تحقيقات وتقارير

هل تقود الخلافات نداء السودان إلى التشتت؟


اعتبر مراقبون أن مصير اجتماع “نداء السودان” في إثيوبيا يظل غامضا بعد ظهور بوادر رفض متبادلة لمبدأ الاجتماع نفسه، وما إذا كان تشاوريا لجهة تقوية دور قوى النداء، أو خطوة أولى للالتحاق بخارطة الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي.

تجتمع اليوم في إثيوبيا قوى المعارضة السودانية المعروفة بـ”تحالف نداء السودان” لبحث موقفها من خارطة الطريق التي طرحتها الوساطة الأفريقية في مارس/آذار الماضي للسلام في السودان، إضافة إلى الاستماع لما يحمله المبعوث الأميركي من رؤى جديدة.

وبينما أبدى بعض أعضاء نداء السودان مرونة تجاه ما ورد في الخارطة، تمسك آخرون برفضها وذهبوا إلى حد توجيه نقد حاد للأعضاء الآخرين ووصفهم بالمهرولين تجاه الحكومة.

ويرى مراقبون أن مصير الاجتماع يظل غامضا بعد ظهور بوادر رفض متبادلة حول مبدأ الاجتماع نفسه، وما إذا كان تشاوريا لجهة تقوية دور قوى النداء، أو خطوة أولى للالتحاق بخارطة الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي وفق النصائح الأميركية التي سيقدمها مبعوثها للسودان وجنوب السودان دونالد بوث في الاجتماع.

واستغلت الحكومة حالة الإرباك التي تضرب صفوف المعارضة حاليا لتصف الاجتماع المزمع بأنه محاولة لإيجاد شماعة لقوى المعارضة لتبرير فشلها.

وقال الناطق الرسمي باسمها وزير الإعلام أحمد بلال للصحفيين أمس إن أطراف نداء السودان” فشلوا في عدة اجتماعات من بينها التي عقدت في باريس وبرلين”، مستبعدا توصلهم لاتفاق.

عاصفة نقد
ويقف حزب الأمة القومي أمام عاصفة من النقد كون رئيسه الصادق المهدي قد اجتمع مع رئيس الوساطة الأفريقية ثابو مبيكي في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا بداية الشهر الحالي، لمناقشة خارطة الطريق، قبل أن يصوب المهدي نقده لبعض أعضاء “نداء السودان” من دون أن يسميهم بسبب ضعف أدائهم.

من جهته، يعتقد حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن ما أعلنه المهدي يتطابق مع توصيات حوار عقد في الخرطوم مؤخرا مع ما تريده المعارضة، ويعد “دليلا على شمولية الحوار الوطني”.

وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر حامد ممتاز للصحفيين إن الحوار جرى وفق ترتيبات حقيقية لإخراج التوصيات وفق ما يريده السودانيون والقوى السياسية المختلفة.

في المقابل، أشارت الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال إلى حدوث مشاورات بالفعل بين كل الأطراف والكتل المكونة لنداء السودان وفق ترتيبات سابقة للتعامل مع ملف السلام، لافتة إلى أن “جهات أخرى، في مقدمتها أجهزة الحكومة، تعمل للتشويش على هذا الاجتماع وإرسال معلومات مغلوطة عنه”.

وفي بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، نفت الحركة اليوم وجود ترتيبات للقاء الوساطة الأفريقية أو رئيسها مبيكي أو التوقيع على خارطة الطريق، معلنة أن الاجتماع سيناقش المستجدات داخليا واللقاءات التي أجريت خارجيا ويخرج بقرارات تعزز فرص التغيير والسلام العادل.

مراجعات وتقييم
في غضون ذلك، أعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض وأحد أعضاء نداء السودان أن الاجتماع يأتي لمناقشة قضايا الحلف الداخلية ممثلة في متابعة مقررات اجتماع باريس العام الماضي وتقييم مستوى تنفيذها.

وأكد الناطق الرسمي للحزب محمد عربي للجزيرة نت أن الاجتماع سيعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة القصور وتفادي السلبيات والتعاطي مع التطورات السياسية المحلية والدولية بما يخدم مسيرة الشعب نحو التغيير، نافيا أن “يكون للاجتماع علاقة بالآلية الأفريقية كما أشيع في بعض الوسائط”.

وكان الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي بعث برسالة لأعضاء نداء السودان قال إنها من باب الإشفاق على موقف التحالف، مضيفا أن “هناك عوامل كثيرة متحركة إذا لم نعمل بكفاءة على تطويعها لمصلحة الأجندة الوطنية فسيستغلها الطغاة لمصلحتهم”.

وإضافة إلى المهدي، قال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم إن تحالف نداء السودان سيجري محادثاته مع المبعوثين الدوليين للسودان حول خارطة طريق مبيكي، لافتا إلى أن بقية الأعضاء وأمبيكي سيشاركون في مرحلة لاحقة من تلك المحادثات.

في السياق، قال المحلل السياسي محمد خليفة الصديق للجزيرة نت إن الاجتماع ورغم موقع المهدي فيه فلن يعول عليه كثيرا، لكنه سينظر في خلاصات ما جاء بالخارطة وتوصيات الحوار الوطني وما إذا كان ملبيا لمطالبهم أم لا.

عماد عبد الهادي
موقع الجزيرة


تعليق واحد

  1. ﻀﻮﻥ ﺫﻟﻚ، ﺃﻋﻠﻦ ﺣﺰﺏﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻀﺎﺀ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻉ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻠﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ.

    نفس الخطاب السياسي لحكومة الانقاذ ..انشاء و كلام … معارضة قروش وبس