منوعات

هل تعاني من الاكتئاب.. إليك 11 عادة يومية مثبتة علمياً تجعلك أكثر سعادة


نسعى جميعاً إلى أن نكون أكثر سعادة. ولكن ثمّةَ سببٌ آخر لنتمنى أن نكون أكثر طمأنينة؛ فالسعادةُ هي قطعاً نتيجةٌ، بيد أنها حافزٌ أيضاً.

ومن المرجح أن تكون أفضل وسيلة لنصبح أكثر إنتاجية هو أن نكون أكثر سعادة فقط، فالناس السعداء ينجزون أكثر، رغم ذلك، القول أسهل من الفعل.

في الواقع، تُعَدُّ العديد من التغييرات سهلة المنال. ونورد فيما يلي 11 طريقة علمية لتكون أكثر سعادة، قدمتها بيل بيث كوبر، المؤسِّسَةُ المشارِكَةُ لمدونة (Hello Code)، التي تدير Exist، وهو تطبيق رائع يدمج كل خدماتك لتحويل تلك البيانات إلى رؤى تَخُصُّ حياتك.

وإليكم طرائق بيل بيث:

1– ابتسم أكثر

يمكن أن يجعلنا الابتسامُ نشعُرُ بتحسّن، لكنه يكون أكثر فعالية عندما ندعَمُهُ بالأفكار الإيجابية، وفقاً لهذه الدراسة:

“تشير دراسةٌ جديدة يجريها باحثٌ في عالم الأعمال من جامعة ميشيغان إلى أن موظفي خدمة العملاء الذين يرسُمونَ ابتسامةً زائفةً على مدار اليوم تَسوءُ حالتهم المزاجية وينسحبونَ من العمل، الأمر الذي يؤثر على الإنتاجية. ولكن الموظفين الذين يبتسمون نتيجة لتكريس الأفكار الإيجابية، مثل عطلة في المناطق الاستوائية أو حفلة موسيقية للأطفال، تتحسن حالتهم المزاجية ويواظبون أكثر على العمل”.

وبطبيعةِ الحال، فإنه من المهم أن نَرْسُمَ “ابتساماتٍ حقيقيةً” على مُحَيَّانا باستخدام مَحاجِرِ العيون. (لابد أنكم رأيتم ابتساماتٍ زائفة لا تَصِلُ إلى عيون الشخص. جربوا ذلك. ابتسموا باستخدام الفم فقط، ثم ابتسموا بشكل طبيعي؛ فتضيق مساحة العينين. ثمة فرقٌ شاسعٌ بين الابتسامة الزائفة والابتسامة الحقيقية).

ووفقاً لمدونة (PsyBlog)، يمكن أن يُحَسِّنَ الابتسامُ درجةَ انتباهنا ويساعدنا على تحسين أدائنا في المهام المعرفية:

“يجعلنا الابتسامُ نَشعُرُ بالارتياح، الأمر الذي يزيد من مرونة انتباهنا وقدرتنا على التفكير بصورة شمولية. وعندما تم اختبار هذه الفكرة من قبل جونسون وآخرون (2010)، أظهرت النتائج أن المشاركين الذين ابتسموا أنجزوا أداءً أفضل في المهام التي تستوجب الانتباه والتي تتطلب رؤية الصورة بأكملها بدلاً من مجرد التفاصيل”.

كما تُعَدُّ الابتسامةُ وسيلةً ناجعةً للحد من بعض الأسى الذي ينتابُنا في الظروف المقلقة:

“يُعَدُّ الابتسام أحد السبل لتخفيف الأسى الناجم عن وضعٍ مزعج. ويسمي علماء النفس ذلك “فرضية ردود الفعل الوجهية”. وحتى فرض الابتسامة عندما لا نرغب بها كافٍ لرفع معنوياتنا قليلاً (وهذا أحد الأمثلة على الإدراك التجسيدي).

2- ممارسة الرياضة لمدة 7 دقائق

هل تعتقد أنه ليس لديك متسع من الوقت لممارسة الرياضة؟ أعد النظر بذلك. تمعن في هذا التمرين الذي يستغرق 7 دقائق في صحيفة “نيويورك تايمز”. فهو تدريبٌ يمكن لأيٍّ منا أن يُدْرِجَهُ في جدول مواعيده.

إن لممارسة الرياضة أثراً عميقاً على سعادتنا ورفاهنا، حيث تُعَدُّ استراتيجيةً فعالة للتغلب على الاكتئاب. وفي دراسةٍ وردت في كتاب شون إيكر (The Happiness Advantage)، عالجت 3 مجموعات من المرضى اكتئابهم بالأدوية، أو ممارسة الرياضة، أو بمزيجٍ من كليهما.

وتُعَدُّ نتائج هذه الدراسة مثيرة للدهشة: فرغم أن كل المجموعات الثلاث شهدت تحسنات متماثلة في مستويات سعادتهم في مرحلة مبكرة من العلاج، أثبتت تقييمات متابعة الحالات أنها مختلفة جذرياً:

“تم اختبار المجموعات بعد 6 أشهر لتقييم معدل الانتكاس. وكانت نسبة الذين عاودهم الاكتئاب من أولئك الذين اتخذوا الدواء وحده علاجاً 38٪، أما في المجموعة التي مزجت الدواء بالرياضة فقد كانت النسبة أفضل قليلاً، بمعدل انتكاس 31٪، ورغم ذلك، أتت الصدمة الأكبر من مجموعة ممارسة الرياضة، إذ كان معدل الانتكاس فيها 9٪ فقط”.

ورغم ذلك، لا يجب أن تكون مكتئباً لتستفيد من الرياضة. فممارسة الرياضة يمكن أن تساعدك على الاسترخاء، وتنمية القدرات العقلية، وتحسين صورة الجسم، حتى لو لم تفقد أي وزن.

لقد بحثنا في ممارسة الرياضة بعمق من قبل، وأشرنا إلى ما تفعله لأدمغتنا، مثل إفراز البروتينات والهرمونات العصبية (الإِنْدُورْفين) التي تجعلنا نشعر بسعادة أكبر.

وكشفت دراسة نشرتها مجلة (Journal of Health Psychology) أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة يشعرون براحة جسدية أكبر، حتى لو لم يلحظوا أي تغيرات جسدية:

“جرى تقييم وزن الجسم، وشكله، وصورته لدى 16 ذكراً و18 أنثى قبل وبعد 6.40 دقيقة من ممارسة الرياضة، و6.40 دقيقة من ممارسة القراءة. وفي كلتا الحالتين، لم يتغير وزن الجسم وشكله. بيد أن جوانب شتى من صورة الجسم تحسنت بعد ممارسة الرياضة عما كانت عليه قبلها”.

أجل. فحتى لو لم يتغير مظهرك الفعلي، سيتغير شعورك حيال جسمك.

3– النوم أكثر

نحن نعلم أن النوم يساعد جسمك على التعافي من تعب النهار وترميم نفسه، وأنه يساعدنا على التركيز وأن نكون أكثر إنتاجية. كما اتضح أن النوم مهم للسعادة.

في كتاب (NutureShock)، يوضح بو برونسون وآشلي ميريمان كيفية تأثير النوم بإيجابية:

“تُعالَجُ المحفزات السلبية بواسطة لوزة الحلق، وتُعالَجُ الذكريات الإيجابية أو المحايدة بواسطة الحُصَيْن (بنية تشريحية في الدماغ). والحرمان من النوم يصيب الحصين أكثر من اللوزة. والنتيجة هي أن الناس المحرومين من النوم يخفقون في تذكر الذكريات سعيدة، بينما يتذكرون الذكريات الكئيبة على نحو جيد”.

“وفي تجربة أجراها ووكر، حاول طلاب الجامعات المحرومين من النوم تَذَكُّرَ قائمة من الكلمات، حيث تذكروا 81٪ من الكلمات ذات الدلالة السلبية، مثل سرطان، ولكنهم لم يتمكنوا من تذكر سوى 31٪ من الكلمات ذات الدلالة الإيجابية أو المحايدة، مثل إشراق الشمس أو سلة”.

وتكشف مدونة (BPS Research Digest) عن دراسة أخرى تثبت أن النوم يؤثر على حساسيتنا إزاء المشاعر السلبية. فباستخدام مهمة تمييز الوجه طوال اليوم، درس الباحثون مدى حساسية المشاركين حيال المشاعر الإيجابية والسلبية. وتبين أن أولئك الذين عملوا خلال فترة ما بعد الظهر دون أخذ قيلولة أصبحوا حساسين أكثر إزاء المشاعر السلبية، مثل الخوف والغضب.

“باستخدام مهمة تمييز الوجه، نوضح هنا التفاعلية المضخمة إزاء مشاعر الغضب والخوف على مدار اليوم، من دون نوم. ومع ذلك، فإن قيلولة طارئة منعت، وحتى عكست، هذه التفاعلية الشعورية السلبية إزاء الغضب والخوف، في الوقت الذي عززت فيه، بشكل معاكس، معدلات التعابير الإيجابية (السعيدة)”.

وبطبيعة الحال، من المرجح أن تؤثر نوعية نومك (ومدته) على شعورك عندما تستيقظ، الأمر الذي يمكن أن يترك أثراً كبيراً على يومك كله.

واختبرت دراسة أخرى كيف أثرت أمزجة الموظفين عندما بدؤوا العمل في الصباح على يوم عملهم بأكمله.

“ووجد الباحثون أن أمزجة الموظفين عندما يسجلون وقت حضورهم تميل إلى التأثير على شعورهم بقية اليوم. وارتبط المزاج الصباحي المبكر بتصوراتهم عن الزبائن وبطريقة ردود فعلهم على أمزجة الزبائن”.

والأهم من ذلك بالنسبة للمديرين، أنه كان ثمة تأثير واضح لمزاج الموظف على أدائه، بما في ذلك مقدار الإنجاز وجودته، على حد سواء.

4– قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والأسرة

إن البقاء على تواصل مع الأصدقاء والعائلة هو أحد الأمور الخمسة التي يتحسرُ المُحْتَضِرونَ على إهمالها.

وإذا كنت تريد المزيد من الأدلة على أن قضاء الوقت مع الأصدقاء مفيد لك، تثبت البحوث أن ذلك يمكن أن يجعلك أكثر سعادة الآن أيضاً.

فالعلاقات الاجتماعية قَيِّمَةٌ للغاية عندما يتعلق الأمر بتعزيز سعادتنا، حتى بالنسبة للانطوائيين. وقد وجدت العديد من الدراسات أن الوقت الذي نقضيه مع الأصدقاء والعائلة يترك أثراً كبيراً على طريقة شعورنا بالسعادة.

وأنا أحب الطريقة التي يشرح بها دانييل غيلبرت، خبير السعادة بهارفارد، هذا الأمر:

“نكون سعداء عندما تكون لدينا أسرة، ونكون سعداء عندما يكون لدينا أصدقاء، وتقريباً كل الأشياء الأخرى التي نعتقد أنها تجعلنا سعداء فعلاً ما هي سوى سبل للمزيد من التواصل مع العائلة والأصدقاء”.

جورج فاليانت هو مديرُ دراسةٍ طويلة عمرها 72 عاماً عن حياة 268 رجلاً.

“وفي مقابلة أجرتها النشرة الصحفية لهذه الدراسة (Grant Study)، نشرت في مارس/آذار 2008، سئل فاليانت: “ماذا تعلمت من الرجال الذين أجريت عليهم الدراسة؟” فأجاب: “إن الشيء الوحيد الذي يهم حقاً في الحياة هوعلاقاتك مع الآخرين”.

وشارَكَ فاليانت رؤاه حول الدراسة مع جوشوا وولف شينك في مجلة The Atlantic، حول كيفية إحداث علاقات الرجال الاجتماعية أثراً على سعادتهم الكلية:

“وجد أن علاقات الرجال في سن 47 عاماً تشير إلى تكيف في مرحلة متأخرة من الحياة أفضل من أي متغير آخر. وتبدو علاقات الأخوة الجيدة قوية بشكل خاص: كان 93٪ من الرجال الذين يعيشون حياة مزدهرة في سن 65 عاماً قريبون من أخٍ أو أختٍ لهم عندما كانوا أصغر سناً”.

وفي الواقع، تنص دراسة نشرت في مجلة (Journal of Socio-Economics) على أن علاقاتك تساوي أكثر من 100 ألف دولار:

“اعتماداً على مسح (British Household Panel Survey)، أجد أن أي زيادة في مستوى المشاركة الاجتماعية تصل قيمتها إلى مبلغ إضافي قدره 85 ألفاً سنوياً من حيث الرضا عن الحياة. من ناحية أخرى، لا تشتري التغيرات الفعلية في الدخل سوى النزر اليسير من السعادة”.

أعتقد أن السطر الأخير رائع خصوصاً: “من ناحية أخرى، لا تشتري التغيرات الفعلية في الدخل سوى النزر اليسير من السعادة”. لذلك نستطيع زيادة دخلنا السنوي بقيمة مئات الآلاف من الدولارات ونبقى غير سعداء كما لو كنا في حالة تعزيز قوة علاقاتنا الاجتماعية.

ووجدت دراسة تيرمان، المشمولة في مشروع “The Longevity Project” أن علاقاتنا وكيفية مساعدة الآخرين كانت من العوامل المهمة التي أسهمت في العيش حياة مديدة وسعيدة:

“حسبنا أن المشارك في دراسة Terman إذا ما شعر بصدق أن لديه أصدقاء وأقارب يعتمد عليهم عند مواجهة أوقات عصيبة، فإن ذلك الشخص سيكون معافى صحياً أكثر. وتوقعنا أن أولئك الذين شعروا أنهم محاطون بالحب والرعاية سيعيشون لمدة أطول”.

“والمفاجأة: كان توقعنا خاطئاً. فأبعد من حجم الشبكة الاجتماعية، أتت أوضح فوائد العلاقات الاجتماعية من مساعدة الآخرين. فأولئك الذين ساعدوا أصدقاءهم وجيرانهم، وقدموا المشورة والرعاية للآخرين، عاشوا حياة طويلة حتى سن الشيخوخة”.

5- التنزه بكثرة

في كتاب (The Happiness Advantage)، يوصي شون إيكر بقضاء الوقت في الهواء الطلق لتعزيز سعادتك:

“إن تخصيص وقت للتنزه في يوم لطيف له فائدة كبيرة أيضاً؛ فقد كشفت إحدى الدراسات أن قضاء 20 دقيقة خارج المنزل في جو جميل لم يعزز المزاج الإيجابي فحسب، بل وَسَّعَ آفاق التفكير وحَسَّنّ الذاكرة العاملة أيضاً”.

وهذه أخبار سارة بالنسبة لأولئك الذين يخشون إدراج عادات جديدة في جدول مواعيدهم المزدحم أصلاً. فعشرون دقيقة هي وقت قصير كافٍ للتنزه يمكنك إدراجه في موعد انتقالك للعمل أو فترة استراحة الغداء.

كما كشفت دراسة بريطانية أجرتها جامعة سسيكس أن التنزه خارج المنزل جعل الناس أكثر سعادة.

“أن تكون في الهواء الطلق، بالقرب من البحر، في ظهيرة نهار عطلة دافئ مشمس هو المكان المثالي لمعظم المشاركين. وفي الواقع، تبين أن المشاركين أكثر سعادة إلى حد كبير في الهواء الطلق في جميع البيئات الطبيعية أكثر مما كانوا في البيئات الحضرية”.

ونشرت الجمعية الأميركية للأرصاد الجوية بحثاً في عام 2011، كشفت فيه أن درجة الحرارة الحالية لها تأثير على سعادتنا أكبر من تأثير المتغيرات، مثل سرعة الرياح والرطوبة، أو حتى متوسط درجة الحرارة على مدار يوم واحد. كما وجد البحث أن السعادة تصل ذروتها في درجة حرارة تبلغ 13.9 درجة مئوية. لذلك تابعوا النشرة الجوية قبل الخروج في نزهة الـ 20 دقيقة في الهواء الطلق.

إن العلاقة بين الإنتاجية ودرجة الحرارة هي موضوع آخر تحدثنا عنه بإسهاب سابقاً. إن ما يفعله تغييرٌ طفيفٌ في درجات الحرارة هو أمرٌ مذهل.

6- مساعدة الآخرين
إن إحدى أكثر النصائح المخالفة للحدس التي وجدتها هي أنه، للشعور بسعادة أكبر، يجب عليك أن تساعد الآخرين. وفي الواقع، فإن 100 ساعة في السنة (أو ساعتين في الأسبوع) هو الوقت الأمثل الذي يجب أن نكرسه لمساعدةالآخرين بُغْيَةَ إثراءِ حيواتنا.

وإذا عدنا إلى كتاب شون إيكر مرة أخرى، فإنه يقول عن مساعدة الآخرين:

“عندما أجرى الباحثون أكثر من 150 مقابلة مع أشخاص بشأن مشترياتهم الأخيرة، وجدوا أن الأموال التي تُنْفَقُ على أنشطة، مثل الحفلات الموسيقية والعشاء الجماعي خارج البيت، أَضْفَتْ بهجة أكبر بكثير من متعة شراء مواد مثل الأحذية، أو أجهزة التلفزيون، أو الساعات باهظة الثمن. إن إنفاق المال على أشخاص آخرين، ويسمى “الإنفاق الاجتماعي الإيجابي”، يعزز السعادة أيضاً”.

ونشرت مجلة (The Journal of Happiness Studies) دراسة تحرت عن هذا الموضوع بالذات:

“تَذَكَّرَ المشاركونَ مشتريات سابقة قاموا بها إما لأنفسهم أو لشخص آخر، ثم أفادوا عن سعادتهم. بعد ذلك، اختار المشاركون بين إنفاق مكاسبهم النقدية المفاجئة على أنفسهم أو على شخص آخر. عبَّرَ المشاركون المكلفون بتذكر عملية شراء قاموا بها لشخص آخر عن شعورهم بالسعادة الغامرة بشكل ملحوظ فوراً بعد تذكر ذلك؛ والأهم من ذلك، أن المشاركين الأكثر سعادة شعروا أنهم على الأرجح سيختارون إنفاق مكاسبهم النقدية المفاجئة على شخص آخر في المستقبل القريب”.

لذلك فإن إنفاق المال على الآخرين يجعلنا أكثر سعادة من شراء الأشياء لأنفسنا. ولكن ماذا عن تكريس وقتنا للآخرين؟

كشفت دراسة عن التطوع في ألمانيا كيف تأثر المتطوعون عندما تلاشت الفرص المتاحة لهم لمساعدة الآخرين:

“بعد فترة وجيزة من سقوط جدار برلين، ولكن قبل إعادة الوحدة الألمانية، تم جمع الدفعة الأولى من بيانات السكان في ألمانيا الشرقية. كان العمل التطوعي لا يزال منتشراً على نطاق واسع. ونظراً للصدمة التي أحدثتها إعادة التوحيد، انهار جزء كبير من البنية التحتية للعمل التطوعي (مثل النوادي الرياضية المرتبطة بالشركات) وفقدت الناس اعتباطياً فرص العمل التطوعي المتاحة لهم. واستناداً إلى المقارنة بين التغير في الرفاه الشخصي لهؤلاء الناس وبين أناس مجموعة السيطرة الذين لم يعد لديهم أي تغيير في حالتهم التطوعية، تعززت فرضية أن العمل التطوعي مجزٍ من حيث مستوى الرضا العالي عن الحياة”.

وفي كتابه (Flourish: A Visionary New Understanding of Happiness and Well-being)، يوضح البروفسور مارتن سيليغمان من جامعة بنسلفانيا أن مساعدة الآخرين يمكن أن تحسن حيواتنا:

“نحن العلماء وجدنا أن إسداء المعروف ينتج الزيادة اللحظية الأكثر موثوقية في الرفاه، أكثر من أي ممارسة اختبرناها”.

7- التخطيط لرحلة (حتى لو لم نقم بها أبداً)

كأمر معاكس لأخذ إجازة بالفعل، فإن التخطيط لقضاء إجازة أو استراحة من العمل يمكن ببساطة أن يعزز سعادتنا. وأظهرت دراسة نشرت في مجلة (Applied Research in Quality of Life) أن ذروة السعادة جاءت خلال مرحلة التخطيط لعطلة، حيث يتمتع الناس بشعور الترقب:

“في هذه الدراسة، عزز تأثير ترقب العطلة السعادة لمدة ثمانية أسابيع. وبعد العطلة، سرعان ما انخفض منسوب السعادة إلى حده الأدنى بالنسبة لمعظم الناس”.

ويزودنا شون إيكر ببعض المعلومات التي تخص هذه النقطة أيضاً:

“وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين فكروا، مجرد تفكير، بمشاهدة فيلمهم المفضل، ارتفعت مستويات الإندورفين لديهم بنسبة 27٪ فعلياً”.

إذا لم يكن لديك متسع من الوقت لقضاء عطلة في الوقت الراهن، أو حتى للخروج مع الأصدقاء، فخطط لشيء ما على جدول مواعيدك، حتى لو كان بعد شهر أو سنة في مستقبل الأيام.

ومن ثم، كلما كنت بحاجة إلى دفعة من السعادة، ذكر نفسك بذلك.

8- التأمل

غالباً ما يوصف التأمل بأنه عادة مهمة لتحسين التركيز والوضوح، ومدى الاهتمام، وكذلك المساعدة على الحفاظ على الهدوء. كما اتضح أنه مفيد لتعزيز سعادتك:

“في إحدى الدراسات، تفحص فريق باحثين من مستشفى ماساتشوستس العام المسح الدماغي لـ 16 شخصاً قبل وبعد مشاركتهم في دورة عن التأمل الذهني استغرقت ثمانية أسابيع. وخَلُصَتِ الدراسةُ، التي نشرت في عدد يناير من مجلة (Psychiatry Research: Neuroimaging)، إلى أنه بعد الانتهاء من الدورة، تعززت أجزاء أدمغة المشاركين المرتبطة بالعاطفة والوعي الذاتي، وتقلصت الأجزاء المرتبطة بالتوتر”.

والتأمل، حرفياً، يصفي ذهنك ويهدئك، وقد ثبت في كثير من الأحيان أنه الطريقة الوحيدة الأكثر فعالية لتعيش حياة أكثر سعادة. ووفقاً لإيكر، يمكن أن يجعلك التأمل في الواقع سعيداً على المدى الطويل:

“تشير الدراسات إلى أنه في الدقائق التالية للتأمل مباشرة، نختبر مشاعر الهدوء والرضا، فضلاً عن زيادة الوعي والتعاطف. كذلك تبين البحوث أن التأمل المنتظم يمكن أن يكيف الدماغ بشكل دائم لرفع مستويات السعادة”.

وتثير دهشتي حقيقة أنه يمكننا أن نغير فعلاً بنية الدماغ من خلال التأمل، كما أنه أمر مطمئن إلى حد ما أن ما نشعر ونفكر به اليوم ليس دائماً.

9- السكن قرب مكان العمل

إن الانتقال يومياً إلى مكان العمل يمكن أن يكون له تأثير قوي على سعادتنا. وحقيقةُ أننا نميل إلى الانتقال مرتين في اليوم لخمسة أيام في الأسبوع على الأقل يجعل من غير المفاجئ أن يتراكم التأثير مع مرور الوقت، ويجعلنا أقل وأقل سعادة.

ووفقاً لمدونة (The Art of Manliness)، فإننا نخفق في إدراك أن اجتياز مسافة طويلة سيؤثر علينا بشكل كبير جداً:

“في حين أن العديد من الظروف الطوعية لا تؤثر على سعادتنا على المدى الطويل لأننا نتأقلم معها، لم يعتد الناس أبداً على مشقة السفر اليومي إلى العمل لأن الازدحام المروري يكون فظيعاً في بعض الأحيان، وأحياناً لا يكون كذلك”.

أو كما قال عالم النفس دانيال غيلبرت من جامعة هارفارد: “إن القيادة في الازدحام المروري هي نوع آخر من الجحيم اليومي”.

ونحن نميل إلى محاولة التعويض عن ذلك من خلال تملك منزل أكبر أو وظيفة أفضل، ولكن هذه التعويضات لا تصلُح:

“فقد وجد خبيران اقتصاديان سويسريان يدرسان تأثير التنقل على السعادة أن هذه العوامل لا يمكن أن تعوض عن البؤس الناجم عن اجتياز مسافة طويلة”.

10- ممارسة الامتنان

هذه استراتيجية بسيطة على ما يبدو، ولكنني اكتشفتها لإحداث فرق كبير في وجهة نظري. ثمة الكثير من الطرق لممارسة الامتنان، من الاحتفاظ بسجل للأشياء التي تشعر بالامتنان حيالها، إلى تشارك 3 أشياء جيدة تحدث كل يوم مع صديقك أو شريكك، وصولاً إلى بذل الجهد لإظهار الامتنان عندما يساعدك الآخرون.

وفي إحدى التجارب التي دوَّنَ فيها المشاركون الأشياء التي يشعرون بالامتنان لها كل يوم، تحسنت حالتهم المزاجية فقط من هذه الممارسة البسيطة:

“أبدت مجموعات إظهار الامتنان حماسة متزايدة عبر عدد من مقاييس النتائج في الدراسات الثلاث، ملائمة لمجموعات المقارنة. ويبدو أن التأثير على الشعور الإيجابي كان النتيجة الأكثر قوة. وتشير النتائج إلى أن التركيز الواعي على النعم يمكن أن يكون له فوائد عاطفية وشخصية”.

ونشرت مجلة (The Journal of Happiness studies) دراسة استخدمت رسائل امتنان لاختبار مدى تأثير الامتنان على مستويات السعادة لدينا:

“وكان من بين المشاركين 219 رجلاً وامرأة كتبوا 3 رسائل امتنان على مدى 3 أسابيع. وأشارت النتائج إلى أن كتابة رسائل امتنان زادت من سعادة المشاركين ورضاهم عن الحياة، وخففت أعراض الاكتئاب”.

11- والأسهل من كل ذلك.. أن تشيخ

كلما تقدمنا في السن، وخاصة بعد منتصف العمر، فإننا نميل إلى نكون أكثر سعادة بشكل طبيعي. وما زال هناك بعض الجدل حول سبب حدوث ذلك، ولكن العلماء لديهم بعض الأفكار: “فقد وجد الباحثون، بما في ذلك الكتاب، أن كبار السن الذين تُعْرَضُ عليهم صور الوجوه أو الحالات، يميلون إلى التركيز أكثر على الأكثر سعادة وتذكرها، مع تركيز وتذكر أقل للسلبية منها”.

وقد كشفت دراسات أخرى أنه كلما تقدم الناس في العمر، فإنهم ينشدون الحالات التي ترفع معنوياتهم – على سبيل المثال، تشذيب الأوساط الاجتماعية من الأصدقاء أو المعارف الذين قد يسببون لهم الكآبة. ووجدت دراسة أخرى أن كبار السن يتعلمون تجاوز الخسارة وخيبة الأمل من الأهداف التي لم تتحقق، ويركزون أهدافهم على رفاه أكبر.

لذلك إذا كنت تعتقد أن التقدم في العمر سوف يجعلك تعيساً، فمن المحتمل أنك سوف تطور نظرة أكثر إيجابية من التي تحملها الآن.

 

هافغنتون بوست