زهير السراج

أكل أموال الناس بالباطل!!


* ظلت قناة (النيل الأزرق) تلتزم الصمت المطبق إزاء ما يُوجه إليها من انتقادات حول إهدار الحقوق الأدبية والمالية للمبدعين السودانيين الذين بذلوا كل وقتهم وراحتهم وصحتهم لإثراء الوجدان السوداني بالأشعار والألحان والأغنيات الجميلة التي أحبها الجميع، وصارت منبعاً للإلهام والجمال، ولقد استغلت العديد من المحطات التلفزيونية والاذاعية السودانية وعلى رأسها (النيل الأزرق)، هذه الابداعات، على مدى سنين طويلة جداً، وظلت تجني منها الأموال الطائلة عبر (البرامج الاعلانية) التي تستضيف فيها المطربين الهواة، ليتغنوا بها وتثري هي وهم وغيرهم من ورائها، بدون أن يحصل أصحابها أو أسرهم على شئ، في انتهاك واضح لكل القيم الأخلاقية والقوانين، واستغلال مريع لطيبة وترّفُع السودانيين عن المطالبة بحقوقهم المالية والأدبية في مثل هذه الأمور !!
* ومما يؤسف له أن هذه المحطات تعلم تمام العلم الظروف الصعبة التي يعاني منها غالبية هؤلاء المبدعين أو ورثتهم الشرعيين، بدون أن تحاول مساعدتهم أو حتى مجرد حماية حقوقهم الأدبية!!
* إمتلأت الصحف قبل بضعة أيام بالحديث عن تنازل الشاعر الكبير هاشم صديق عن أغنية (النهاية) التي صاغ كلماتها هو، ولحنها وغناها ووهب لها الجمال والشهرة والخلود المطرب الراحل سيد خليفة، للموهبة الغنائية (مكارم بشير) إعجاباً بأدائها المميز لها في برنامج (أغاني وأغاني)!!
* يقول هاشم صديق في رسالة بعث بها إلى الأستاذ حسن فضل المولى مدير (قناة النيل الأزرق): “لم أكن أعلم بتاريخ الحلقة التي تغنت فيها مكارم بشير بأغنية (النهاية) في برنامج أغاني وأغاني، ولم أتابع حلقة البرنامج، وفجأة انهالت عليّ المكالمات والرسائل من داخل وخارج السودان، تعبّر عن الإعجاب بأداء (مكارم بشير) للأغنية، لذلك حرصت على الاستماع للأغنية في بث الإعادة هذا الصباح، وحقيقة لم أسمع أو أشاهد مطربة أو مطرباً يؤدي أغنية النهاية بمستوى هذه الإبداع، هذه موهبة يجب أن نحرص عليها وندعمها، ولهذا قررت أن أهديها لها تقديراً لموهبتها، وأتنازل لها عن حق الأداء العلني مجاناً مدى الحياة”.
* من حقك يا أستاذ هاشم أن تصف أداء (مكارم) للأغنية بما تريد من كلمات، ومن حقك أن تهديها كلمات القصيدة فقط، ولكن ليس من حقك أن تهديها الأغنية، وأنت أكثر من يعلم ذلك بفهمك العميق لقانون الملكية الفكرية وتعاملك معه أكثر من مرة، وحرمانك لعدد من المطربين ــباستخدام هذا القانون ــ من التغني بقصائد من تأليفك بعد ان اشتهرت وصارت أغانٍ معروفة ومحبوبة بألحانهم وأصواتهم، فكيف تبيح لنفسك التنازل عن حق يشاركك فيه آخرون، وهم ورثة الفنان الكبير سيد خليفة الذي لحن القصيدة ــوللملحن مثل ما للشاعر فيها حسب القانون ــ كما انه لم تمر على وفاة الفنان سيد خليفة سوى خمسة عشر عاماً فقط، بينما ينص القانون على ضرورة مرور خمسين عاماً على الوفاة حتى يصبح الإبداع الفكري تراثاً مشاعاً للجميع، وعليه فالأغنية ليست ملكاً لك وحدك وإنما لك ولأسرة الراحل الكبير سيد خليفة، وعلى مكارم أن تبحث لها عن لحن جديد للقصيدة ما لم يتنازل لها ورثة سيد خليفة عن اللحن!!
* لقد حان الوقت لكي ينهض أصحاب الحقوق لحماية حقوقهم الأدبية والمالية .. وكفى استغلالاً وخداعاً وأكلاً لأموال الناس بالباطل!!
الجريدة
++++++
أغنية (النهاية)
اول قصيده اجيزت لهاشم صديق ( حسب اعترافات هاشم صديق القصيدة (قصة حب) الاستاذ مكي سناده ) و تغني بها سيد خليفه.

كلمات هاشم صديق و غناء سيد خليفة
النهاية

في يوم غريب
فيهو الشمس لمت غروبها
وسافرت
بانت نجوم متفرقه
زي الدموع فى خد حبيب
ودّع حبيبتو الفارقت
والليل ضفائر حزنو
مداها الألم
زي التقول عارف النهاية القاربت
والكون حزين .. خايف الهجير
شاف الربيع
غابت شهورو و هاجرت
شفت الفريق ضامي الفرح
فى دار حبيب ضميتو
في قلبي الحنين
ماتت خطاي ضاع الأمل
واحترت في خوفي الدفين
عاينت ولقيت الحبيب
في عرشوا
في تاجو الحزين
حولوا العيون فيها الفرح
بس الفرح
في عيونو ماقادر يبين
والدمعة في عيونو بتودِّع
طيف حبيب
خلاهو لي غدر السنين
واشتقت لي طيف الدموع
ومشيت طريق اسمو المصير
ودعتا زهرات الأمل
ورجعت لي ألمي الكبير
حسيت شعور
الراهب السار السنين
مشتاق يفتش ليهو دير
و لامن تعب
سالت دموعو علي الدرب
خاف الألم .. كره المسير
ياحبي عيش
كلمات خطاب
من الحبيب كان النهاية
حرفوا الدموع
سطروا النحيب
والحسرة كانت فيهو غاية
خلاني اغرق في المصير
وانا لسه عايش في البداية
أندم علي الحلم اللي راح
واطفي الشموع وابكي النهاية