عثمان ميرغني

وكمان.. كبريت!!


لا تغضبوا من الدكتور الحاج آدم يوسف.. الذي تسنم المناصب في مختلف الدرجات السياسية والتنفيذية حتى وصل في يوم من الأيام إلى كرسي نائب رئيس الجمهورية.. لكنه قبل كل ذلك أستاذ جامعي مرموق.. فهو لم يخرج كثيراً من نمط الخطاب الإعلامي لحزب المؤتمر الوطني..
رغم أن د. الحاج آدم له سوابق في تصريحات سارت بها الركبان أهمها حكاية (قمصان ما قبل الإنقاذ) إلا أنه عاد للظهور الآن مرة أخرى بتصريح لم أفهم حتى الآن أسبابه وتوقيته.. فحسب زميلنا أسامة عبد الماجد فإن د. الحاج آدم تحدث إلى قناة الخرطوم الفضائية فقال..(يحمد للحكومة التزامها التام بتوفير مرتبات العاملين دون انقطاع وكذلك المعاشيين…. و مؤكداً أن الخرطوم إلى وقت قريب لم يكن بها لا ماء ولا كهرباء ولا حتى كبريت ولا صابون).
يمكنني مساعدة د. الحاج آدم بقائمة بها مزيد من أسماء السلع التي كان الشعب السوداني يعاني من ندرة فيها.. مثل الزيت والسكر والدقيق ووو.. القائمة طويلة.. لكن ما معنى المقارنة بين السودان 2016 هنا مع سودان ما قبل 1989؟ بعد أكثر من (27) عاماً ..
لماذا لا يقارن د. الحاج آدم إمكانيات السودان وموارده مع حاله الراهن.. بل ولماذا لا يقارن مع دول في محيطنا الإقليمي وقارتنا الأفريقية تطفر الأن بقوة إلى فضاء بعيد عنا؟ لماذا يظل قادة المؤتمر الوطني دائماً يمتنون علينا بالصابون والقمصان والبيتزا.. وباقي القائمة التي باتت محفوظة للجميع.. سوى حكاية (الكبريت) التي أضافها د. الحاج آدم أخيراً.. (هل صحيح كانت في السودان أزمة كبريت؟؟) كيف كنا نوقد النار في مطابخ ببيوتنا.. هل كنا (نفرك الأعواد)؟
بصراحة الخطاب السياسي لحزب المؤتمر الوطني دخل مرحلة (فاستخف قومه..) الاستخفاف المريع بشعب أغلى أصوله هو احترام الذات وتوقير المقام.. حتى عهد قريب (كان!!) الشعب السوداني يظن أنه يعيش في موطنه موفور الكرامة رغم أنف الفقر وضنك الحال.. حتى أعاد اكتشافه بعض ساسة المؤتمر الوطني وكشفوا له حقيقته أنه شعب كان (متسولاً.. عارياً إلا من قميص واحد).. ثم أخيراً.. شعب بلا كبريت أو كما قال د. الحاج آدم..
على وزن بيت الشعر الشهير:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة.. وإذ نعلاك من جلد البعير
حسناً فلنفترض أننا كنا كذلك وأكثر.. ماذا أنتم فاعلون بنا اليوم.. هل مطلوب من الشعب السوداني أن لا (يمد أحلامه خارج لحافه..) فيظل يحمد الله على أن الحكومة وبعد (27) عاماً من الحكم المتواصل.. وصلت مرحلة (يُحمد للحكومة التزامها التام بتوفير مرتبات العاملين دون انقطاع وكذلك المعاشيين؟) كما قال د. الحاج آدم.. أنظر جيداً لعبارة (يحمد للحكومة..) أنها وفرت المرتبات!!
على كل حال.. هي درجة من الصدق مع الذات أن يكشفوا للشعب السوداني (رأيهم) فيه..!!


تعليق واحد

  1. والله ما عندكم شغلة بس! هو بلاي الحيوان اللي اسمه الحاج ساطور دا (ساطور يحلقو ليه بيه بدون صابون)، هو دا بيستاهل يعلقو على خطرفاته، والزول بيتكلم عن حاجة هو كان بيعاني منها في حياته يعني محل ما جاء منه وهسع سبحان الله قاعد وساكن في الخرطوم ويقل في أدبه …. ود أم ز ،،،،،، النجس