون نتائج الحوار إنما ينتظرون شنطة الحاوي، اجتماع بليل يطيح بجاويش و يأتي بدكتور الحبر اميناً لتنظيم الإخوان المسلمين،باﻟﻠﻪ وين الحكومة ، و أين هي معارضتها، هل هي المعارضة التي تلحس الملح وفقاً لمناوي، أم تلك التي تلحس حجارته، أم التي تلحس كوعها، هذه الأوضاع المتشابكة للحكومة والمعارضة و خلط للاوراق بكثافة لا تبشر بخير، أن كان الخير هو إصلاح الاوضاع السياسية و العبور لسلام دائم، يفضي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية المتردية، اعتقد ان الطوفان قادم لا محالة، و أول معالمه كما قال حمدي ثورة الجياع، البنك الدولي يتوقع أن يبلغ الدولار عشرون جنيها في سبتمبر القادم، تبقى من الوقت ثلاثة أشهر إلا قليلاً.