صلاح حبيب

مشاكل الوطن تحل عبر الطاولة !!


تواجه الحكومة عدة تحديات في هذه المرحلة فلا بد أن يتكاتف الجميع لحلها فأول تلك التحديات مشكلة الحرب بمناطق دارفور والنيل الأزرق وكردفان، فالمعارضة تحاول أن تضغط على الحكومة بهذه الحرب وفي تلك المناطق عسى ولعل أن تستجيب الحكومة لمطالب المعارضة، ولكن لا المعارضة استطاعت أن تهزم الحكومة في تلك المناطق ولا الحكومة استطاعت أن تهزم المعارضة، ولذلك يجب على الطرفين الحكومة والمعارضة أن يحكموا صوت العقل والعمل سوياً من أجل مصلحة الإنسان الغلبان والذي أنهكته الحرب والظروف الاقتصادية. صحيح الحكومة في كل مرة تحاول أن تقول للمعارضة أمد إليك يدي بيضاء من أجل هذا الوطن وتعلن عن وقوف إطلاق النار في تلك المناطق، لأن الحرب أصلاً لم تحل قضية السودان منذ أن كان السودان وطناً موحداً قبل أن يصبح شمالاً وجنوباً. لقد دمرت الحرب الأرض والحرث والنسل وفي النهاية نال سكان الجنوب مصيرهم وعملوا على إنشاء دولتهم، ولكن هل هذه الدولة الآن مستقرة وآمنة بالتأكيد لا فالحرب فيها ما زالت مشتعلة بين الطرفين الحكومة والمعارضة.. ولذلك إذا لم يتم وقف إطلاق النار ووقف هذه الحرب فلن يتحقق الأمن في أية منطقة من المناطق، فالمعارضون للحكومة سودانيون والحكومة حكومة سودانية فإذا كان الهدف مصلحة هذا الوطن، يجب على الطرفين الجلوس على مائدة واحدة والعمل على مناقشة القضايا التي أدت إلى هذه الحرب، وليتنازل كل طرف للآخر دون أي ضغوط أو إملاءات خارجية فالإملاءات الخارجية لن تحل المشكلة إذا كان أطراف النزاع غير مقتنعين فيما بينهم.
فوقف الحرب سيساعد على حل مشكلات البلاد الأخرى وفي مقدمتها المشكلة الاقتصادية التي أجبرت الكثيرين على الهجرة من الوطن، رغم الإمكانيات التي يتمتع بها هذا الوطن سواء أكان معادن أو بترول أو ثروة حيوانية أو ثروة زراعية ولكن كيف نستطيع أن نوظفها لمصلحة الوطن والمواطن فالذين يحاربون من الخارج يعلمون حقيقة تلك الإمكانيات والحكومة أكثر علماً ولذلك لسنا في حاجة أن نمد أيدينا إلى العالم الخارجي ولا للمنظمات التي تحاول أن تدس لنا السم في الدسم. نحن محتاجون إلى إرادة سودانية وطنية تضع السودان في حدقات عيونها ومن ثم العمل من أجل البناء والتطور والنهضة، فأبناء السودان خارج منظومة الحكم لينون وسهلو التعامل مع بعضهم البعض، ولكن عندما تكون العين على كراسي السلطة تعمى العيون والقلوب، فالحكم لن يأتي إلا عبر تلك الطاولة وبالطريقة الديمقراطية ونحن معلمو الشعوب في كل شيء، ولكن تلك الشعوب التي علمناها أصبحت في المقدمة بينما تراجعنا إلى الوراء آلاف الكيلو مترات أو الأميال.
فالطرح الذي قدم من خلال الحوار الوطني ينبغي أن يكون الهدف الأساس لحل كل مشاكلنا ولم يبق في العمر بقية وما فات أكثر من الذي سيأتي، فلا بد أن يحكم الجميع عقولهم من أجل هذا الوطن الذي مزقته الخلافات والصراعات والحروب.