أم وضاح

خيار وفقوس


بكامل الشفافية أصدر أمس بنك السودان المركزي قراراً بحظر (34) شركة أدوية من التعامل المصرفي كلياً، وسبب القرار كما أوضح البنك لمخالفة هذه الشركات المنشور الخاص باستغلال نسبة (10%) من الصادرات غير البترولية المخصصة لاستيراد الأدوية وهذا الحظر يشمل التعامل المصرفي مع كل البنوك وأرفق ذلك بقائمة تحتوي على أسماء هذه الشركات وفي الهواء الطلق، ولعلي قد استحسنت هذه الشفافية المطلقة من بنك السودان الذي لم يكتفِ فقط بالحديث عن شركات مخالفة وتوقيع العقوبة عليها بل أردف ذلك بذكر أسمائها وهو المنهج الذي ظللنا نفتقده للأسف في معالجة قضايا التهرب والفساد الذي يقوم به البعض على مستوى الأفراد أو الجماعات لكنهم للأسف ينعمون (بحصانة) تخفي الأسماء والشخوص ليظلوا في مأمن من عيون الرأي العام الذي من حقه أن يعرف المتلاعبين المضاربين والمستفيدين بالطرق غير المشروعة من مميزات ومخصصات تملكوها بالأساليب الملتوية والطرق غير المستقيمة، لذلك وبذات الشفافية والشجاعة التي ذكر بها بيان بنك السودان أسماء هذه الشركات كنت أتمنى أن تصدر وزارة الصناعة قائمة بأسماء الشركات المصنفة بالتحديد التي خالفت المواصفات والمقاييس لتنتج منتجاً غير مستوفٍ للشروط مما يدخل بأصحابه في قائمة المجرمين لما لخطورة ذلك على البيوت المشيدة والمرافق من مدارس ومستشفيات الخ… وهذا السكوت يؤكد أن الحكومة للأسف تتعامل مع القضايا الحساسة بأزدواجية مطلقة لأنه إن كان الأصل في الموضوع هو بذل الشفافية والمعالجة بمبدأ طرح التفاصيل على الرأي العام لما ذكرت أسماء في حتة واختفت أسماء في حتة تانية خالص مع كامل التعهد والقصد ألا يفصح عنها لمصلحة من وعشان شنو؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يحتاج إلى إجابة خاصة وأن ما تسرّب للمواطن السوداني من إحساس أن هناك مراكز قوى تحمي نفسها ومصالحها وحتى كان وقعت ما بتنكشف لأنه يمارس معها فقه السترة!! طيب إذا كان الأمر على هذا النحو، هل معناه أن الـ(34)شركة هذه ما حقت (قرون) وبالتالي راحت في الرجلين؟ أم أن بنك السودان ومحافظه تخطى الحدود الحمراء ونشر أسماء هذه الشركات حتى لو كانوا أصحابها (هواء ثقيل)..
في كل الأحوال ما نريده أن يستقر ويصبح منهج دولة وسلوك حكومة هو أن تنحاز الحكومة لمواطنيها ولقضاياهم وأن تخوف المتلاعبين والمضاربين بحق الناس بالقانون الرادع وبكشف الذي لم يردع وما تبقت في عينه (حصوة ملح) بألا ينفضح ويصبح ونسة في خشم خلق الله.
كلمة عزيزة
ما زالت وفي كل صباح جديد يغشى الحزن ويرتفع صوت النحيب في بيوت سودانية قدرها أن تفقد خيرة شبابها من الرجال والنساء والأطفال ضحايا لمجازر الأسفلت وهذه الحوادث المتكررة للأسف لم تحرك حتى الآن ساكن وزارة النقل أو الذين يديرون هذا الملف والطرق السريعة ما بين الولايات جديرة بها السرعة فقط وصفاً لأنها أسرع الطرق للانتقال إلى السماء والحوادث تتكرر بالكربون لذات الأسباب وهي سوء سفلتة هذه الطرق وضيقها الواضح بحيث لا يوجد أكثر من مسار يحفظ فوارق المسافات بين السيارات ولا توجد رادارات هي وحدها القادرة على ردع انفلات وعبث السائقين الذين يتلاعبون بأرواح العباد.. لكل ذلك أقول إن هذا الملف ينبغي أن يكون الملف الإستراتيجي الأهم في أولويات الحكومة لتجنب إزهاق أرواح السودانيين في الطرق السريعة بل على وزارتي النقل والمالية أن يجعلا هذا الأمر هو رقم واحد في المشاريع العاجلة لأننا نهدر أرواح أبنائنا وبناتنا وينتهي عند الحكومة الوجع والعزاء بانتهاء مراسم الدفن.
كلمة أعز
رحلت عن الفانية قبل يومين الإذاعية الرائعة”نجاة كبيدة” الصوت القوي الأصيل (غير المصطنع) التي شكلت وجدان المستمع السوداني بكل الجمال والروعة.. التقيتها آخر مرة وصحيفة (المجهر) تكرمها في عيدها الثالث، تحدثنا طويلاً وطوقتني في حضور الأستاذ المخرج “عصام الدين الصائغ” بكلمات هي قلادة شرف تطوق عنقي، قدرنا أن ترحل الرائعات أمثالها وبنات المغربي، وجيل “رجاء حسن خليفة” لنبتلى بمذيعات تعطيش الجيم وغلطات النحو والنطق على الملأ في المناسبات الرسمية، أطال الله عمر “محاسن سيف الدين” و”نائلة العمرابي” و”سعاد أبو عاقلة” و”شادية خليفة”.