منوعات

سليمان حاج إبراهيم : أزمة دارفور محور لقاء أمير قطر بالرئيس السوداني عمر البشير في الدوحة


تصدرت أزمة دارفور وتداعياتها الإقليمية والجهود الدولية المبذولة لحلها جدول أعمال لقاءات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي استقبل في قصر البحر في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي يقوم بزيارة دولة.
وأشارت وكالة الأنباء القطرية، في نشرتها المحلية، إلى أن اللقاء الذي جرى بين أمير قطر والرئيس السوداني «تناول أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. كما تم تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية. وحضر المقابلة عدد من الوزراء، وحضرها من الجانب السوداني أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس البشير».
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن زيارة الرئيس السوداني تأتي في سياق الجهود التي تبذلها الدوحة لدعم عدد من الملفات التي تسيرها وجهود المصالحة الوطنية في كلا البلدين.
وتقود الدوحة منذ سنوات جهودا لتحقيق المصالحة في دارفور وتسعى إلى دفع الطرفين الحكومة والفصائل لبذل المزيد من الجهود لتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق اتفاق سلام شامل ونهائي ينهي الصراع في الإقليم والذي تسبب في تشريد ونزوح آلاف الأشخاص من قراهم ومناطقهم بسبب تردي الأوضاع.
وأشاد السفير السوداني ياسر خضر خلف الله، الذي انتهت فترة عمله في الدوحة، في تصريحات صحافية سابقة بالعلاقات القطرية ـ السودانية، والتنسيق المستمر في المواقف بين قيادة البلدين على مختلف الأصعدة.
ورعت قطر اتفاق سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة «التحرير والعدالة» في يوليو/ تموز 2011. كما انها تمول مشاريع أخرى، منها مشروع استقرار الرّحل، ومشاريع للإنعاش المبكر ومشروعات للمياه، وكذلك مشروعات للوئام الاجتماعي، وإدماج المقاتلين السابقين في الحياة المدنية، والخطوات الجارية لقيام بنك تنمية دارفور، إضافة إلى سعيها لاستمرار الحوار والتشاور الداخلي بين مكوّنات المجتمع في دارفور، باعتبار أن مواطن دارفور هو المعني بالدرجة الأولى بهذه المشروعات.
وأنشأت قطر عدداً من المشاريع الخدمية والتنموية في دارفور تزامنت مع خطوات تنفيذ وثيقة السلام في هذه المنطفة. فقد جاءت مبادرة قطر لتنمية دارفور في هذا الإطار، وقد تم افتتاح مجمعات – قرى نموذجية – في ولايات دارفور، للمساهمة بالعودة الطوعيّة للاجئين واستقرار المواطنين وممارسة حياتهم المعيشية في تلك القرى بعد توفر جميع الخدمات اللازمة لتحقيق الاستقرار.
وتبلغ استثمارات قطر في السودان 1.7 مليار دولار موزعة على مجالات مختلفة، منها عقارية وزراعية، إلى جانب العمل المصرفي. كما أقامت مشروعات مشتركة واستثمارات عديدة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والمصارف والتنمية العقارية والآثار، إلى جانب مساهمتها في مجالات العمل الإنساني، حيث تنشط المنظمات والجمعيات القطرية الخيرية عبر مكاتبها في السودان في تنفيذ مشروعات تنموية وخدمية.